الشهيد نكفورس شهيد التسامح
++++++++++
كان نكفورس من أنطاكية ومن عامة الشعب التقى البسيط . و كان صديقا حميما لأحد الكهنة يدعى سبريسيوس.ثم حدث فتور بين الصديقين فنزاع فانقطاع . إلى أن أحس نكفورس بخطئه وقرر أن يسعى للصلح .فأرسل نكفورس
بعض الأصدقاء للكاهن طالبا الصفح ولكنه رفض .وأرسل للمرة الثالثة ولكن دون جدوى .وأخيرا ذهب بنفسه إلى بيت الكاهن وأقر بخطئه ومتلمسا الصفح بكل أتضاع , ولكن سبريسيوس كان مصمما أن يصم أذنيه عن كل أعتزار غير عالم انه بذلك يغلق علي نفسه باب مراحم الله .
وكانت الكنيسة في ذلك الوقت تتألم من الاضطهاد المريع الزى أثاره عليها الملكان جاليروس و غايوس في أواسط القرن الثالث .
وأمسك الولاة الكاهن سبريسيوس وخيروه بين العذابات و جحوده للسيد المسيح فاعترف للرب بجرأة وقال للولاة المستبدين: ))إن لكم سلطان علي جسدي,لان الله هو الزى سلطكم عليه ,أما روحي فهي له وليس لكم أن تمسوها)).فأذاقوه أنواع العذاب وهو ثابت لا يتزعزع .أخيرا حكموا عليه بقطع رأسه, وساقوه إلى موضع تنفيذ
الحكم.
فعلم نكفورس بما كان.فحزن وخاف أن يموت صديقه قبل أن يتصالحا ويتصافيا.فلاقاه و أنطرح عند قدميه
وقال له: )) يا شهيد المسيح أغفر لي ما أسأت أليك )).فازدرى سبريسيوس باعترافه لم يجبه . ولاقاه نكفورس
ثانية في عطفة من الطريق ورجا منه أن يغفر له , فلم يلتفت إليه.وضحك الجند من الرجل قليل العقل يسعى لنيل رضا إنسان لا يلبث أن يموت وأعاد نكفورس الكرة الثالثة لما أتى الكاهن محل الإعدام فلم ينل منه إلا الإهمال و الازدراء, فغضب الله على تلك النفس المرتفعة المتصلبة و فارقت نعمة الروح القدس ذلك الكاهن الحقود .
فارتعدت فرائصه هلعا عند رؤية السياف يتهيأ ليهوي علية بالسيف فصاح : ((لا تفعل لا تفعل فأنا طوع أوامر
القياصرة وعبد للآلهة))
ووقع هذا الكلام كالصاعقة علي نكفورس الذي كان واقفا ينتظر حتى النهاية لعلة يحظى بصفح الكاهن ,فلما
سمع إنكاره و جحوده لسيده اشتعل قلبه بنار الغيرة الإلهية وتقدم و هو يصرخ أمام الجميع: ((أنا مسيحي و أعبد المسيح ألهنا الوحيد أميتونى بدل ذلك الجاحد الذي كفر بإلهه )).
فحدثت ضوضاء في ساحة الإعدام وتوقف الجلادون وأرسلوا يعلمون الوالي بما كان فقال لهم ( أطلقوا سبريسيوس واقطعوا رأس نكفورس ) ففعلوا ونال نكفورس إكليل الشهادة جزاء توا ضعة ومحببة الأخوية . أما الكاهن فلم يشفع فية كهنوتية لأنة لم يحفظ وصية الرب :
( إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي . وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم