الخيط الخفي في كارثة ملف أسلمة القبطيات في مصر خلال
الساعات الأخيرة انزوت حكاية كاميليا شحاته إلي ركن النسيان وسرعان ما
احتلت مكانها في (الميديا) والاعلام والتوك شو وجلسات النميمة حكاية أخري
عن المدعوة عبير طلعت فخري والحكايتان متشابهتان إلا في بعض التفاصيل التي
لا تمس الجوهر لكن يمكن القول أن كاتب السيناريو والمخرج والمنتج
والممثلون واحد .
في الحكاية الأولي أنثي مسيحية من الصعيد متزوجة من مسيحي صعيدي (وهو هنا
كاهن) حدثت خلافات زوجية بينهما.. عادي . يحدث مثلها وأكثر بين أي زوجين
في الدنيا وعلي أي ملة ودين .ثم تهرب كاميليا "لتسخين احداث المسلسل " الي
القاهرة ثم تنتشر شائعة انها اسلمت علي يد أبو يحيي وهذا الرجل هو أهم
مؤلف لمسلسلات أسلمة القبطيات في الألفية الجديدة المهم أن الأخوة
السلفيين والمتعصبين يقلبون الدنيا عن اختطاف كاميليا ويقومون بالمظاهرات
ويحرقون ويضربون ويرد عليهم الشباب المسيحي ونشرات الاخبار والصحف
والبرامج والمقالات والدنيا تقوم ولا تقعد وتتعطل مصالح الناس ويغلق شارع
القصر العيني ومظاهرات أمام مجلس الوزراء وماسبيرو وكلها من اجل (أختي
كاميليا) وفجأة وهنا قمة ذروة الدراما تظهر الاخت كاميليا في حديث مسجل
علي قناتين تليفزيونتين لتقول لكل المخدوعين والحناجر التي أرهقتنا طوال
الايام والليالي السوداء الماضية انها علي عقيدتها مسيحية وانها هانئة
مستقرة مع زوجها وطفلها . وكأنك دلقت خزان مياه اسوان علي رؤوس كل
السلفيين والمتشنجين في مصر .. تعالوا لحكاية عبير الفتنة الكبري في امبابة
ستجدون نفس السيناريو انثي من الصعيد تزوجت مسيحي صعيدي بعد الزواج
بأسابيع لم تطق حياتها معه وحسب حوارها لموقع "اليوم السابع" كان يتهمها في
اخلاقها وشرفها وبعد أن حملت منه عرف ان ما في بطنها "أنثي" فطردها
وأتهمها هذه المرة انها مارست الزنا مع أخيه وكادت تحدث فتنة عائلية في
الأسرة ففضلت الهرب لمنزل أهلها وهناك ولدت طفلتها التي عمرها الآن سنة
ونصف ثم تقول انه اثناء وجودها في منزل الاسرة كانت تبحث عن عمل فالتحقت
بمعهد الخط وهناك تعرفت علي ياسين ثابت الشاب المسلم سبب المصيبة والكارثة
الكبري حدث بينهما استلطاف وحكت له عن مأساتها وخمنوا الباقي . موعد فلقاء
أشار عليه احدهم بأن يقنعها بالاسلام فحدث وهنا الظرف النفسي ضاغط جداً
وإتخاذها قرار الاسلام يمثل ثقباً لأمل في التخلص من زوج جاثم ورابض ومنفر
لها وكذلك مع عدم وجود أمل في الحصول علي الطلاق لأسباب لها علاقة بقوانين
الكنيسة المتعنتة جداً في هذا المجال المهم اسلمت وهربت مع ثابت وتزوجها
عرفيا بورقة ثم ذهب الي القاهرة ومنها الي قرية في بنها وخلال هذه الرحلة
تعرفت علي آخر يدعي جعفر "حاول ابتزازها" مالياً أو يبلغ أهلها ولانها حسب
كلامها لم تخضع لابتزازه فقد ابلغ أهلها وهنا جاء الاهل وأخذوها الي
الصعيد وبدأت رحلة أخري من التعذيب . ما هو المشترك هنا في الحكايتين .
وجود أنثي تهرب من نار زوجها المسيحي لما تتصور انه جنة المسلم .. وتأجيج
شائعة أو شائعات تتعلق بسمعة الأنثي حتي لا تجد مفراً إلا الخروج عن دينها
.. وإشعال الحدوتة بمحور الخيانة (الزوج والزوجة والعشيق) ودراميا هنا
هذا القالب مضمون النجاح والانتشار بين الناس لانه يسقي مناخ النميمة .
الزوج مسيحي والزوجة مسيحية والعشيق مسلم حتي اذا تحول لزوج عرفي أو اي
مسمي اخر .
وجود قوة تدفع الأحداث لهذه الذروة التي تصل للاشتباك المسلح هذه القوة
كانت قبل ثورة يناير باشراف وتحريك أمن الدولة وتنفيذها واخراجها والآن
صارت خطوطها متجمعة في يد السلفيين وبلطجية فلول النظام . ودليلي علي ما
أقوله هو :
أولا ظهور اسماء رجال أعمال وصبيانهم يوزعون اموالا علي البلطجية أمام ماسبيرو وفي امبابة وهم محسوبون علي الحزب الوطني المنحل .
ثانيا تراخي بعض رجال الأمن في مديرية أمن الجيزة بعد أن بلغهم أن هناك 30
سلفياً تحركوا من المسجد لاحراق كنيسة امبابة وعدم التحرك السريع في
اتجاه حل الكارثة قبل وقوعها . تسألني هل هناك تواطؤ بين بعض ضباط الشرطة
لإحلال الفوضي واشعال الفتنة ؟ أقول ولم لا إذا كان جهاز الشرطة لم يتم
تنقيته حتي الآن من فلول النظام السابق مع احترامي الكامل للأغلبية من
الشرفاء .
ثالثا وهو هنا الأخطر ظهور أحد السلفيين يدعي ابو أنس في كليب موجود علي
اليوتيوب تحت عنوان سلفي يدعو لاحراق كنائس إمبابة وهذا الشيخ الذي يرتدي
نظارة وله لحية وذبيبة في نصف جبهته لابد أن يحاكم بأكثر من تهمة وهذا
الكليب دليل إدانة له يستحق أن يحاكم عليه في ميدان عام . أما الخيط الخفي
في الكارثة أو دعونا نقول مشعلوها بالشحن فهم رموز ملف أسلمة القبطيات في
مصر وأولهم المدعو أبو يحيي والاخ "ابو البخاري" المتحدث باسم ما يسمي
إئتلاف دعم المسلمين الجدد.
الأخبار