[size=24]
أعلنت الإدارة الحكومية فى إحدى الدول الكبرى عن تغيير نظام الحكم بحيث يكون من حق أى شخص أن يكون ملكا بشرط أن تكون مدة حكمه خمس سنوات فقط .. و بعدها يُنفى الى جزيرة مهجورة , مخيفة , مليئة بالحيوانات المفترسة , ليس بها ماء ولا طعام .
فكر أحد المواطنين فى نفسه قائلا : أستمتع الان بالخمس سنوات .. من يضمن عمره ؟؟؟؟؟؟؟ فأعلن عن استعداده أن يكون ملكا .. قالوا له : لمدة خمس سنوات فقط بعدها ستنفى .. قال : من يضمن عمره ؟؟؟؟؟؟
فأخذوه و ألبسوه تاج الملك و دخلوا به إلى قصره و كان كل ليلة يقيم السهرات و الحفلات و يشرب و يسكر .. و هكذا مرت الخمس سنوات فى لهو و غفلة دون أن يشعر بها و فوجئ فى صباح أحد الأيام و إذ بالجنود يقتحمون قصره و يربطونه بالسلاسل قائلين : لقد إنتهت مدة حكمك يا حضرة الملك .. و يجب أن تنفى الان إلى الجزيرة !!!!
فصرخ قائلا بفزع : لالالا كيف مضت بسرعة هكذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و أخذ يصرخ و يبكى فجروه الى الجزيرة و تركوه حتى مات وحيدا .
بعد ذلك فكر رجل أخر فى المُلك و انتهت حياته بنفس الطريقة البشعة هذة .
و أخيرا جاء رجل حكيم أعلن عن رغبته فى ان يصير ملكا فقالوا له : إحترس !!!! خمس سنوات فقط . فأجاب : موافق .
فقالوا له هيا بنا إلى القصر ننظم الحفلات و السهرات .. فقال لهم : ليس عندى وقت لأفعل ذلك ... وفى الحال أصدر قرارا بإرسال عمال المملكة إلى الجزيرة و قتلوا كل الحيوانات المفترسة , ثم جمع أكبر و أشهر المهندسين ليضعوا له تصميما فخما لقصره فى الجزيرة التى سوف ينفى اليها ... فصمموا له قصرا فخما فى وسط الجزيرة و جعلوا لها حديقة فسيحة بها جميع أنواع الفواكه و الزهور و الرياحين .. و أنشأوا له مكتبة واسعة تضم جميع أنواع العلوم و المعارف و كذلك جعلوا الطرق من الرخام الخالص و الإضاءة جانبية بأنوار مختلفة .. و صمموا له أسطولا ضخما و سفينة من الذهب الخالص و ارتفع شراعها فوق الجزيرة ..
و هكذا صرف الملك الخمس سنوات بحكمة فلم يضع وقته هباء مثل الأخرين بل كان فى كل يوم يبنى فى الجزيرة .. حتى أصبحت فى نهاية الخمس سنوات آية فى الجمال و الروعة ..
و فى يوم ما دخلوا عليه الجنود و قالوا له : يجب أن تنفى الان إلى الجزيرة ..
فرد عليهم : و هذا ما كنت أنتظره .... هيا بنا أذهب إلى جزيرتى المزينة لى المنيرة الجميلة الرائعة ..
أحبائى
هذة هى قصة حياتنا نحن أيضا " بخار يظهر قليلا ثم يضمحل " يع 4 : 14
فيجب علينا أن نتصرف بحكمة ..
فهل حياتنا الأرضية تستحق اللهو و المتعة بها مقارنة بحياتنا فى الأبدية
لذلك لابد أن نكنز لحياتنا الأبدية فى كل دقيقة حتى نسمع صوته قائلا لنا " تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملك المُعد لكم منذ تأسيس العالم " مت 25 : 34
ياريت كلنا نبتدى من الان نحضر لنفسنا مكانا فى ملكوته
حتى يصير لنا مكانا فخما و رائعا فى حضنه و فى سماه
أمين