عادل جبران مشرف عام
التسجيل : 08/08/2009 مجموع المساهمات : 1589 شفـيعي : العدرا الـعـمـل : مدير عام بالتربية والتعليم هـوايـتـي : مزاجي :
بطاقة الشخصية لقبك: مستر المنتدي
| موضوع: انكار بطرس وصلاة المسيح لأجله الجمعة 2 يوليو - 9:31 | |
| إنكار بطرس وصلاة المسيح من أجلـه
وقال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة. ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك. وأنت متى رجعت ثبِّت أخوتك ( [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،32)
لو كان الشيطان قد أُطلق له العنان لتهشم سمعان المسكين تهشيماً لا رجاء بعده، ولكن هذا لم يكن. وما كان الشيطان إلا آلة فقط ـ كما كان في حالة أيوب ـ مُكلفاً بعمل معين، ينسحب انسحاباً بمجرد إتمامه. فهو لا يمكنه أن يتجاسر على أن يتعدى الدائرة المحدودة له ولو قيد شعرة.
ومن المهم أن نتذكر هذا الأمر جيداً. إن الشيطان ما هو إلا مخلوق، نعم هو ماهر وخبيث وقوي بلا جدال، ولكنه على أي حال مخلوق لا يستطيع أن يذهب إلى أبعد مما هو مسموح له من الله. ولو كان بطرس قد مشى متمهلاً، ولو كان قد سعى للحصول على قوة إلهية بتواضع واجتهاد، ولو كان قد حكم على نفسه في الخفاء، لمَا كانت هناك حاجة مُطلقاً لغربال الشيطان. وً لله إذ ليس للشيطان أية قوة على نفس تسير بتواضع مع الله، لأن في حضرته كل أمان إذ هي حصن حصين ضد مكايد الشيطان، وما من سهم واحد في جُعبة العدو كلها يستطيع أن يصل إلى شخص معتمد ببساطة الثقة على ذراع الإله الحي. وهنا كانت غلطة بطرس، ومن ثم كان عليه أن يجوز في عملية مُرّة للغاية حقاً، حتى بذلك يتعلم حقيقة نفسه.
ولكن ما أقوى وأثمن هذه الكلمات "طلبت لأجلك"! هنا كل السر بلا نزاع، وهنا كانت العلة الحافظة. فصلاة الرب يسوع هي التي حفظت نفس تلميذه المُخطئ في تلك الساعة الرهيبة التي كان يريد أن ينتهزها العدو المارق ليهشمه تهشيماً لو أمكن ذلك. ولكن ماذا يستطيع الشيطان أن يفعل في أمر يتداخل فيه المسيح الكُلي القدرة؟ لا شيء. فهذه الصلاة العجيبة كانت الأساس في نجاة بطرس في الوقت الذي لم يكن فيه بحسب تقدير الإنسان أي أمل في النجاة. ولأي شيء صلى سيدنا؟ ألكي لا يرتكب بطرس خطية إنكاره الفظيعة؟ ألكي لا يلعن ولا يحلف؟ لا هذا ولا ذاك. فلأي شيء إذاً؟ الجواب: "طلبت لأجلك لكي لا يفنى إيمانك".
هل من شيء أبرع جمالاً من هذه النعمة؟ ذلك السيد الرحيم المُحب الأمين وهو عالم بخطية بطرس الشنيعة وعارف كل ما هو مزمع أن يحدث معه، نراه يشفع فيه حتى رغماً عن كل ما يحدث من إنكار ولعن وحلف ونسيان، لا تتزعزع ثقته ولا يفقد اليقين بالثبات الأبدي لتلك النعمة التي انتشلته من أعماق خرابه وشره. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|