انتوانيت قسم النقاش العام
التسجيل : 07/08/2010 مجموع المساهمات : 700 شفـيعي : العدرا وابو سيفين الـعـمـل : خادمة الرب يسوع هـوايـتـي : مزاجي :
بطاقة الشخصية لقبك:
| موضوع: نسكيات البابا كيرلس السادس 1 ( طعامه وملابسه ونومه ) الأحد 26 سبتمبر - 11:45 | |
| نسكيات البابا كيرلس السادس ( طعامه وملابسه ونومه )
"أقمع جسدى وأستعبده" (1كو 9: 27) "صالبين الجسد مع الشهوات" (غل 5: 24) "لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت من أجل يسوع لكى تظهر حياة يسوع فى جسدنا المائت" (2كو 4: 11) لم ينس البابا كيرلس يوماً انه الراهب الفقير مينا، وإن اختياره للبطريركية ليس شيئاً يدعوه إلى تغيير حياته النسكية.. بل كان على العكس يعتقد أنه يجتاز تجربةمريرة يحتاج معها لمزيد من التنهد والحزن والانسحاق والصوم والصلاة وكأنى بالأشواق الصالحة القوية التى ملكته منذ فخر شبابه- كمختار من الله - ودفعته إلىأن يلفظ العالم ، ويمسك بالمسيح الذى بداخله ، لم تتحول يوماً إلى غير ما كان يحرص.. لقد أغلق كل أبواب العالم عن نفسه الشهوات مع الرغبات ليبحث فيهاعن الكنز المخفى .. باع كل شئ ليشترى اللؤلؤة الواحدة الكثيرة الثمن.. أهمل احتياجات الجسد، فلم يعدله عليه سلطان، أشعل الروح بزيت الفضائل الذى لاينطفئ.وبعد أن ذاق، وشارك، وعاش ، وملك مع المسيح، لم يكن ممكناً أن يتطلع لاقتناء شئ آخر ، لقد ربح المسيح.. فما حاجته لهذا الآخر. "تحت ظلك اشتهيت أن أجلس، ثمرته حلوة لحلقى""لقد وجدت من تحبه نفسى ، فأمسكته، ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمى" طعامه وملابسه ونومه
ليس غريباً إذاً أن نجد طعام البابا هو هو طعامه أيام إن كان راهباً رغم تقدم السن وتزايد المسئولية وإرهاق العمل. فكان إفطاره قربانة واحدة مع مسحوقالكمون أو الملح أو السمسم ، وبعد إلحاح طويل من أبناء البابا زيد هذا الإفطار مقدار ملعقتان صغيرتان من الفول. وكثيراً ما كانت تمتد مقابلات البابا إلى الساعة الثانية أو الثالثة بعد الظهر دون أن يتناول إفطاراً. وطعام الغذاء خبز جاف مع القليل جداً من الطعام المطبوخ الذى لا يأكل منه شيئاً بل يبلل به الخبز الجاف.. ما رأيته يوماً يقترب إلى دجاجة قدمت له، أو امتداديده لكوب من اللبن ليرتشف منها جرعة. وما كان أزهده فى اللحوم. وكان العشاء مثل الإفطار، وكان يكتفى أحياناً فيه بالقليل من الفاكهة. هذا هو طعام البابا فى غير أيام الصوم الذى كان له فيه نظاماً قاسياً ، وخاصة فى الصوم الكبير ، وصوم كلية الطهر العذراء مريم ، فكان يتناول الطعام مرة واحدةفى المساء بعد صلاة القداس الإلهى التى ما كان يريد لها أن تنتهى لولا إشفاقه على أبنائه الصائمين. أما ملابسه فما أبسطها.. فالداخلى منها بسيط خشن غير جاهز ، بل "مسرج" مصنوع من "الدمور" وفوقه يلبس حزاما من جلد والاسكيم المقدس ، ثم جلبابا أسودخفيفا من قماش زهيد الثمن. وكان يرتدى عباءة (زعبوط) غير مفتوحة من الأمام، والمسماة "الفراجية" . وكان يضع شالا على رأسه ليخفى به شعره الذى نذر ألايقصه منذ رهبنته.والملابس التى كان يرتديها عند إقامة القداسات كانت - وهى على مرآى من الجميع - غاية فى البساطة ، وكثير من الأباء يرتدى ما هو أثمن منها ، وكان ذلكدأب قداسته حتى فى الأعياد والمناسبات.وكان يرفض ارتداء البرنس أو التاج حتى فى يوم افتتاح الكاتدرائية الجديدة بالعباسية لم يرتد الملبس الفاخر الذى أهداه إياه جلالة الإمبراطور هيلاسلاسى فى هذهالمناسبة، وكان يردد : "لقد أتى المسيح إلى مصر هاربا ولم يكن له أين يسند رأسه".وما كان يستخدم إلا المناديل "المحلاوى" البسيطة.وكان يعطى لأبنائه المناديل الفاخرة التى تهدى له من أولده. كما كان يعطى من ملابسه للأباء الأساقفة أو الكهنة ، ولعل الكثيرون يحتفظون بها للبركة والذكرى.والشىء الذى أدهشنى انه لم يغير حذاءه طوال مدة خدمتى لقداسته، وهى خمس سنوات كاملة، ولم يه تم بدهانه أو إصلاحه .. وكثيرون حاولوا ربط حذائه بعدانتهاء الصلاة، فكان يأمرهم بتركه وهو يقول لهم (سيبه يا ابنى .. خلى الليلة تفوت على خير). "كهنتك يلبسون العدل وأبرارك يبتهجون ابتهاجاً""يبتهج قلبى بالله مخلصى لأنه ألبسنى ثوب الخلاص وسربلنى بحلة السرور كل حين"أما نومه فما أقله.. فمن المعروف أن البابا يبدأ يومه بالصلاة فى الساعة الثالثة والنصف صباحاً، ولا يفرغ منن المقابلات والمشاغل إلا فى ساعة متأخرة منالليل. ومهما كان مجهداً أو متعباً فإنه ما أن يحين موعد الصلاة حتى ينهض قداسته بنشاط عجيب، وسرور ليكمل قانون عبادته. سريره بسيط من النحاس ، وغطاؤه بطانية واحدة صيفاً وشتاء. وما اكثر الليالى التى نام فيها فوق مقعده. وقد تعجب القاصد الرسولى لبساطة قلاية الباباعندما زاره وهو مريض، وعرض أن يؤثثها له بنفسه، فشكره البابا، وقال له أنى أحب هذا المكان البسيط. | |
|