" الملاك ميخائيل ينقذ امراة من الشيطان "
يروي القديس اثناسيوس ،الذي كان اسقفا علي احدي مدن اسيا الصغري(تركيا حاليا) ،بانه كان في اواخر القرن الخامس امير كبير يدعي "ارسطرخوس".
وكان رجلا مسيحيا مؤمنا مباركاومتواضعا وبارا وصانع الخير لكل الناس.
وكانت له زوجة تقية، تدعي"اوفيمية" وكانا كلاهما محبين للمساكين، وكانا يقدمان لهم المساعدات الماليةوالطعام شهريا، وخاصة في تذكارات رئيس الملائكة ميخائيل (كل 12 من الشهر القبطي) وقبل ان ينتقل هذا الزوج المبارك الي السماء،واحس بدنو اجله،اوصي زوجته بان تقوم باستمرار بعمل التذكار للملاك ميخائيل وتقديم النذور للكنيسة والفقراء.
ثم صنع لها ايقونة للملاك ميخائيل _ بناء علي طلبها_ ودعا لزوجته بان يحفظها الله بشفاعة الملاك،ثم تنيح بسلام، ومضي الي الفردوس.
حرب بسبب غيرة عدو الخير:
وجاءها عدو الخير في صورة "راهبة" وكان معها اربع راهبات(شياطين متخفين في زي راهبات)
،ولما دخلن الي بيت اوفيمية،نصحتها الراهبة(=ابليس المتنكر) بان تتزوج احد اقاربها،الذ ي ماتت زوجته،وهو غني جدا،ويريد ان يتزوجها،وارسل لها هدايا،وعرضها عليها (وكلها كانت خيالا شيطانيا بالطبع).
فقالت اوفيمية الوفية:"لن افعل شيئا قبل سؤال وكيلي،وهو داخل حجرتي". فقال لها الشيطان
المتشبه بالراهبة:"كيف تقولين انك طاهرة وعندك رجل بداخل حجرة نومك؟!".
ظهور المخادع علي حقيقته:
فقالت اوفيمية للراهبة(الشيطان):"قومي وصلي ،واطلبي من الرب، لكي يغفر لك سوء ظنك بي".
فقال ابليس الكذاب (بفم الراهبة):"ان الذين البسوني ثوب الرهبنة،طلبوا مني عدم الصلاة الا في الدير،وكذلك عدم اكل او شرب شيئ مع احد خارجه".
فقالت اوفيمية بحكمة روحية:"ان الله اوصانا بالصلاة كل حين،وفي كل مكان،وان نشكر الله دائما.فقومي نصلي ،ولكي تري وكيلي"!!!
فلما راي ابليس المتنكر ان السيدة البارة قد ضيقت عليه الخناق ظهر لها بشكل مخيف،واراد ان يخنقها،فاسرعت وصرخت وقالت:"يا سيدي _يا رئيس الملائكة ميخائيل_ ان زوجي قد سلمني لك ،لتكون راعيا لي، وتحفظني من فخاخ الشيطان". ورشمت ذاتها بعلامة الصليب المجيد.
تهديد ابليس لابنة المسيح القديسة:
فاسرع عدو الخير بالاختفاء عنها مؤقتا، الي ان يخدعها بصورة اخري.فعاد اليهابسرعة في شكل
مفزع جدا(وهو ما يسميه العامة الجن والمارد والعفريت وهي ليست سوى شياطين فقط،وليست جنس ثالث كما يقول البعض)
فاسرعت اوفيمية الي حجرتها واحتضنت ايقونة الملاك ميخائيل، وصرخت اليه ليخلصها حالا من ابليس اللعين، الذي حاول الدخول الي هناك.ولم يستطع لان بهاء رئيس الملائكة قد ملاها نورا عظيما.
وغضب عدو الخير بشدة، واعلن لها_ في غيظ _ انه سياتي اليها مرة اخري قبل يوم 12بؤونة
(عيد الملاك حيث تتم نذرها)، واعلن لها ان رئيس الملائكة ميخائيل سيكون مشغولا في ذلك الوقت، لانه سيكون واقفا امام الله يسال من اجل حياة الانهار، وسيظل ثلاثة ايام ساجدا"_ امام العرش الالهي_ لكي يرحم الله البشرية. واكد عدو الخير انه سياتي اليها. وهددها بانه سيحطم ايقونة الملاك ميخائيل_ التي تحتمي بها _ علي راسها.
صورة اخري من صور خداع الشيطان للقديسة:
وفي ذلك اليوم جاءها ابليس في شكل ملاك_ وكان يمسك بيده اليسري درعا، وليس مرسوما عليه علامة الصليب ، مثل جنود الملك المسيحي ، في ذلك الزمن.
وقال لها بخداع ان الرب قد تقبل صلواتها وصداقتها، وطلب منها ان تكف عنها . وكذب كعادته وقال لها:"ان الرب يقول لك ان توفري كل مالك،لان زوجك قد دخل الملكوت، ولئلا تفتقري،كما حدث لايوب،فقد حسده الشيطان واضاع كل ماله وعياله واصابه بالمرض الشديد: وكان طوبيا يعمل الخير ايضا، فاعمي الشيطان عينيه_ وهوذا زوجك لم يترك نسلا يرعاكي، وسوف تحتاجين الي المال الذي تنفقينه علي المساكين".
ثم اضاف العدو المضل وقال:"قومي وتزوجي قريب الملك هونوريوس(البيزنطي، في اواخر القرن 4 م)
وهو غني جدا",
الحكمة في تعامل مع عدو الخير:
فعرفت القديسة بانه ابليس وسالته وقالت:"في اي انجيل امر الله بمنع الصدقة وترك القرابين؟!
وكيف تامرني بان اتزوج رجلا وثنيا لا يعرف الله؟! وسليمان الحكيم يذكر ان اليمامة لا تاخذ غير زوج
واحد، وكذلك الغربان( لاتتزوج بعد موت شريكها) فكم بالحري الانسان؟!.
ثم حاول عدو الخير بان يخدعها بانه هو "ميخائيل" رئيس قوات السماوات، وانه جاء اليها خصيصا ليحرسها من ابليس!! ثم طلب منها ان تسجد له، لانه ترك كل ملائكته وجاء يتحدث معها.
فاجابته اوفيمية الحكيمة بان الرب يسوع قال لابليس علي جبل التجربة:"مكتوب للرب الهك تسجد ، واياه وحده تعبد"(مت 10:4).
ثم تساءلت وقالت بحكمة روحية:" ان كنت انت حقا هو رئيس الملائكة ميخائيل ، فاين علامة الصليب التي توجد علي درعك الذي بيدك، كما هو موجود في الايقونة التي عندي؟!".
ثم اسرعتواتت له بالصورة(ايقونة الملاك ميخائيل).
وعلي الفور تغير عدو الخير الي شكل مخيف، وصرخ، وبدا يمسكها محاولا ان يخنقها!! ثم قال : فلياتي الان ميخائيل، الذي تتكلمين عنه ليخلصك من يدي"!!
طلب النجاة من شفيعها:
فصرخت اوفيمية وقال:" يا سيدي ميخائيل، رئيس الملائكة الجليل- شفيعي- خلصني واعني".
وفجاة اتي اليها رئيس الملائكة، واضاء المكان اكثر من ضوء الشمس، وقبض علي ابليس.
فصرخ بشدة ورجاه وقال: ارحمني يا سيدي، فانني تجرات ودخلت الي مكان يذكر فيه اسمك وتوجد فيه صورتك. وانا ارؤجوك الا تهلكني قبل زماني"(يوم الدينونة)فاطلقه رئيس الملائكة، فهرب بخزي من امامه.
مكافاة السماء لكل الامناء:
ثم خاطب الملاك اوفيمية المباركة، واعلن لها انه كان دائما يصعد صواتها وصداقتها وقرابينها(نذورها)
امام عرش الله. ثم قال ايضا ان الرب يرسله للعالم لمساعدة كل المتوكلين علي الله.
ثم اخبرها بان تهتم بنذر هذا العيد كالعادة، واعلمها بانها اخر مرة تصنعه فيها، لانها سترحل الي السماء في ذلك اليوم المبارك. وسياتي اليها _ مع ملائكته الابرار ويشارك في حمل روحها الطاهرة الي الفردوس، حيث تلتقي مع شريكها الراحلز
ثم رسمها بعلامة الصليب المقدس، وصعد الي السماء،وكانت القديسة تنظر اليه.
وبعد ذلك اسرعت القديسة الي لقاء اسقف المدينة المدعو"انبا انتيموس" وقصت عليه كل ما حدث. فشكر الله ،وملاكه الجليل ميخائيل.
وبعدما تناولت تلك الزوجة الامينة من السر المقدس (في عيد الملاك) دعت الاب الاسقف الي بيتها
.وقدمت له كل اموالها، لكي يوزعها عي الفقراء.
ثم اعلمته بان رئيس الملائكة ميخائيل قد اخبرها بقرب رحيلها من العالم.
وبينما كان الاسقف في بيتها مع الكهنة طلبت منه ان يصلي من اجلها، واعلنت انها رات رئيس
الملائكة ميخائيل، وقد حل ضيفا عليها_ مع زوجها الراحل_ وحولهم الملائكة الابرار ز ثم اخذوا روحها الصالحة وذهبوا بها الي السماء. وسمع الحاضرون صوت تهليل الملائكة.
وقد ظهرت عدة معجزات من ايقونة الملاك اللي كانت لدي القديسةاوفيمية، بشفاعة الملائكة ميخائيل، شفاعته تكون معنا امين[/center]