أكاليل السماء
" يُكللك بالرحمة والرأفة " ( مز 104 : 4 )
+ الإكليل : هو التاج الذى كان يوضع على رؤوس الملوك والأباطرة والفراعنة قديماً ، وكان مُرصعاً بالجواهر ، أو مصنوعاً من الذهب الخالص ، ويدل على عظمة صاحبه ، ومهابته وسط شعبه ، وفى حربه ( 2 صم 1 : 10 ) .
+ وكانت الألعاب اليونانية الأوليمبية القديمة ، تتوج الفائز بالجائزة الكبرى ، وهى مجرد وضع إكليل من الورد حول عنقه ( وكما يفعله الهنود للآن ، لمن يريدون تمجيده وإكرامه ) . وأما الآن فيحصل الفريق المنتصر فى المباراة النهائية على كأس وميداليات ذهبية أو فضية أو برونزية ، وينالون هدايا وجوائز عينية أخرى ، وهى بالطبع أمور فانية ومتعتها وقتية .
+ ومع ذلك ، نرى فرحة الملايين ، بنوال فريقهم كأساً معدنياً ، كرمز للفوز ، بينما لا ينال المتفرجون شيئاً ، سوى فرحاً مؤقتاً !! .
+ وهو نفس المشهد الذى وصفه القديس بولس الرسول ، عن مباريات اليونان ( الأوليمبياد ) التى كانت تُجرى فى زمانه ، ودعانا لممارسة الرياضة الروحية ( الجهاد مع النعمة ) لنوال إكليل الملكوت ( إكليل المجد ) .
· " إن الذين يركضون فى الميدان ( السباق ) ، جميعهم يركضون ( يجرون بسرعة ) ، ولكن واحداً ( فقط ) يأخذ الجُعالة ( الجائزة = الكأس ) ، هكذا اركضوا ( جاهدوا روحياً ) لكى تنالوا ( الإكليل السعيد ) ، أما أولئك ( الرياضيون ) فلكى يأخذوا إكليلاً يفنى ( من الورود ) وأما نحن فإكليلاً لا يفنى ... " ( 1 كو 9 : 24 – 27 ) ، وهو الواقع بعينة .
· " لذلك نحن أيضاً ، إذ لنا سحابة من الشهود ( عدد كبير من المشاهدين فى الإستاد ) ، لنطرح كل ثقل ( هموم الحياة ) والخطية المحيطة ، ولنُحاصر بالصبر فى الجهاد ( الروحى ) الموضوع أمامنا ( المطلوب منا ) ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمله يسوع الذى احتمل الصليب ..... " ( عب 12 : 1 – 3 ) .
+ ونسمع عن مدى الحزن الشديد ، الذى يحيق بكثيرين ، عندما ينهزم فريقهم الرياضى ، ويضيع الكأس المعدنى ، إلى الحد الذى يموت فيه البعض حزناً على تلك الخسارة !!
وقد قرأنا فى جريدة الأهرام أمس ( الثلاثاء 16 / 6 / 2010 ) ، وفاة مشجعين جزائرين حزناً على خسارة فريقهم فى مباراة كرة قدم ( فى كأس العالم للكرة الذى يقام حالياً ) ، وأيضاً وفاة مشجع نيجيرى لخسارة فريقه !!! .
بينما لا يحزن كثيرون على ضياع إكليل المجد العظيم ، المُعد للمجاهدين على الأرض ( الجهاد الروحى ) للفوز بعالم الملكوت .
+ ومبعث فرح المؤمن الحقيقى ( 1 تس 2 : 19 ) أن يحصل على هذا الإكليل الغالى ، بعد سهر الليالى فى جهاده المُستميت ، من أجل خلاص نفسه .
+ وكان هذا هو الهدف الأساسى للشهداء والمعترفين بالإيمان الثمين ، وذلك استهانوا بالآلام ، وشكروا المُعذبين لهم ، وباركوهم ، لأنهم باحتمالهم الوقتى لآلامهم ، سوف يسعدون بإكليل من الأكاليل التالية :
1 – إكليل نعمة : يُعطى على رأسك ( أم 1 : 9 )
2 – إكليل رائع : ( إش 28 : 5 ) ، ( إش 12 : 3 ) .
3 – إكليل البر : ( 2 تى 4 : 8 ) .
4 – إكليل المجد : ( 1 بط 5 : 4 ) والكرامة ( عب 2 : 9 ) .
5 – إكليل الحياة الأبدية : ( رؤ 2 : 10 ) .
6 – إكليل من ذهب : ( رؤ 4 : 4 ) .
7 – إكليل البهاء : ( مز 8 : 5 ) .
8 – إكليل رحمة ورأفة : ( مز 103 : 4 ) .
+ فإذا ما تحملت إكليل الشوك ( الألم من أجل المسيح ) تنل إكليل الشهادة للمسيح .
+ وإذا عشت حياة الأمانة فى كل شئ ، تنل إكليل الحياة " كن أميناً إلى الموت ، فسأعطيك إكليل الحياة " ( رؤ 2 : 10 ) .
+ وهكذا كلما أقتنيت الفضائل وعشت بها ، تنل عنها الأكاليل التى وعد بها الرب المحب لمحبيه .
+ وهذا ما يؤكده معلمنا بولس الرسول ، وبعد جهاده فى الخدمة ، فيقول : " قد جاهدت الجهاد الحسن ، أكملت السعى ، حفظت الإيمان ، وأخيراً قد وضع لى إكليل البر الذى يهبه لى ، فى ذلك اليوم ( القيامة ) الديان العادل وليس لى فقط ، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً " ( 2 تى 4 : 6 – 8 ) ، فهل أنت واحداً منهم ؟!
+ وما هو الجهد التى تبذله – من الآن – حتى تستحق عنه الإكليل الجليل ، فى الملكوت الأبدى السعيد ؟! .
+ واعلم أن تكاسلك وتهاونك الروحى سيفقدك أكليل المجد الأبدى ويكون لغيرك ، لذلك ينبهنا رب المجد ، ويقول لنا : " تمسك بما عندك ( جهادك وفضائلك ) لئلا يأخذ أحد اكليلك " ( رؤ 3 : 11 ) . فهل تفعل ؟!.