عند لحظات الموت ......................... للقس يوأنس كمال
نعلم كلُّنا بقصة نياحة قديسنا البابا الأنبا كيرلس السادس وأيضاً الأنبا مكاريوس (أسقف قنا) المتنيح أضيف إليهم ما يلي من قصص واقعية لأشخاص سبق لهم العلم بموعد نياحتهم ...
1) كتب النعي بنفسه
القديس كاهن الله القمص متى باسيلي .. الرجل الذي شهد بقداسته الجميع والذي دلإفن بدير المحارب والذي كان من عرفه يطلب شفاعته إلى يومنا هذا.
في نهاية شهر مارس 1968 جلس القمس متى باسيلي وسحب ورقة بيضاء وبدا يكتب النعي الخاص به [ إنتقل إلى المجد القمص متى باسيلي خادم دير المحارب وهو والد ... ].
ثم سحب عدة أوراق أخرى وبدأ يرسل خطابات للأحباء له يستدعيهم للحضور إلى الأقصر لحضور جنازته التي ستكون يوم 3 إبريل وشدد عليهم بالحضور.
وكان قد أطلعني الأستاذ بشارة شكري المحامي (مصر الجديدة) على واحدة من هذه الخطابات التي وصلته وكان إبناً باراً من الأبناء الروحيين للمتنيح القمص باسيلي.
وصدق ولابد أن تُصدق.
2) إشترى التابوت لنفسه
عرفته عن قرب جداً، وتربطني به رباطات جسدية قوية ..
عرفت عنه إنه مستعد تماماً للقاء إلهي .. ولما تمت أيامه وانطلقت روحه من جسده .. ذهبت بنفسي لشراء التابوت اللائق بصاحب الفضل عليّ ... وعند وصولي إلى المكان المخصص طلبت من الرجل أعظم تابوت موجود عنده .. فأشار إليّ بأن الراحل الكريم إشترى هذا التابوت لنفسه ودفع من ثمنه 120 جنيه وباقي من الثمن 60 جنيهاً ... وكان ذلك قبل إنتقاله بخمسة أيام.
ويقول صانع التوابيت أن الراحل الكريم وقف إلى جوار التابوت وأشرف على صناعته بنفسه وطلب أن يكون الحشو من الإسفنج وإختار نوع الحرير الذي يلزم لتنجيده .. وإطمأن بنفسه على صناعته وتركه أمانة عند نجار التوابيت لساعة الإنتقال ..
وقفنا جميعاً وعيوننا تنظر إلى بعضنا البعض هل هذا معقول أن يشتري لنفسه تابوت الموت.
ولكن صدق ولابد أن تُصدق.
3) قيل عن البابا كيرلس الخامس الذي جلس على الكرسي المرقسي أكثر من خمسين عام إنه في صباح يوم 10 يونية سنة 1914 أنه كان يجلس في فناء البطريركية بالأزبكية وحوله بعض الأباء المطارنة ... وفجأة وجدوا البابا البطريرك الأنبا كيرلس الخامس يرفع عينيه نحو السماء وهو مشروخ الرأس وهو يقول: " أُذكرنا يا أنبا إبرام ".
فتعجب المحيطين بالبابا وقالوا له ماذا رأيتيا سيدنا فقال لهم البابا .. أخونا الطوباوي الأنبا إبرآم أسقف الفيوم تحمله الملائكة وتصعد به إلى السماء الآن.
وبعد فترة قليلة لا تتجاوز نصف الساعة رن جرس التليفون في إتصال من مطرانية الفيوم يخبر البطريركية بإنتقال القديس الأنبا إبرآم .. تعجب السامعون وهم يضربون كفاً على كف.
وصدق ولابد أن تُصدق.
وهنا قصص أخرى سأنتقي منها الفريد وأضيفه
لماذا - رغم إدراكي ويقيني بأنني في رحلة إلى العالم ضيفة وإنتقالي ما هو إلا عودة إلى بيتي وهو المحطة الأخيرة في رحلة الشقاء والمعاناة والتي يخفف منها الإحتمال في شكر - تقلقني لحظة الإنتقال؟ ... لا بل تقلقني أعمالي وعدم صلاحي.
لماذا أحزن عند إنتقال أحد أحبائي رغم يقيني أنه فراق مؤقت وإلى حين؟ ... لا بل حزني أن افترق عنه في الأبدية لنفس السبب عدم صلاحي وحينها يكون الفراق أبدي وليس من الأحباء فقط بل من فادي النفس ومانحها فرصة النجاة من الجحيم.
ربي عزّي نفسي ولا تجعل حزني كمن ليس له رجاء وهبني روح الإستعداد الدائم للقائك ثم لقاء الأحباء.
________________