* ما تعطيه الأم لا يمكن لأي أب أن يعطيه.
* الأمومة هي العلاقة الوحيدة المعطاءة بلا حدود ولا تنتظر المقابل.
* أطالب الأبناء بالاهتمام بالأمهات وألا يتنصلوا من أمهاتهن بعد الزواج.
كتبت: أماني موسى – خاص الأقباط متحدون
في حلقة خاصة عن الأمومة بمناسبة عيد الأم، عبّر نيافة الأنبا بولا من خلال برنامج "بيت على الصخر" المقدم عَبر فضائية "سي تي في"، عن عظمة الأمومة وسموها عن أي نوع من العلاقات الأخرى، مؤكدًا إن الأمومة محبة باذلة حقيقية لا تنتظر المقابل، وتتخطى كل الحواجز وغير مرتبطة بالإنجاب من عدمه، وأكد أن وجودها غير قاصر على الإنسان فقط لوجود المشاعر البشرية الطبيعية بل تجدها أيضًا في الحيوان وحتى بالحيوانات المفترسة (كما الإنسان تمامًا).
مضيفًا: إن الأمومة في مفهومها الصحيح لا تقتصر فقط على مَن أنجبن بل لكل مَن تمتعت بقلب رحيم، عطوف، معطاء، يرفق ويحنو، ولذا نحن ننحني احترامًا وتقديرًا لكل مَن تتمتع بروح الأمومة حتى لو لم تتزوج بعد وحتى لو لم تنجب بعد.
وطالب الأبناء بإكرام أمهاتهم طوال رحلة حياتهم، وتحملهم في مرحلة الشيخوخة وتقديم جزء لهن مما قاموا بتقديمه سابقًا، قائلاً: أكرم أمك وقدّم لها كل احترام.
ونوّه لأهمية الخضوع للأم، مستشهدًا بقول سليمان الحكيم: أخضع لمشورة أمك، مستكملاً حديثه بمطالبة الأبناء بضرورة تعلم لغة الحوار مع الأم بشكل كريم، وشدد على أهمية كلمات الشكر لها لأجل كل ما تقوم به لراحة أبنائها.
وحول زواج الأبناء وابتعادهم عن أمهاتهم، أكد نيافته على ضرورة الاهتمام بالأم ورعايتها حتى بعد الانفصال عنها والارتباط بشريك الحياة، مستكملاً: أقول للمتزوجين أكرموا أمهاتكم وسددوا احتياجاتها، فزواجك يا بني لا يعني التنصل من المسئولية عن الأم، والغير أمين والغير وَفي لأمه في شيخوختها ومرضها لن يكون أفضل حالاً مع زوجته، مشددًا بقوله: اهتم بأمك وتواصل معها يوميًا حتى بعد الزواج، فالأم تمنح الكثير لأبنائها ولذا الاهتمام بها في الكبر أقل ما يمكن تقديمه لها جزاء تعبها مع الأولاد.
ووجّه حديثه لزوجات الأبناء قائلاً: وطدي علاقتك بأسرة زوجك ووالدته على الأخص قبل الزواج، مكملاً: فلن تنشأ علاقة طيبة بين الكنة وحماتها بعد الزواج إن لم تكن موجودة بالأساس في بداية الارتباط، مؤكدًا على أن هناك بعض الأمور البسيطة واللمسات الحانية من زوجة الابن والابن التي تفرق كثيرًا مع الأمهات.
وحول انشغال الأبناء بعد الزواج بالظروف الحياتية وبعدهم عن أمهاتهم، قال الأنبا بولا: بأنه من أهم عناصر تكريم الأمهات ورد الجميل هو السؤال عنها والاهتمام بها حتى ولو كنت تعاني من أزمات ومشاكل الحياة، فكن بجوار أمك وقت الاحتياج وسدد هذا الاحتياج، مضيفًا: فالرب أعطانا خير مثال على ذلك إذ وهو في قمة الألم على الصليب لم ينسى أمه والاهتمام بشأنها وأوصىَ يوحنا تلميذه بها، فلا تتعذر أبني بالانشغال ودوامة الحياة، فحين تمرض أذهب بها إلى المستشفى، وحين تكون وحيدة لا تتركها تعاني بل أهتم بها وآنس وحدتها، وغير ذلك من تلك الأمور الهامة.
وأكمل حديثه عن إكرام الأم موصيًا بضرورة إكرام الأم واحترامها أمام الغير، فلا تقوم بإحراج أمك أمام الآخرين، ودلل على أهمية إكرام الأمهات أمام الآخرين بمثال من الكتاب المقدس، عن عرس قانا الجليل حين طلبت مريم العذراء من الرب أن يملأ لهم الأجران بالشراب وفعل كرغبتها رغم أن ساعة معجزاته لم تكن قد أتت بعد، ولكنه إكرامًا لها فعل.
وأوصىَ بضرورة احترم الأم في شيخوختها وألا يخجل أبنائها منها أو من ضعف ذاكرتها أو سلوكياتها بشكل غير سليم، وقال: أفعل معها يا بني كما فعلت معك وأنت صغير واحتملتك كثيرًا، مضيفًا: لو أكرمت أمك أمام الناس سترتفع بصلواتها وتُكرَم في عيني الرب.
وأكد على أن المسئولية الملقاة اليوم على عاتق الأم مختلفة وجسيمة حيث اختلاف الأجيال ومتطلبات التربية الأكثر صعوبة الآن.
وطالب الخدام والخادمات بالكنائس بعمل حصر للآباء والأمهات الذين لم يُرزَقوا بأولاد والحرص على مشاركتهم والاهتمام بهم وتقديم هدايا لهن بعيد الأم، قائلاً: أناشد السيدات اللواتي لم ينجبن بالذهاب لملاجئ الأيتام والاهتمام بالأطفال الموجودين هناك، مستكملاً: أنتي أم بلا أبناء وهم أبناء بلا أمهات، وكلاً منكم لديه ما يكمل نقص الآخر، أدعوكن للتجربة وستشعرن باستمتاع أكثر من الأمهات بالجسد.
وعلى الجانب الآخر طالب أيضًا بضرورة الاهتمام بالأولاد والبنات الذين فقدوا أمهاتهم ومحاولة تعويض وسد ذلك النقص بالاهتمام بهم من قِبل الخدام والخادمات.
وبكت أحد الأمهات من قسوة أولادها عليها بعدما تزوجوا حيث تركوها ولم يهتموا بها أو بالسؤال عنها، وطلبت من الرب أن يحنن قلبهم عليها كمان كانت هي حنونة عليهم طوال مراحل حياتهم.
وأكد البعض أن قيمة الأم الحقيقية لا يدركها إلا مَن فقدها، حيث كثيرون لا يهتمون بأمهاتهم ولا يدركون قيمتها بحياتهم إلا بعد الرحيل.
وأختتم نيافته الحديث: أقول لكل أم (ما زرعتيه من حب وعطاء ستحصديه، ولو لم تحصديه على الأرض سيكون لكِ مضاعف بالسماء، وأوصي الأبناء بالبر بأمهاتهن بالجسد وأيضًا أمهاتهن بالروح وكل مَن ساهم في تكوين شخصيتهم وتنميتها وكان لهم سندًا بالحياة).