رصاصتان في بندقية
رصاصتان تسكنان جوف البندقية..وحيدتان تسامران وحدة البندقية وتملآن فراغها..تحولتا الى صديقتين حميمتين متلاصقتين..لا تبرح احدهما مكانها ولا تحرك ظلها في مسرب الاطلاق
عاشتا معا طويلا..وحتى انهما استضافتا غبار الزمن العالق بينهما موصلا شوقهما لبعضهماكان الزناد يحاول ان يفرقهما محاولا الكثير..ولكن كانت البندقية توقف امر الاطلاق
دخلتا الحرب معا واعلنتا قسوة الهزيمة في وجه الضعفاء من اسلحة مقابلة وجيوش الرصاص وجحافل
الذخيرة
اشتهرتا معا بقوة في اتحادهما ..وحيادهما.....وشاع صيتهما معا كأفضل ثنائي
اخذهما الغرور .فكل الايادي تطمح في ان تكون تلك البندقية هي مقبض لها
وتسابقت الايدي ودارت رحى المعارك..وتأججت نار الفتن..من اجل تلك البندقية..التي تحتضن نفس الرصاصتين
ولكن المعركة انتهت بموت الجميع وانتهاء الرصاص وخلت تلك الساحة الا من الثنائي معا ..تحاران في امرهما لا تعرفان كيف سيعود نفس الصيت...فأقسمتا على قتل اي مخلوق يصادفهما
واذا بعابر سبيل يقطع عناء الصحراء بأنفاس لاهثة..استوقفتاه..وبأمر حازم وبصوت واحد قالتا ارفع يديك..ارخى يديه وانزل عن ظهره ما يحمله ثم رفع يديه مستغربا الحدث..ونظرا مرتعبا..سألهما بخوف ..متقطع الصوت
ماذا تريدان مني ..ماذا فعلت لكما..ما ذنبي...؟؟ لماذا تعاقبانني؟؟؟
ضحكت احدهما بصوت عال فيما ادارت الاخرى وجهها عنه متثاقلة الرد عليهاخذتا تتهامسان..فيما وجه الترقب في علامات ذاك الضحية ..حائرا في امره..تلف بين عينيه الف علامة سؤال وسؤال
وبعد التشاور الطويل ...قررتا ان تتركاه حر...وقالتا بصوت يعلوه التكبر ..اذهب لن نقتلك واردفا ضحكة بصوت عالي..فرح عابر السبيل واخذت ساقاه عنان الهروب ..يريد ان يبتعد.....افترقت الرصاصة الاولى عن صديقتها الحميمة..مبتعدة عنها تطارد الشاب وسكنت في ظهره...ولم يكن الفراق الا لحظات..حيث تبعتها صديقتها تجاورها نفس المكان في ظهر من اعطي الأمان
وهكذا حافظت الرصاصتان على صداقتهما..ولكن اثرتا ان تنتقلا خارج البندقية..الى مكان آخر فكان جسد الضحية..المقر الجديد لأعلان ثورة جديدة وسيادة الرصاص وسؤدد الصداقة الصادقة في مدينة البنادق