قصيدة وصف للسيدة مريم العذراء
يا أنقى ذات وأصفى نفسية
يا ملاك على هيئة إنسان
يا لون أبيض مطرز بمصداقية
يا مملكة الإيمان يا شعاع الحنان
يا هبة الرحمان يا آمرة الأكوان
يا حصن متين يا قلعة الأيتام
يا حب عظيم يملؤه الإحسان
يا جذور الأسرار يا كاتمة الأحزان
يا طرب للأحلام نرويه قصصاً للأطفال
يا تـقـية بالإيمان يا مستـقـيـمة على الإتزان
أنيري الطهارة فينا يا عذراء العذارى
يا أمينة تـفوق العدالة نجـيـنا بـهبة الرحمان
فبحكمتك القادرة يا نعمة إلهية
واصلينا بالوفا كتكاثر الشجر واستوفينا بالإستيعان
ألتجـئ إليكِ يا جليلة في الجنة
يا إناءاً سالماً يا حقول منهمرة بالخيرات
ارسمـيـنا في بـيـتـُكِ الذهبي
في بـيـئة لحنين الأغراب
وآويـنا بالحب يا عفيفة
وتسامحي مع كل هـفواتـنا
يا مخلوقة أنخلق بها العجب وبات بـينـنا كالرحب
كالثوب تستريـنَ عـرائي
وكالسراج تتألـقين في قلبي
وكالهواء تـهـيـمـيـن بي عزيزة
كعلامة الجود تخـطـرين في بالي
كالـفارسة يـتـناثـرٌ منكِ الأشعارُ أفعالُ
دعيني أعومُ في خيالِ أفكارك
حتى يـفهم عـقلي كيف هي خـطـى تـقواكي
لأتجـنب عـيشة ذلك الحرمان
،،،،
قلبكِ بحر قداسة وعنوانكِ الصلوات الإلهية
تحمدكِ الصفات لِأَخْـلاقـِكْ العـقـلانـية
يا جـلاء بـصـري ونـور العـمـيانِ
أصلك لا يقدر بـبـهاء السلطان ولا بغنى الملوك
يا من اتخذوا من طَـهارَتـُكِ رمزاً عذباً
ويا من وضعوا لِحِـنـِـيـَـتُـكِ عـلـمـاً مأموناً
رأفة من عينيك الرءوفتين أنْـعَـطِـفُ عـطـفاً بـوِّدِ الـودادِ
إظهاراً من ذاتِـكْ أقـْسِمُ لكِ بالاستـقـامة لمدى حياتي
أهديـنـي بـركة بـشـفـاعـتُكِ الذهبـية ليصـفى ذهني إلى رُكُـنْ العـبادية
فلتـهـبـيـني شعلة الأمل الأبدية
،،،،
يا قـديـسة مـريـم
دعيني أشْـتـّقْ من كـيانـك صفة العـفة السذجـية ،
واحتويـنـي بذكر دعـاءك الـمـجـدلـيـة
فيا أم مثالية
اظهري لي في أحـلامِ الـوردية
وكوني لناموسي كـنـزاً يـُثـْمـِرُ بـبـراءة طـفـولـية
فأغرزك في قلبي كـقدوة وحـيـة
واتـخـذكِ عـونـاً معـيـنـاً لاهـتـمامـاتـك الإعـتـنـائـيـة
يا صديـقـة أوهـبـت عـطـاءها صدقةً إكـرامـية
وأنـعـمـت بالـرزق سرفـاً غـنـيـاً.
ونِّـسيـنـي في ساعـة أحـزانـي
وواسـيـنـي في لحـظـات ضـعـفي.
وخُـذِيـنـي كـوردة مَـقْـطـوفـة تحتاج إلى دفء كـفـيـكِ
أنتِ يا أهل الـبـسمـة يا ساكـنة فـؤادي
أنتِ التي تـغـفـى على كـاحـلـة أقـدامـهـا بـساتـيـنُ أزهـاري
أنتِ التي تُـذيـبُ هوائـي من لـفـحـة ثـنـايـاكِ
أقطري الماء بـيـديـكِ علـيَّ واغـسلي بـزيـتـه روحي
لـيرتـوي من ظمأ الخـطـايـا شبـعـاً من الـغـفـرانِ
فـطـوبـى لمن سَـمـِعَ نِـدائُـكِ وأنتِ تـصرخيـنَ آهاً على الظالمينَ الحُسادِ
،،،،،
في ليلي أحاكيكِ كأنكِ بجانبي أسْـبَـحُ بـِقـُرْبـِكِ
فاسمعي صوتي و عياطي وأنا أمسي على جـفـناكِ
واعذري صراخي بسبب الكِـتْـمـانِ وأنا أصبح على وجـنـتاكِ
واعـزفي على أوتـارَ أحـزاني
لعلَّ أنـامـِلَكِ يـُبـَلْـسِـمَ جـراحـي قابـضـاَ على الـوترِ الحساسِ
فـمـظهرُ خشـوعِـكْ لـربك يُـسَكَّنُ آلامـي ويـُطيـِّبُ أوجـاعي
فأحـقُـنـي كـرامتكِ بـعـروقي لـيسْري بالـدمِ شَـهـامَـتـُكِ
يا ملـجـأ المـؤمنون وخـير المـعونة ،
حبك بـتهـيـبٍ صار معنا فتـحنـنـي على موتـانـا
يا مرسـى السبـيل إلى ربي يا غناء على أصوات بـلابـلِ
يا أيتها العذباء الطوباوية يا من يتدفقُ حرارةُ الإيمانِ منها ،
ادفـنـيـنـي بِـتـُرابِ جنـَّاتـك عسى أن أعـيشَ على دَرْبِ الأيامِ بمنتهى الرقاءِ ،
يا مصدر إلـهامـي وراحة ضـمـيـري
أشرقي ضوءاً كـلما يُـعـَشْعِـشْ ظـلامي
يا بـريـئة من دنـس الخـطيـئة
يا خالية من الشوائب الشـنـيعة
يا مرفأ السلام يا مؤن الإحـتـضان
اضمري بي جوهرةَ الإطمئنانِ لِأُحِسَ بالأمانِ
احبسيني في سجنِ حنانكْ
وأْثُـريـنـي بـعـطفك
وحـلاتك
فأطلب أنا على غير عادة الحسبان ، الحكم المؤبد
لأموت بين شغـفك العلي وأنا مـمـتـنة ، شاكرة
راسلـةً إليكِ روحي قائـلة عبرها:
لقد أبـهـجـتـي حياتي و طـهّـَرتـي أنـفاسـي
بـمحاسن نـوايـاكِ الـطـيـبة
فهذا كان منايا ومرادي
،،،،،،،،،،،
أيتها العذراء
لا نهديكِ وسام الشرف بل أنتِ هي الوسام المهداة إلى الشرف
فالشرف يسجد لكِ تقديراً لشرفك
هذا لأنك نـبـيلة ،، بل أنبل إنسانة
يا شمس المشاعر بطيف البشائر
أبحث عن أجمل الكلمات كي أغازلكُ وصفاً
فلا أجد ما يساوي قيمتك ولا مكانتك نقداً
لا شيء يضاهي جمال روحك عمقاً
،،،،
ولأن أرضُكِ كله ذوق وأدب
فأنا استحيتُ أن أمشي عليه
فالعيبُ نفسه يستحي ويخنقُ نفسه أمامك
،،
في وشاحكِ الأبيض هذا تتلألئين كوميضِ البرقِ
بينَ مُحيطِ الغيومِ ساحرة طاغية على أنوار النجوم
تتغلغلين لمعاً كالماسِ في عيننا التي تطلِبٌ الرجاءِ
فاسمحي لي بأن أنْسُجَ لكِ ثوباَ من شذى الورودِ
وأن أضعْ على رأسَكِ إكليلٌ من ريحانِ
يا شفوقة اقتحمي كياني واسكني روحي
وعلِّمي ذاتي كيفَ يأمرَ بالتواضعِ
واجعليني غنية بمعالم أطيابك
وافتحي مرجاناَ وضعي قلبي بداخله وأغلقيه
لينمو اللؤلؤ نقياً بقلبي ليصفيَّ أناةِ
وأَحْيي ما بداخلي من صفاءِ
واطفئي نيرانَ حروقي
لأنكِ مرآة نقاءِ
ومفتاحَ خلاصي
،،
اضطهدي وجداني فهذا شرفُ لأشجاني
تشعَّبي بين أضلاعي وانسجي خيوطاً لِشِفائي
فالفخرُ يصنعٌ منكِ تمثالاً يعتز به بك كمثله الأعلى
وجماهيرُ براءة تُـصَـفّـِقُ لكِ عُروبةً لعذوبَـتُـكِ
يا شفافة يا غير مرئية
يا سيدة مريم العذراء
أقول لكِ بحق
أنَّ
لا مثيل
لا مثيل
مِثْلُكِ
في
الوجود
يا سلطانة الزمان لأبت العهود