إحدي رفيقات قلوب المصريين .. الأم إيريني

إحدي رفيقات قلوب المصريين .. الأم إيريني

11/04/2007

المباركة.. التي داوت آلام المسلمين المسيحيين
الأنبا كيرلس عينها رئيسة للدير وهي أصغر الراهبات، وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها > معجزاتها في شفاء المرضي كتبت في ثمانية أجزاء
جريدة القاهرة - عمرو علي بركات
توقف قلبها عن النبض ولكنها عادت للحياة بعدما يئس الطبيب لتروي قصة عودتها لعالم الأحياء
إذا كانت المرأة ليس لها حظ من النبوة،إلا أن المرأة البتول،العابدة،العارفة،لها حظ آخر في الحب الالهي، وحب الناس. منهن الأم"تماف ايريني" التي يحمل وجهها ملخص وجوه أمهاتنا المصريات، مسلمات كن أو مسيحيات،وديعة مضيئة، باسمة، مطمئنة، رحلت عن عالمنا في آخر أيام شهر أكتوبر عام 2006،رجعت إلي ربها مؤمنة بوحدانيته، راضية بنصيبها من آلام الحياة الدنيا، فهللت لها ملائكة السماء، فكانت مرضية. تري فيها صورة السيدة"مريم العذراء" كما رسمها القرآن الكريم، فقد نذرتها أمها يوم ميلادها للرحمن، فرحلت عن "جرجا" بسوهاج، وهي دون السابعة عشرة، ابنة الخواجة الميسور الحال"يسي الطرابيشي"، لتلبي رؤياها لمعلمها"أبي سيفين" وترحل إلي دير الراهبات بمصر القديمة، لتخبرها السيدة العذراء أنها كانت مقيمة بهذا المكان في رحلتها لمصر، فيتحول علي يدها إلي كنيسة مصر القديمة. إنها الأم المباركة التي يلجأ إليها المسلمون والمسيحيون لتداوي آلامهم، الآن قد جاورت السيدة"نفيسة"و السيدة"زينب"،و السيدة "فاطمة النبوية"، رفيقات قلوب المصريين، في الفردوس الأعلي.
الراهبة رقم 52
كانت تشكو صداعاً بعد التحاقها بالدير فذهبت مع رئيسة الدير إلي الأب"كيرلس"(1902 ـ 1971م) الذي أصبح بطريركاً فيما بعد، وعندما رآها قال لرئيسة الدير المرافقة لها:"هذه البنت ستصبح رئيسة للدير"، واندهشت الرئيسة!، إلا أن الأب"كيرلس" قال مؤكداً:"سوف تكون، وتذكري قولي هذا إن كنت مت، ولو كنت عايش فكريني به، بل أقول لك، في عهدها سوف يحدث تطوير عمراني كبير وروحاني عندكم"، وذهب الصداع، ولم تر"ايريني" البابا"كيرلس" مرة أخري حتي يوم وفاة رئيسة الدير، فأرسل البابا"كيرلس" إلي الأم "كيرية" ليخبرها بنبأ تعيينه الأم "ايريني" رئيسة للدير، إلا أن الأم "كيرية" اندهشت قائلة:"دي عيلة يأبونا! هتعمل عيلة رئيسة دير؟" وجاءت الأم"كيرية" إلي "ايريني" لتخبرها بضرورة الذهاب إلي البابا"كيرلس" لتتفاهم معه، ولما سألها :"ترشحي مين بدلاً منك؟" قالت:"أرشح الأم "كيرية" لأني اصغر راهبة في دير عدد راهباته 52 وأنا رقم 52"، وافق البابا"كيرلس" واتفق معها أن تجعل هذا الموضوع سرا بينهما، وبعد خمسة عشر يوما من هذا اللقاء حضر البابا"كيرلس" إلي كنيسة مصر القديمة للصلاة، وتم ترسيم الأم" ايريني" بالقوة رئيسة للدير وهي ابنة العشرين ربيعاً، منذ عام 1962م.
أسرار البابا كيرلس
"ايريني" أم معجزات الشفاء التي بلغ حصرها في كتاب مؤلف من ثمانية أجزاء، تتحدث عن أسرار البابا "كيرلس" ، فقد كانت تذهب إليه لعرض أمور الدير الداخلية، وكان علي الفور يقول لها:"انتي جاية علشان كذا وكذا..اعملي كذا وكذا" من قبل أن تقول له اي موضوع، وتروي الأم"ايريني" أنها في بداية توليها الدير لم تكن تستطيع مقابلة البابا"كيرلس" بسهولة لأن الطريق كان صعباً وكله تراب من دير مصر القديمة إلي كنيسة ماري مينا، وذات ليلة وهي بغرفتها في الدير تناجي البابا"كيرلس" قائلة:" أنا معدتي تعابني ياسيدنا ولا اقدر اذهب إليك لمقابلتك بسهولة"، وفجأة رأته أمامها واقفاً، ويقول لها:" هيه أنا قدامك ، انتي عايزه إيه؟"قلت له:"عاوزة اعمل مشغل للراهبات" فوافق، وعندما ذهب إلي الإقامة في الإسكندرية ذهبت إليه مع الأمهات الروسيات، وعند لقائها به قالت له:"كده يا أبونا تسيبنا وتروح الإسكندرية؟" فإذا به يقول:"سيبتك ازاي يابنتي أنا مش جيتك وسألتيني علي مشغل الراهبات ووافقت" وعندما حاولت أن تسأله كيف جاء إليها ، غير الحديث ولم يجبها بشيء.
رقم تليفون سيدنا
كان البابا "كيرلس" دائم تغيير رقم التليفون الخاص به، وكان يخصص وقت راحته اليومي من الساعة 2م:الساعة 5م للقاء الأمهات الراهبات،وعندما كان يغير رقم تليفونه، كان يسارع بإعطاء الرقم الجديد للراهبات في أول لقاء معهن،حتي قبل أن يعطيه للمطارنة والأساقفة، حيث كان يؤمن بمدي أهمية أن يكون علي اتصال بالراهبات لأنه كان يعتبرهن في حاجة إلي العون والمساعدة كما أنهمن مثل خدام الملك يعرفن كل أسراره،وحدث أن قام بتغيير رقم التليفون ولم يعطه للراهبات في لقائه المعتاد معهن، وتروي الأم "ايريني" أنها كانت تحتاج للاتصال بالبابا"كيرلس" لموضوع مهم، وكلما اتصلت بالرقم القديم وجدته معطلاً، وفجأة تجده أمامها في غرفتها يقول لها:"عايزه إيه؟" وتحدثت معه فيما تحتاجه، وقبل أن ينصرف قالت له:"أنت غيرت رقم التليفون"، فأجاب:"ايوه والرقم الجديد كذا"، وفي صباح اليوم التالي تتصل الأم"ايريني" بالرقم الجديد ويرد عليها البابا"كيرلس"، ويسألها من أين جاءت بالرقم الجديد؟ وهو يضحك، وعندما غيره مرة أخري سألته الأمهات أن يأخذن الرقم الجديد، فرفض أن يعطيه لهن قبل الآباء المطارنة، إلا انه قال للأم "ايريني" :"خذيه الآن بالنهار بدلاً من بالليل"
كيرلس وعبد الناصر
وفي إحدي مرات زيارتها للبابا"كيرلس"، وعند الساعة الثالثة مساء، قام البابا"كيرلس" بالاتصال بالرئيس "جمال عبد الناصر"، وطلب منها أن تضع أذنها علي السماعة لتسمع ما يقوله له،حاولت الأم"ايريني" أن تخرج إلا أن البابا"كيرلس" أصر علي سماعها لمكالمته لـ"عبد الناصر"، وتذكر الأم"ايريني" هذه المكالمة قائلة:" أول ما طلب سيدنا الرئيس علي الرقم الخاص له، وأول لما سمع الرئيس صوت سيدنا ، قال: أهلاً أهلاً بسيدي الفاضل،أهلاً أبونا، واخذ سيدنا يدعو له وقال الرئيس جمال: "أأمرني أنا ابنك طلباتك"، وطلب منه سيدنا طلباً لأحد الضباط نقل إلي أسوان، وأسرته في القاهرة وعاوز يرجع القاهرة، وسأل عبد الناصر سيدنا: "في تعصب ضده من رئيسه؟"، نفي سيدنا، ووعد الرئيس، بحضور الضابط له خلال 48 ساعة ليشكر سيدنا علي عودته من أسوان إلي القاهرة"، وبعد المكالمة يقول لها البابا "كيرلس":" عبد الناصر كان عيان قوي، ورحت ودعيت له وربنا استجاب، وهو حس بدعائي له، فمن اجل هذا يحبني،كما أني أخبرته بمؤامرة لاغتياله عرفتها بالصدفة وتم إجهاضها من قبل أن تتم، فهو يثق في "، وفي اللقاء التالي اخبرني البابا"كيرلس" أن الضابط حضر إليه في اقل من 24 ساعة يشكره كما وعده الرئيس "جمال عبد الناصر".
صداقتها للمرض ومعجزة الشفاء
هاجمها أخطر الأمراض و أخبثها " سرطان الغدد " وسافرت إلي أمريكا للعلاج ، ولم يكن أمام الطب في أكثر البلاد تقدما إلا العلاج الكيماوي ، ملفها الطبي معروف لهم تماما، فهي تعاني من ضعف في عضلة القلب, والكيماوي له تأثيره السيئ علي عضلة القلب ولا علاج للسرطان إلا بجرعات الكيماوي ، والأطباء في حيرة ، جاءت الإجابة في ابتسامة علي وجه "ايريني" عرف الأطباء منها انه عليهم أن يستمروا في جرعات الكيماوي ، عادت إلي الدير لتواصل العلاج بجرعات الكيماوي ، والتي كان المفروض أن تستمر في جرعات الكيماوي مدي الحياة وأن تعاود زيارة مركز العلاج في أمريكا كل 6 شهور لمواصلة العلاج وتنظيم الجرعات ،انتهت أول 6 شهور وسافرت "ايريني"هناك اكتشف الدكتور المعالج أنها شفيت تماما وأن السرطان اختفي ولم يعد له أثر في جسدها.
شفيت الأم"ايريني" من السرطان تماما ولكنها استمرت تعاني من ضعف في عضلة القلب .. واستمرت تحت العلاج والمتابعة الطبية إلي أن وصلت الحالة إلي درجة أصبح العلاج معها غير مجد، كان هذا منذ 8 سنوات ، وسافرت إلي كليفلاند بأمريكا، حيث أستاذ القلب " هناكد . يانج" قال لها :" بصراحة لن تعيشي أكثر من 3 إلي 6 شهور "، ولم يكن أمامه من حل إلا زرع قلب، رفضت الحل رغم أنه كان الحل الوحيد أمام الطب، وقالت:"أنا عاوزة أعيش بالقلب اللي أعطاه لي ربنا ولو كانت أيام "، لقد كانت "ايريني" تري حلا آخر كان الحل عند الله فقد عاشت بعد ذلك 8سنوات، ومنذ ثلاث سنوات توقف قلبها تماماً ومن الناحية العلمية يتم إعطاء المريض في هذه الحالة ثلاث صدمات لإنعاش القلب ، بعد أن أخذت الصدمات الثلاث ولم ينبض القلب ، تم إعطاؤها صدمة رابعة علي سبيل المجازفة عديمة الجدوي ، إلا أنها بعدها عادت إلي الحياة، و عندما عاد قلب "ايريني" ينبض سألها طبيبها د."فايز فايق"ماذا رأت؟ !في البداية رفضت أن تتحدث وعندما ألح لأنه كان متأكدا من حدوث شيء ما قالت :" طلعت مكانا فسيحا مملوءا بالخضرة والفرح والسلام وذهبت إلي مكان لا أستطيع أن أصف جماله وسمعت صوتا يقول راح ترجعي تاني لأن رسالتك لسه ما خلصتش، فبكيت وقلت لا أريد أن أعود ولكنه عاد يكرر نفس الكلمات".
انتقلت الأم "ايريني" وهي تحمل معها الإجابة عن السؤال الأبدي لماذا الذين يموتون يرفضون الرجوع للحياة لاشك أنهم يرون من مكانهم الجديد مدي تفاهتها وحقارتها، وان عدم عودتهم للحياة بناء علي قرار شخصي اتفق عليه السابقون واللاحقون.
[/size]

جميله بجد يا بسيو
وربنا يباركك

ميرسي يا كيرو ربنا يعوضك

موضوع رائع

مرسيىىىىىىىىىىى يا بيسو

ربنا يبارك حياتك