لماذا ترفضون الصداقة بين الجنسين ؟!
+++++++++++++++++++++
الصداقة بين الجنسين لها بريق خاص واهتمام داخلي قد يعبر عنه البعض ... لكنها تصطدم بحواجز اجتماعية كثيرة ... والسؤال الذي يطرح نفسه هل من الممكن أن تكون صداقة بريئة بين الجنسين ؟!
العلاقة البريئة بين شخصين من الجنسين ممكنة إذا كانت لها حدودها التي يعرفها الطرفين وتندمج داخل المجتمع المفتوح في الجامعة أو مكان العمل أو غيره ... وتبقي هذه العلاقة في أمان طالما ظلت واضحة للمجتمع المحيط من الزملاء والأهل ... وليست كعلاقة شخصية خاصة في لقاءات منفردة تتطور إلى علاقة عاطفية وجنسية تفرضها جاذبية الجنس الآخر...
وبالنسبة للشخص المتزوج رجلاً كان أم امرأة من الضروري جداً مصارحة الشريك بعلاقة الصداقة هذه ومن الرائع أن تكون العلاقة في دائرة أكبر بين الأسرتين كما عبَّر أحد الأزواج عن علاقة الصداقة بينه وبين زميلته في العمل وقال: "عَرِّفتني على زوجها وعرَّفتها على زوجتي وتبادلنا الزيارات كأسرتين حتى صارت صديقة لزوجتي وصرتُ صديقاً لزوجها ..."
أما إذا كان هناك تعارض بين العلاقة الزوجية وهذه الصداقة فمن المؤكد أن العلاقة الزوجية لها الأولوية وكل ما يسبب مشكلة لشريك الحياة يجب معالجته بين الزوجين في جو من المصارحة وإرضاء كل شريك للآخر حتى لا تتسبب أي علاقة أخرى في شرخ يزداد يوما بعد يوم .
ونقول إن كل ما يسبب لنا مشكلة مع المجتمع المحيط ليس من الصحيح أن نتمسك به وإلا سنكون خارجين عن المجتمع ومنبوذين منه مما يتسبب لنا وللصَديق في مشكلات نحن في غنى عنها ...
والعلاقة غير البريئة ... كثيراً ما تبدأ بريئة وبحسن نية من الطرفين أو أحدهما كزمالة أو صداقة تتطرق فيها الحوارات إلى مشكلات شخصية أو أمور خاصة ... وتزداد العلاقة قرباً مع الأيام وتتطور إلى لقاءات منفردة بعيداً عن الآخرين ؛ يتناسى فيها الاثنان ما يجب أن يكون بينهما من حدود جسدية ... مما يقودهما إلى الإرتباط العاطفي والجنسي وإلى طريق يصعب الرجوع منه ... والحل هو التوقف السريع والفوري عن هذه العلاقة قبل أن تزداد الأمور سؤاً.
ومن المهم جداً تنشئة الأولاد والبنات على احترام كل منهما للآخر كجنسين مختلفين وعدم تعدي أصول اللياقة في التعامل .
أيضاً من الضروري جداً العمل على أن يكتسب الشباب ثقافة وفكر يتيح للجنسين تفهم طبيعة الجنس الآخر حتى لا يكون في نظره لغزاً غامضاً يسعى لحل غموضه بطرق غير سوية .
ولا ننسى أن المجتمع الشرقي الذي نحن جزءاً منه يرفض ويتحفظ على العلاقة بين الجنسين ويقف ضدها كما عبَّر أحدهم : "العلاقـــة التي يجب تربــط أي رجل بامرأة هي العلاقة الزوجية. ولا أعتقد بوجود صداقة بين الرجـل والمــرأة. ولا اسمح لأختي أن يكون لها صديق وإن تعرفت على أحدهم فإما أن يتقدم لخطبتها ويتزوجها وإما أن تنتهي هذه العلاقة التي لا تجلب إلا المشكلات".
وعلى كل منا أن يرضي الله في علاقته مع الجنس الآخر ولن يرضى الواحد منا عن نفسه إلا إذا كان الضمير الداخلي على يقين أنه يرضي الله في هذا الجانب. ولا ننسى أن "مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ ..." (أمثال 1:7)
منقول -صلوا لضعفي