عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 109 : 5 ، 6 ، 8 )
حلفَ الربُّ ولم يندم. أنكَ أنتَ هو الكاهنُ إلى الأبدِ على طقسِ ملشيصادقَ. الربُّ عن يمينِكَ، لذلكَ يرفعُ رأسـاً. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 16 : 13 ـ 19 )
ولمَّا جاء يسوع إلى نواحي قيصريَّة فيلبُّس سأل تلاميذه قائلاً: " ماذا يقول النَّاس فى ابن البشر من هو؟ " فهُم قالوا: " قومٌ قالوا يوحنَّا المعمدان، وقال آخرون إيليَّا، وقال آخرون إرميا أو واحدٌ من الأنبياء ". قال لهم: " وأنتم، مَن تقولون إني أنا؟ " فأجاب سمعان بطرس وقال: " أنت هوالمسيح ابن اللهِ الحيِّ ". فأجاب يسوع وقال له: " طوباك يا سمعان ابن يُونَا، إنَّ لحماً ودماً لم يُعلِن لكَ هذا، لكن أبي الذي فى السَّموات. وأنا أقول لك أيضاً: أنت بطرس، وعلى هذه الصَّخرة أبني بِيِعَتي، وأبواب الجحيم لن تقوَى عليها. وأُعطيكَ مفاتيح ملكوت السَّموات، وما تربُطه على الأرض يكون مربوطاً فى السَّموات. وما تحلُّه على الأرض يكون محلولاً فى السَّموات ".
( والمجد للـه دائماً )
باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 72 : 17 ، 18 ، 21 )
أمسكتَ بيدى اليُمنى. وبمشورتِكَ أهديتنى وبالمجدِ قَبلتَني: وأنا فخيرٌ لي الالتصاق باللهِ وأن أجعل على الربِّ اتكالي: لأُخبرَ بكلِّ تسابيحِكَ في أبوابِ ابنة صهيون. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 15 : 17 ـ 25 )
بهذا أوصيتكم حتَّى تحبُّوا بعضكم بعضاً.
إنْ كان العالم يُبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم. لو كنتم من العالم لكان العالم يُحبُّ خاصَّته. ولكن لأنَّكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يُبغضكم العالم. اذكروا الكلام الذي قلته لكم: ليس عبدٌ أعظم من سيِّده. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم. وإن كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم. لكنَّهم إنَّما يفعلون بكم هذا كلَّه من أجل اســمي لأنهم لا يعرفون الذي أرسلني. لو لم أكن قد جئتُ وكلَّمتهم، لم تكن لهم خطيَّةٌ، وأمَّا الآن فليس لهم حجةٌ في خطيَّتهم. الذي يُبغضني يُبغض أبي أيضاً. لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالاً التي لم يعملها أحدٌ آخر، لم تكن لهم خطيَّة. وأمَّا الآن فقد رأوني وأبغضوني أنا وأبي. لكن لكي تتمَّ الكلمة المكتوبة فى ناموسهم: أنهم أبغضوني بلا سبب.
( والمجد للـه دائماً )
القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
( 4 : 5 ـ 5: 1 ـ 11 )
فإنَّنا لسنا نكرز بأنفسنا، بل بالمسيح يسوع ربّنا، ونحن أيضاً عبيد لكم من قِبل يسوع المسيح. لأن الله الذي قال أن يُشرق نورٌ من ظلمةٍ، هو الذي أضاء فى قلوبنا، نور معرفة مجد الله بوجه يسوع المسيح.
ولنا هذه الذخيرة فى أوان خزفيَّةٍ، لكي يكون فضل القوَّة لله لا منَّا. محزونين فى كلِّ شيءٍ، لكن غير مُتضايقين. مطرودين لكن غير ساقطين. مُضطَهَدين لكن غير متروكين. مطروحين ولكن غير هالِكين. حاملين فى أجسادنا كلَّ حين إماتة يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضاً فى أجسادنا. لأنَّنا نحن الأحياء نُسلَّم في كلِّ حين للموت من أجل يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت. فالموت إذاً يعمل فينا، ولكن الحياة فيكم. وفينا هذا الرَّوح الذي للإيمان حسب المكتوب " آمنتُ لذلك تكلَّمت "،
نحـن أيضاً نؤمـن ولذلك نتكلَّم. عالمين أن الذي أقام الـربَّ يسـوع ســيُقيمنا
نحن أيضاً مع يســوع، ويوقفنا معكـم. لأن جميع الأشـياء كانت مـن أجلكم، لكي تكثر النِّعمة، ويزداد الشُّكر من الكثيرين لمجد الله. لذلك لا نملُّ، بل وإن كان إنساننا الخارج يفسد، فالدَّاخل يتجدَّد يوماً فيوماً. لأنَّ خفَّة ضيقتنا الوقتيَّة تُنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجدٍ أبديّاً. ونحن غير ناظرين إلى ما يُرى، بل إلى ما لا يُرى. لأن الأشياء التي تُرى هيَ وقتيَّةٌ، وأمَّا التي لا تُرى فأبديَّةٌ.
لأنَّنا نعلم أنه إن نُقِضَ بيت مسكننا الأرضيُّ، فلنا فى السَّموات بناءٌ من الله، بيتٌ غير مصنوع بيدٍ أبديٌّ. لأنَّنا في هذا نئِنُّ مُشتاقين إلى أن نلبس مسكننا الذي من السَّماء. وإن لبسناه فلا نوجد عراةً. فإنَّنا نحن السكان فى هذا المسكن نئِنُّ مُثقَلين، إذ لسنا نُريد أن نخلعه بل أن نلبس فوقه، لكي يُبتَلع المائت من الحياة. ولكن الذي صنعنا لهذا عَيْنِهِ هو الله، الذي أعطانا أيضاً عربون الرُّوح. فإذْ نحنُ واثقون كلَّ حينٍ وعالمون أنَّنا ما دُمنا هنا فى الجسد، فنحن غُرباء عن الربِّ. لأنَّنا بالإيمان نسلك لا بالعيان. فنثق ونُسرُّ بالأولى أن نخرج من الجسد ونمضي إلى الربِّ. من أجل هذا نحترص أيضاً ـ مُقيمين كنَّا هنا في الجسد أو خارجين عنه ـ لنكون مَرضِيِّين عنده. لأنَّهُ لابُدَّ أنَّنا جميعنا نظهر أمام منبر المسيح، لينال كلُّ واحدٍ منَّا كأعماله التي عملها بالجسد، خيراً كانت أم شرّاً.
فإذ نحنُ عالمون مخافة الربِّ نقنع النَّاس. وأمَّا الله فقد صرنا له ظاهرين، وأرجو أن أكون ظاهراً في ضمائركم أيضاً.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
( 2 : 18 ـ 3 : 1 ـ 7 )
أيُّها العبيد، كونوا خاضعين لأسيادكم بكلِّ خوفٍ، ليس فقط للصَّالحين المترفِّقين، بل للأُخر المعوجين أيضاً. لأنَّ هذا نعمةٌ، إن كان أحدٌ من أجل ضمير نحو الله، يحتمل أحزاناً وهو مظلومٌ. فما هو الافتخار إذا كنتم تُخطئون ويقمعونكم فتصبرون؟ لكن إذا صنعتم الخير وتألَّمتم وصبرتم، فهذه هيَ نعمة من عند الله، الذي دعاكم لهذا. لأنَّ المسيح هو أيضاً تألَّم عنَّا، تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته. الذي لم يُخطئ، ولم يوجد في فمه غشٍّ. وكان يُشتم ولا يَشتم عِوضاً. وإذا تألَّم لم يغضب وأعطى الحكم للحاكم العادل. الذي رفع خطايانا على الخشبة بجسده، لكي ما إذا مُتنا بالخطايا نحيا بالبرِّ. والذي شُفِيتُم بجراحاته. لأنَّكم كنتم كمِثل خرافٍ ضالَّةٍ لكنَّكم رجعتم الآن إلى راعيكم وأُسقف نفوسكم.
كذلِكُنَّ النِّساء أيضاً، فليخضعن لرجالهن، حتَّى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة، يربحون بسيرة النِّساء بدون كلمةٍ. مُلاحظين سيرتكُنَّ الطَّاهرة بخوفٍ. وعلى هذا فلا تكُن الزِّينة الخارجيَّة من ضفر الشَّعر والتَّحلِّي بالذَّهب ولِبس الثِّياب هيَ زينتكنَ، بل الإنسان الخفيَّ في القلب في العديمة الفساد، ( زينة ) الرُّوح القدس الهادئ الوديع، الذي هو قُدَّام الله كثير الثَّمن. لأنه هكذا كانت قديماً النِّساء القدِّيسات المتوكِّلات أيضاً على الله، يُزيِّنَّ أنفسهنَّ خاضعاتٍ لرجالهنَّ، كما كانت سارة تُطيع إبراهيم وتدعوه "سيِّدي". التي صِرتُنَّ لها أولاداً، صانعاتٍ الخير، وغير خائفاتٍ خوفاً من أحد البتَّة. كذلك أنتم أيضاً أيُّها الرِّجال، كونوا ساكنين معهُنَّ عالمين أن النِّساء آنية ضعيفة، مُعطينَ إيَّاهُنَّ كرامةً، كالوارثاتِ أيضاً نعمة الحياة بأي نوع، لكي لا تُعاق صلواتكُم.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،
وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 20 : 17 ـ 38 )
ومن ميليتس أَرسَل إلى أفسُس واستدعى قسوس الكنيسة. فلمَّا جاءُوا إليه قال لهم: " أنتم تعلمون من أوَّل يوم أتيتُ إلى آسيَّا، كيف كنت معكم كلَّ هذا الزَّمان، أعبد الربَّ بكلِّ تواضع ودموع، والتجارب التي أتت عليَّ بمكايد اليهود. كيف لم أَخْفِ شيئاً من الفوائد إلاَّ وأخبرتكم عنها وعلَّمتكم بها. شاهداً جهراً وفي كلِّ بيتٍ لليهود واليونانيِّين بالتَّوبة إلى الله والإيمان الذي بربِّنا يسوع المسيح. والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مأسوراً بالرُّوح، لا أعلم ماذا يُصادفُنِي هناك فيها. غير أن الرُّوح القدس يشهد لي في كلِّ مدينةٍ قائلاً: إن وُثُقاً وشدائد تنتظركَ. ولكنني لستُ أحتسب لشيءٍ ولا نفسي مُكرَّمةٌ عندي، حتَّى أُتمِّم سعيي والخدمة التي أخذتها من الربِّ يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله. والآن ها أنا أعلم أنَّكم لا ترون وجهي بعد، أنتم جميعاً الذين مررت بينكم كارزاً بملكوت الله. لذلك أُناشدكُمْ في نهار هذا اليوم إنِّي بريءٌ من دمكم جميعاً، وذلك لأنِّي لم أتأخَّرُ أن أُخبِركم بكلِّ مشيئة الله. احتَرزُوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرَّعيَّة التي أقامكم الرُّوح القدس فيها أساقفةً، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه بذاتهِ. لأنِّي أعلم هذا: أنه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئابٌ خاطفةٌ لا تُشفِقُ على الرَّعيَّة. ومنكم أنتم سيقوم رجالٌ يتكلَّمون بأقوالٍ ملتويةٍ ليجتذبوا التَّلاميذ وراءهم. لأجل هذا اسهروا على أنفسكم مُتذكِّرين أنِّي مكثت ثلاث سنين لم أَفتُرْ نهاراً وليلاً، عن أن أُعلِّم بدموع كلَّ واحدٍ منكم. والآنَ أستودعكم للربِّ ولكلمة نعمته، القادرة أن تُثبِّتكم وتمنحكم ميراثاً مع جميع المُقدَّسين. فضَّة أو ذهب أو ثياب لأحدٍ لم أشته. أنتم تعلمون أن احتياجاتي واحتياجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كلِّ شيءٍ أريتكم أنَّه هكذا ينبغي أنكم تتعبون
لتُعضِّدوا الضُّعفاء ولتتذكـروا كلمات الربِّ يسـوع لأنَّه قـال: " الغِبطـة في العطاء أكثر من الأخذ ". ولمَّا قال هذا جثا على رُكبتيه مع جميعهم وصلَّى. وكان بُكاءٌ عظيمٌ من الجميع، ووقعوا على عُنُق بولس وقبَّلوه متوجِّعين، ولا سيَّما من أجل الكلمة التي قالها: إنَّهم لن يروا وجهه أيضاً. ثُمَّ شيَّعوه إلى السَّفينة.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكســـــار
[size=21]
[size=21]اليوم السابع من شهر توت المبارك
1. نياحة القديس ديسقورس الخامس والعشرون
من باباوات الإسكندرية.
2. شهادة القديسين أغاثو وبطرس ويوحنا
وآمون وأمونا ورفقة أمهم.
3. نياحة القديس سوريانوس أسقف جبلة.
1ـ في هذا اليوم من سنة 451م تنيَّح الأب المغبوط، بطل الأرثوذكسية العظيم القديس ديسقورس الخامس والعشرون من باباوات الإسكندرية. وكانت نياحته في جزيرة غاغرا بعد أن جاهد الجهاد الحسن عن الأمانة الأرثوذكسية. وذلك أنَّهُ لمَّا دُعِيَ إلى المجمع الخلقيدوني بأمر الملك مرقيان، رأى جمعاً كبيراً من الأساقفة يبلغ عددهم ستمائة وثلاثين أسقفاً، فقال: ما هو الذي تنقصه الأمانة حتى اجتمعت هذه الجماعة العظيمة؟
فقالوا له: أن هذه الجماعة اجتمعت بأمر الملك، فقال: إن كان هذا المجمع بأمر السيد المسيح، فأنا أحضره، وأتكلم بما يتكلَّم بهِ الرب على لساني، وإن كان قد اجتمع بأمر الملك، فليدبر الملك مجمعه كما يريد، وإذ رأى أن لاون بطريرك رومية قد عَلَّم أن للمسيح طبيعتين ومشيئتين من بعد الاتحاد، انبرى لدحض هذا المعتقد الجديد فقال: أن المسيح واحد، هو الذي دُعِيَ إلى العُرس كإنسان، وهو الذي حول الماء خمراً كإله، ولم يفترق في جميع أعماله، واستشهد بقول البابا كيرلس: إن اتحاد كلمة اللـه بالجسد، كاتحاد النفس بالجسد، وكاتحاد النار بالحديد، وإن كانا من طبيعتين مختلفتين، فباتحادهما صارا واحداً، كذلك السيد المسيح، مسيح واحد، ورب واحد، طبيعة واحدة، مشيئة واحدة. فلم يجسر أحد من المجتمعين في المجمع أن يقاومه.
وقد كان فيهم من حضر مجمع أفسس الذي اجتمع على نسطور وأعلموا الملك مرقيان والملكة بلخاريا، أنه لم يخالف أمركما في الأمانة إلاَّ ديسقورس بطريرك مدينة الإسكندرية. فاستحضراه هو والمتقدِّمين في المجمع من الأساقفة، واستمروا يتناقشون ويتباحثون إلى آخر النهار، والقديس ديسقورس لا يخرج عن أمانته، فشق ذلك على الملك والملكة، فأمرت الملكة بضربه على فمه، ونتف شعر لحيته، ففعلوا ذلك، فأخذ الشعر والأسنان التي سقطت، وأرسلها إلى الإسكندرية قائلاً: هذه ثمرة الإيمان، أما بقية الأساقفة فأنهم لما رأوا ما جرى لديسقورس، وافقوا الملك، لأنهم خافوا أن يحل بهم ما حَلَّ بهِ، فوقعوا بأيديهم على وثيقة الاعتقاد بأن للمسيح طبيعتين ومختلفتين مفترقتين، فلما عَلِم ديسقورس أرسل فطلب الطومس ( أي الإقرار الذي كتبه ) زاعما أنه يريد أن يوقع مثلهم، فلمَّا قرأهُ كتبَ في أسفلهِ بحرمهم وحرم كل من يخرج عن الأمانة المستقيمة، فاغتاظ الملك وأمر بنفيه إلى جزيرة غاغرا، ونُفِيَ معه القديس مقاريوس أسقف ادكو، واثنان آخران، وظلَّ المجمع بخلقيدونية.
ولما مضوا بالقديس ديسقورس إلى جزيرة غاغرا، قابله أسقفها مظهراً الاستخفاف بشأنه والاستهانة بشخصه، لأنَّهُ كان نسطورياً، غير أنَّ اللـه أجرى على يد القديس ديسقورس آيات وعجائب كثيرة عظيمة فأطاعوه كلهم وبجلوه، وزادوا في إكرامه لأنَّ اللـه يُمجد مختاريه في كل مكان. وأمَّا القديس مقاريوس رفيقه في المنفى فقال له القديس ديسقورس: " أنت لك إكليل في الإسكندرية ". ثم أرسله مع أحد التجار المؤمنين إلى هناك وفيها نال إكليل الشهادة.
أما القديس ديسقورس. فقد أكمل جهاده الحسن. وانتقل من هذه الحياة الباطلة ونال إكليل الحياة الأبدية في جزيرة غاغرا. حيث وضع جسده هناك.
صلاته تكون معنا جميعاً. آمين.
2ـ وفيه أيضاً استشهد القديسون أغاثو وبطرس ويوحنا وأمون وأمونا ورفقة أمهم. وهؤلاء من قمولا من أعمال قوص. ظهر لهم السيد المسيح وعرَّفهم ما سيكون من أمرهم. أنَّهم سوف ينالون إكليل الشهادة بشبرا القريبة من الإسكندرية. وتُنقل أجسادهم إلى نقرها من أعمال البحيرة. ففرح القدِّيسون بهذه الرؤيا. وقاموا باكراً ووزعوا أموالهم على المساكين. وكان أغاثو أخوهم الكبير مُقدِّم بلده محبوباً من الكلِّ. وكانت رفقة أمهم تقويهم. وتُصبرهم على احتمال العذاب على اسم السيد المسيح. ثم أتوا إلى مدينة قوص، واعترفوا بالمسيح على يد ديوناسيوس الاسفهسلار. فعذبهم عذاباً شديداً. وابتدأ بأمهم، فعذبها وهى صابرة فرحة، ثم أولادها الخمسة، فلما تعب من عذابهم أشاروا عليه أن يُرسلهم إلى الإسكندرية لئلا يضلوا الناس. لأنَّهم كانوا محبوبين عند كل أحد. وقد آمن بسببهم جماعة كثيرة واعترفوا بالسيد المسيح. ونالوا إكليل الشهادة. ولمَّا أتوا بالقدِّيسين إلى أرمانيوس الدوقس بالإسكندرية. وكان ببلد يُقال لها شبرا. وعرف قضيتهم، عذَّبهم عذاباً شديداً، ومزق لحومهم، وألقاهم في الخلقين، وعصرهم بالهنبازين. ثم صلبهم مُنكسين. وفي هذا جميعه كان السيد المسيح يقيمهم بلا فساد حتى خزى الوالي وجماعته. وأخيراً أمر أن تُقطع رؤوسهم. وتغرق أجسادهم في البحر، وبعد أن قُطِعت رؤوسهم، وضعوا أجسادهم في زورق ليلقوا بهم في البحر، وعندئذ أرسل اللـه ملاكه لرجل أرخن من نقرها من أعمال البحيرة، من كرسي ميصيل. وأرشده أن يأخذ أجساد القدِّيسين ففرح بذلك جداً. وجاء إلى حيث الأجساد. وأعطى الجند فضة كثيرة وأخذ الأجساد المقدسة ووضعها في الكنيسة وسمع صوتاً يقول:
" هذا مسكن الأبرار "، ولم تزل هناك إلى أن مضى زمان الاضطهاد. فأظهروها وبنوا لها كنيسة كبيرة وأظهر الرب من أعضائهم آيات وعجائب ثم نقلوا أجسادهم إلى مدينة سمبوطية، وهى الآن سنباط، حيث توجد في الكنيسة المعروفة باسم " الخمسة وأمهم " أو " الست رفقة "، والتي يقصدها كثيرون كل عام للزيارة ونوال البركة.
صلاتهم تكون معنا. آمين.
3ـ وفيه أيضاً تنيَّح الأب القديس الفاضل سوريانوس أسقف جبلة ببلاد اليونان. وكان اسم والده بلاريانوس. وقد تعلم الحكمة العالمية التي للاثينيين. ثم مضى إلى قيسارية. وتعلم على يد من بها. ثم عاد إلى رومية وتثقف بعلوم الكنيسة. وحفظ العتيقة والحديثة في سنين قليلة. وبعد هذا تنيَّح والداه وتركا له مالاً جزيلاً. فأراد أن يُعطيهِ للمسيح لكي ينال العوض عنه مائة ضعف. فبنى فندقاً لضيافة الغرباء والمساكين والمنقطعين، وأقام فيه وكلاء لتوزيع ما يجمع على المساكين. حتى أنهم أطلقوا اسمه على تلك المواضع بعد رحيله من العالم بزمان طويل. وإذ كان عمه والي المدينة فقد أبلغ أمره إلى الملك أنوريوس بأنَّه قد بدد ماله على اسم السيد المسيح ليأخذ منه عوضه مائة ضعف، كما وعد في إنجيله. فأُعجب به الملك ودعاه إليه وأمره بألاَّ يُفارق القصر، وكان يأخذه معه إلى الكنيسة، وكان الجالس على كرسي رومية في ذلك الزمن هو البابا اينوكنديوس. فهذا أوحي إليه من قِبْل اللـه بأن سوريانوس سيؤتمن على جماعة كثيرة. فصار يكرمه ويبجله. ويشتهي ألاَّ يُفارقهُ، وصار محبوباً من الجميع.
ولمَّا رأى هذا القديس إكرام الناس له خشى أن يضيع تعبه. وعزم على الهروب من مجد العالم سراً. فظهر له ملاك الرب، وأمرهُ أن يمضي إلى مدينة جبلة. وهناك يكون مُدبِراً لنفوس كثيرة فخرج ليلاً ومعه تادرس تلميذه بعد أن ألبسه اسكيم الرهبنة. وأرسل الرب إليه نوراً يهديه إلى تلك الجهة، وكان بها دير يرأسه رجل قديس، فعلِمَ برؤيا عن قدوم القديس سوريانوس فخرج واستقبله وأعلمه بما قد رآه. وبلغ صيته إلى تلك الجهة. فتقاطرت إليه جموع كثيرة لا تُحصى. وأرسل تاؤدوسيوس الملك مِن قِبلهُ مَن جدد له أحد الأديرة ليُقيم به، كما حدد له الملاك. وصار مُعزياً لنفوس كثيرة، مداوماً على تعليم وإرشاد الرهبان حتى صاروا قديسين كالملائكة.
وأجرى الرب على يديهِ آيات كثيرة، ومنها أن ابنة والي جبلة كان بها روح نجس وكان يقول لأبيها: إن أنت أخرجت سوريانوس من هذا الأمر خرجت أنا من ابنتك. ولما أعلم أبوها القديس بذلك كتب له رقعة يقول فيها: " بِاسم يسوع المسيح تخرج منها "، فلمَّا عاد إلى ابنته بالورقة صرخ الشيطان وخرج منها، واتفق مرة قوم مِن السحرة مع بعض الجند على أن يقتحموا ديره. فضُربوا بالعمى. ولبثوا كذلك ثلاثة أيام حتى صلَّى القديس عنهم فشفوا. وكان أسقف المدينة ويُسمى فيلادلفس قد عَلِمَ برؤيا من قِبل
الله أنَّ: القديس سوريانوس سيجلس على كُرسيه مِن بعده. فأعلَمَ شعبه بذلك. فلما رُسِمَ سوريانوس اجتهد في رعاية شعبه أفضل رعاية. وكان في تلك المدينة يهودي اسمه سكطار يفتخر بعلمه. هذا جاء إلى القديس وجادله وانتهى به الحال إلى الاقتناع بصحة الديانة المسيحية، والإيمان بالسيد المسيح. كما آمن غيره من السحرة. وفي أيامه زهت مصر برهبانها كما زهت القسطنطينية بالقديس يوحنا ذهبي الفم.
وأعلن الفُرس الحرب على أنوريوس وأرغاديوس، فأرسلا إليه يطلبان منه الصلاة عن المملكة. فأرسل إليهما يقول: إن كنا للمسيح ومملكتنا من المسيح فلا نحتاج إلى سلاح ولا حراب ولا رجال. وذكر لهما ما صنعه الرب مع مَن أرضاه من الملوك السالفين.
ولما غضبت أودكسيا على ذهبي الفم وأحضرت هذا القديس ضمن جمعتهم للمحاكمة بكتها قائلاً: إن ذهبي الفم لم يعمل شيء يوجب نفيه. ولكنها لم تسمع له، وقد كتب مقالات كثيرة ومواعظ وميامر وهى مدونة في كتب الكنيسة إلى الآن. وشاخ وبلغ من العمر مئة سنة وقبل خروجه مِن الجسد بعشرة أيام، ظهر له ملاك الرب وأعلمه بيوم انتقاله من هذا العالم. فأوصى شعبه وتنيَّح بسلام. وكفنوا جسده الطاهر كما يليق وأودعوه القبر. وكانت نياحته قبل نياحة يوحنا ذهبي الفم بسنتين.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.
[/size]</b></i>
مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 106 : 23 ، 31 )
فليرفعوهُ في كنيسة شعبهِ، وليُبارِكوه في مجلسِ الشُّيوخ. جعلَ أبوةً مِثلَ الخِراف. يُبصِر المُستقيمونَ ويَفرَحُونَ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 1 ـ 16 )
" الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنَّ الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذلك سارقٌ ولصٌّ. وأمَّا الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف. لهذا يفتح البوَّاب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه بأسمائها ويخرجها. فإذا أخرج خرافه الخاصَّة يذهب أمامها والخراف تتبعه، لأنَّها تعرف صوته. وأمَّا الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه،
لأنَّها لا تعرف صوت الغريب ". هذا المَثَلُ قاله لهم يسوع، وأمَّا هم فلم يعرفوا لأي شيءٍ كان يُكلِّمهم.
ثُمَّ قال لهم يسوع أيضاً: " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنِّي أنا هو باب الخراف. جميعُ الذينَ أتوا قبلي هُم سُرَّاقٌ ولصوصٌ، ولكنَّ الخراف لم تسمع لهم. أنا هو باب الخراف. إن دخل بي أحدٌ فيَخلُصُ ويدخل ويخرج ويجد مرعىً. وأمَّا السَّارق لا يأتي إلاَّ ليسرق ويذبح ويُهلِك، وأمَّا أنا فقد أتيتُ لتكون لهم حياةٌ وليكون لهم أفضلُ. أنا هو الرَّاعي الصَّالِح، والرَّاعي الصَّالِح يبذل نفسه عن الخرافِ. وأمَّا الَّذي هو أجيرٌ، وليسَ راعياً، الذي ليست الخرافُ له، فإذا رأى الذِّئب مُقبِلاً يهرب ويترك الخراف، فيخطفُ الذِّئبُ الخرافَ ويُبدِّدها. لأنَّه أجيرٌ، ولا يُبالي بالخرافِ. أمَّا أنا فإنِّي الرَّاعي الصَّالِح، وأعرِف خاصَّتي وخاصَّتي تعرفُني، كما أنَّ الآبَ يعرفُني وأنا أعرفُ الآبَ أيضاً. وأنا أضعُ نفسي عن خرافي. ولي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرةِ، ينبغي لي أن آتي بهؤلاء الأُخَر أيضاً فتسمعُ صوتي، وتكونُ رعيَّةٌ واحدةٌ لراعٍ واحدٌ.
( والمجد للـه دائماً )
[/size]