لماذا لا يكون المسيحيون هم الذين جعلوا..

لماذا لا يكون المسيحيون هم الذين جعلوا المسيح إلهاً؟

في الحقيقة إن إدعاء المسيحية -بحسب السؤال- أن المسيح إلهاً... يجعل المسيحيين يخسرون كثيراً من البشر الذين يرفضون هذه العقيدة عقلانياً ويستكثرون علي الله التجسد.

إذاً ليس هناك دافع مُقنع لجعل المسيح إلهاً... إن لم تكن هذه هي الحقيقة، ثم رجوعاً إلي بداية المسيحية... إن المبشرين الأوائل ليسوا أصحاب فلسفات وحُجج حتى يستطيعوا إقناع الملايين بهذا الفكر إن لم يكن سليماً وحقيقياً وله شواهده.
فالرسل كانوا بسطاء وغير مثقفين ثقافة عالية... وغير قادرين بذواتهم وقدراتهم علي صد ومواجهة... الأفكار القديمة.. والمعتقدات الوثنية.. والتحديات الفلسفية.


أما عن عقيدة المسيح الإله المتجسد.. فهي إعلان سماوي أعلنه الآب والابن ويعلنه الروح القدس كل يوم لمن يقبله.

أولاً... شهادة السيد المسيح لنفسه...
في كلامه...

شهد السيد المسيح لنفسه مراراً.. قائلاً.. "إني أنا هو".. "فقلت لكم إنكم تموتون في خطاياكم لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو (الله) تموتون في خطاياكم" (يو 24:8) فهم اليهود قصده جيداً وأعتبروه مجدفاً لأنهأعتبر نفسه إلهاً..

+ حين قال... "أنا والآب واحد، فتناول اليهود حجارة ليرجموه. فقال لهم يسوع: أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي.. بسبب أي عمل منها ترجمونني؟ أجابه اليهود: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً" (يو 30:10 -33)

+ وأيضاً حين قال... "الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن. فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفي وخرج من الهيكل مُجتازاً في وسطهم ومضي هكذا" (يو 58:8 -59).

+ ومرة أخري... "أجابهم يسوع: أبي يعمل حتي الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضاً إن الله أبوه معادلاً نفسه بالله" (يو 18:5).

فلاحظ تكرار محاولات الرجم للمسيح لأنه كان واضحاً في إعلانه عن ألوهيته التي لم يقبلها اليهود وأعتبروه مُجدفاً.

فهل لم يفهم اليهود كلامه حتى حاولوا رجمه؟؟ ولماذا لم يتراجع السيد المسيح إذاً عن إدعائه إذا كان سوء فهم منهم؟!!

وفي المحاكمة...

شهد السيد المسيح عن نفسه واعترف الإعتراف الحسن الذي تسبب في صلبه أمام قيافا رئيس الكهنة... "أقول لكم من الآن تُبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً علي سحاب السماء. فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلاً قد جدف (دعي الألوهيه) ما حاجتنا بعد إلي شهود؟ ها قد سمعتم تجديفه" (مت 64:26 -65).

والسيد المسيح له المجد عمل المعجزات التي تؤكد أنه ليس إنساناً أو نبياً فقط لأنه كان...

يطرد الشياطين بقوته (مت 8، مر 1، لو 8)...
ويُقيم الأموات بأمره (يو 11، لو 7، مر 5)...
ويُسكت الطبيعة بكلمته (مر 4، مت 14)...
ويخلق الحياة بإرادته (لو 10:9 -17)...

ولهذا قال السيد المسيح "إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه" (يو 37:10 - 38)