كلــمة أنبـــا :
لماذا ’لقب الشهيد الأنبا ونس بكلمة (( أنبا )) رغم صغر سنه ؟ كلمة أنبا هي كلمه سيريانية معناها أب بالعربية ولايلقب احد بهذا اللقب إلا من كان أب روحياً بالحقيقة أو أباً بالإيمان وهذا المعني نعرفه من قصة مارمرقس الرسول عندما كان صبي وكان سائراً مع والده (ارسطوبولس) تجاه نـهر الأردن وفي الصحراء ابصر أسداً ولبؤة وبفضل إيمان الصبي (مار مرقس) أنقذهما الرب فقال والده له (( أنت ولدي لكنك صرت أبي بالإيـمان )) .
نشــــأتـه وحيــــاتـه :
نظراً لعدم مخطوط عن حياة القديس أنبا ونس فقد حكي لنا السلف الصالح والأجداد السابقون الذين عاصروه بأن الأنبا ونس ولد من أبوين فقيرين بـمدينة الأقصر ولقب بأسم يؤانس بعد أن نال نعمة الشموسيه وكان وحيداً لوالديه ونشأ علي حب الفضيله وحب الكنيسه ومخافة الله وقراءة الكتاب المقدس والصوم والصلاة وحضور القدسات والتناول من الأسرار المقدسة والاطلاع علي سير القديسين والشهداء ولذلك عاش راهباً ناسكاً رغم صغر سنه اذ كان عنده اثنـي عشر سنه، كان محباً للفقراء وتعلم الإلحان الكنسية وكان يساعد في عمل القربان في أيام الجمع والاحاد و أما بقية الأيام التي بلا قدسات فكان يطلب من جيرانه عمل خبز صغير المسمي بالحنون كي يتغذى عليه .
الــرؤى والأحــــلام :
(( ويكون بعد ذلك إني أسكب روحي علي كل بشر فيتنبأ بنوكم و بناتكم و يحلم شيوخكم أحلاما و يري شبابكم رؤي)) ( يؤ28:2 ) بعد أن شاهد القديس عذبات المؤمنين رأي في حلم أثناء الليل رؤيا مضمونها أنه سوف ينال إكليل الشهادة من أجل محبته في الملك المسيح فذهب لأسقف المدينة (الأقصر) و قص عليه الرؤيا و طلب منه أن يدفن جسده في مدافن أم قربات في الأقصر فوعده بتحقيق طلبه .
عـذابـاتـــه و إســـتشهـاده :
حدث ذات يوم أنه أغار جماعة من الأشرار بقيادة الوالي الروماني علي مدينة الأقصر و بعد أن عذبوا كثيرين من المؤمنين سـمعوا أن القديس الأنبا ونس أنه يثبت المسيحيـين و يحثهم علي الذهاب للكنيسة و يشجعـهم علي الإستشهاد حباً في مخلصهم و فاديهم يسوع المسيح الذي سفك دمه الكريم علي الصليب فأرادو أن يقبضوا عليه و يقتلوه فبحثوا عنه إلي أن عثروا عليه وأمسكوه فـلم يخف بل كان في شجاعة الأسد الزائر معترفاً بإيـمانه المسيحي و قال لهم لن أترك إيـماني و إيـمان أبائـي (( لي إشتهاء أن أنطلق و أكون مع المسيح ذاك أفضل جداً )) . ( في23:1 ) ,فبدأ الأشرار يعذبونه بعذابات كثيرة و هو صابر شاكر كالصخر يستنجد بالسيد المسيح الذي أحبه و ضمد جراحاته و أخيراً فصلوا رأسه عن جسده وكان ذلك في يوم السبت 16 هاتور في بداية القرن الرابع الميلادي .
حمل الـمؤمنين جسد القديس الذي عرفوه من ملابسه التي إعتادوا أن يروه بـها و بأمر من أسقف الـمدينة بـحثوا عن رأس القديس التي وجدوها بحري المدينة عند جذع نـخلة كفنوه بأكفان غالية ووضعوه في أنبوبة من الفخار و صلوا علي جسده الصلاة التي تليق بالقديسين و حسب وصيته دفن في مدافن أم قرعات .
و في عهد الـمتنيح القديس الأنبا مرقس مطران الأقصر و إسنا و أسوان 1879 ميلادياً نشأت فكرة إزالة الـمقابر من وسط المدينة فأراد الأنبا مرقس بإبقاء جسد القديس إكراماً له في مكانه وسط الـمدينة و لكن كيف هذا و هو لا يعرف قبر القديس من بين القبور و لـم تكون هناك طريقة غير الصلاة و الصوم فصلي و صام الأنبا مرقس صوم إنقطاعي 3 أيام و في أخر يوم ظهر له ملاك الرب و أعطاه علامة علي قبر القديس و بالفعل توجه الأنبا مرقس ووجد العـلامة وتم نقل الجسد و هو الأن في مدرسة الأقباط بالأقصر و يأتـي له الزائرون من كافة أنـحاء البلاد و من الخارج أيضاً إذ له شفاعة قوية وسريع الندهـة جداً و كما أن شفاعـة العذراء مريم تشفي الـمرضي وشفاعـة و صلوات مارجرجس تـخرج الأرواح النجسة هكذا أعطي الرب للـقديس الأنبا ونس سلطان الـقدرة علي العثور علي الأشياء الضائعة و الـمفقودة و لـه العديد من الـمواقف و المـعجزات مع الكثـيرين .
بــركة صلــــــواتـه تـــــــكـون معــــــنا . ولالهنا كل المجد الي الابد .أمــــــين