التعاليم الصحيحة
هذه الآية ( [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) تحتوي على واجبين من أهم واجبات الخادم. واجبين جوهريين جداً يجب أن يُلتفت إليهما بالاستمرار وبروح الصلاة، إن أراد أن يكون عاملاً نافعاً للرب يسوع المسيح. وهذان الواجبان هما: ملاحظة نفسه، وملاحظة التعليم.
(1) ولنبدأ بالتأمل في هذه العبارة الخطيرة "لاحظ نفسك". فالخادم يلزمه قبل كل شيء أن يلاحظ نفسه ويسهر على حالة قلبه وضميره وإنسانه الداخلي تماماً. يلزمه أن يحفظ نفسه طاهراً، وأن تكون أفكاره وميوله وطباعه وروحه ولسانه جميعها تحت سلطان الروح القدس وكلمة الله على الدوام. يلزمه أن يلبس منطقة الحق ودرع البر وأن تكون حالته الأدبية وسيرته العملية مطابقتين للحق الذي يُعلّم به. لأنه إن لم يفعل ذلك لا بد وأن يجد العدو سبيلاً للانتصار عليه. فيجب على المعلم أن يكون صورة حية للتعاليم، أو على الأقل يجعل هذا الأمر غايته التي يسعى إليها دائماً بكل شوق ليكون "قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الإيمان، في الطهارة" ( [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
(2) والآن نتأمل قليلاً في النقطة الثانية من موضوعنا، ألا وهي "التعليم"، وما أعظم ما تتضمنه هذه العبارة "لاحظ التعليم". يا له من تحذير خطير! بل ما أعظم الحذر والانتباه اللازمين لنا، وما أشد حاجتنا إلى الصلاة وانتظار الرب حتى يرشدنا إلى ما نقوله وكيف نقوله. فالله وحده هو الذي يعلم حاجة النفوس ودرجة احتمالها. أما نحن فلا نعلم، بل قد نقدم طعاماً قوياً لمن لا يحتملون إلا "اللبن" فنفعل بذلك ضرراً "إن كان أحد يتكلم فكأقوال الله" فلا يقول الوحي "بحسب أقوال الله" بل "كأقوال الله". لأنه قد يقف إنسان ويتكلم ساعة كاملة في الاجتماع وكل كلمة يقولها تكون مُطابقة للمكتوب تماماً ومع ذلك فلا يكون متكلماً "كأقوال الله" أي كلسان حال الله إلى الجماعة. فقد يعلّم بحق إلهي ولكن ليس بالحق اللازم في ذلك الوقت.
إن هذا الأمر الخطير يقودنا إلى الشعور بخطورة التحذير الذي يقدمه الرسول بقوله "لاحظ التعليم" ويقودنا أيضاً إلى وجوب الاعتماد الكُلي على قوة وقيادة الروح القدس،
الأمر الذي هو سرُّ الخدمات النافعة سواء كانت بالكتابة أم بالكلام .