بـقـلــــم
اكليريكى وديع فرج الله زخارى
ماجستير تاريخ كنيسة
ـــــــــــــ
أن النبوات الواردة في التوراة أوحى بها الله و هى ابتداءاً من زمان أبينا آدم و لا يزال امتدادها حتى تكمل
و كان الرب يسوع موضوع تلك النبـوات إذا ابتدأت أولا ً تصفه بتلميع غامض ثم أخذت حيناً بعد حين تزيد في الإيضـاح إلى أن ظهر . و بعد ذلك شرع هو و رسله الأطهار و لا سيما يوحنا الرسول يتنبأون بالوقائع التي سوف تحدث لكنيسته من أول إنشائها إلى انقضاء العالم . و لكن قبل ذلك لابد تأتى أزمنة سعيدة و تحــدث حوادث غريبة بين قبائل البشر كما يظهر من قول النبوءة الأكيد . و لننظر هنا إلى بعض الملاحظات في ذلك .
الأولى :- أنه قيل في الرب مخلصنا لنمو رئاسته و السلام لا نهاية على كرسي داود و علـى مملكته ليثبتها و يعضدها بالحق و البر من الآن إلى الأبد . غيرة رب الجنود تصنـع هذا ( أش 7:9 ) .
و قيل أيضاً ينزل مثل المطر على الجزاز و مثل الغيوث الذارفة على الأرض يشـرق في أيامه و كثرة السلام إلى أن يضمحل القمر و يملك من البحر إلى البحر و مـن النهر إلى أقاصي الأرض ، و يكون أسمه إلى الدهر قدام الشمس يمتـد أسمـــه و يتباركون به . كل الأمم يطوبونه . ( مز 6:72 إلى 17.8 ) .
الثانية : أنه ينبغي لتمام هذه النبوات أن يبشر بالإنجيل لجميع الأمم و القبائل علــى الأرض كما قال المسيح لتلاميذه ( مز 15:16 ) أذهبوا إلى العالم أجمع و اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها و قال الرائي : رأيت ملاكاً أخر طائراً في وسط السماء معه بشارة أبديـة ليبشر الساكنين على الأرض و كل أمه و قبيلة و لسان و شعــب
( رؤ 6:14 ) و إلى ذلك أشار حبقوق النبي بقوله : لأن الأرض تمتلىء من معرفة مجد الرب كما تغطى الميـاه البحر ( حب 14:2 ) .
الثالثة : أن الروح القدس يوافق التبشير بالإنجيل و يعطيه قوة التأثير في قلوب البشـر كما قال
يوئيل النبي : و يكون بعد ذلك أنى أسكب روحى على كل البشر ( يؤ 28:2 ) و قال أشعياء النبي : لأني أسكب ماء على العطشان و سيولاً على اليابسة . أسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك فينبتون بين العشب مثل الصفاف علـى مجارى الميــاه ( 1ثن 44 : 3-5 ) .
الرابعة : أنه سيأتي زمان فيه تحصل الأمم على معرفه و تقوى و نجاح ذلك نتيجة فيض الروح القدس عليهم كما جاء على لسان داود النبى : تذكر و ترجـع إلى الـرب كـل أقاصي الأرض و تسجد قدامك كل قبائل الأمم
( مز 37:22 ) و قول ميخا النبــى : و يكون في أخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتاً في راس الجبال و يرتفع فـوق التلال و يجرى إليه الشعوب و تسير أمم كثيرة و يقولون هلم نصعد إلى جبل الـرب و إلى بيت آله يعقوب فيعلمنا من طرقه و نسلك في سبيله لأنه من صهيون تخرج الشريعـة و مـن أورشليم كلمة الرب . فيقضى بين شعوب كثيرين ينصف لأمم قوية بعيدة فيطيعـــون سيوفهم سككاً ورماحهم مناجل . لا ترفع أمة على أمة سيفاً و لا يتعلمون الحرب فيمـا بعد ( ص 14 : 1-3 ) .
و قول أشعياء النبى : لا يسوؤون و لا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلىء من معرفة الرب كما تغطى المياه البحر (أش 9:11 ) و قوله أيضاً : فتسير الأمم في نــورك و الملوك في ضياء إشراقك . و أجعل و كلامك سلاماً وولائك براً . لا يسمع بعد ظلـم في أرضك و لا خراب و لا سحق في تخوفك بل تسمــين أسوارك خلاصك و أبوابك نسبيحاً ( أش 6 : 3 و17 و18 ) و قول زكريا : في ذلك اليوم يكون على أجــراس الخيل قدس للرب ا** في بيت لرب تكون كالمناهج أمام المذبح ( زك 20:14 ) .
الخامسة : قد تنبىء بأن اليهود سوف يزول كفرهم و يهتدون إلى كنيسة المسيـح مع جمهور الأمم قال هوشع النبيز : لأن نبى إسرائيل سيقصدون أياماً كثــيرة بلا ملك و بلا رئيس وبلا ذبيحة وبلا أفود و ترانيم بعد ذلك يعود إسرائيل و يطلبـون الرب ألههم وداود ملكهم ويقرعون إلى الرب و إلى جوده في آخر الأيام
( هو 3 : 5.4 ) و قـول زكريا : و أفيض على بيت داوود و على سكان أورشليم روح النعمة و التضرعات فينظـرون إلى الذي طعنوه و ينوحون عليه كناتج على وحيد له و يكونون في مرارة عليه كمـن هو في مرارة على بكره ( زك 12 : 10 ) و قول حزقيال : هكذا قال السيد الرب هاأنذا آخذ بنى إسرائيل من بنى الأمم التي ذهبوا إليها و أجمعهم من كل ناحية و آتى بهم إلى أرضهـم و أصيرهم أمة واحدة في الأرض على جبال إسرائيل و ملك واحد يكون ملكاً عليهــم كلهم و لا يكونون بعد آمنين ولا ينقسمون بعد إلى مملكتين و لا ينجون بعد بأصنامهـم ولا رحاباتهم ولا شيء من معاصيهم بل أخلهم من كل مساكنهم التي فيها أخطأوا و أظهرهم فيكونون لى شعباً و أنا أكون لهم ألهاً و داود عبدي يكون ملكاً عليهم و يكون لجميعهم راع واحد فيسلكون في أحكامي و يحفظون فرائضي ويعملون بها ( حزقيال 37 : 21 – 24و27 ) و قال حزقيال
أيضاً : و لا أحجب وجهي عنهـم بعد لأني سكبت روحي على بيـت إسرائيل يقول السيد الرب
( حزقيال 39 : 29 ) و قول بولس الرسول : فأنى لسـت أريد أيها الأخوة أن تجهلوا هذا السر لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء : أن العشارة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملء الأمم . و هكذا سيخلص جميع إسرائيل كما هـــو مكتوب سيخرج من صهيون المقتدر و يرد الفجور عن يعقوب . و هذا هو العهد من قبلي لهم متى نزعت خطاياهم ( رو 11 : 25 – 27 ) والآن نرى تحقيق وقائع كثيرة خـلال هذه الأيام أن ازدادت معرفة الكتب المقدمة و أقيمت جمعيات كثيرة لإرسال مبشرين إلى كل العام لكي يجذبوا الضالين إلى كنيسة المسيح و ترجم الكتاب المقدس على يد المرسلـين إلى لغات كثيرة وصلت في بعض أجزاء الكتاب وائتي لغة
( 200 ) و أقيمت المــدارس في أماكن كثيرة لتعميد أبناء الوثنيين كما أقبل الكثيرين من الأمم إلى الديانة المسيحية و صار ملوك الأرض و حكامها يميلون إلى تعليم المسيح و قرب جداً فجر الصباح على العـالـم
و يليه شروق شمس البر و الظهيرة و حينئذً جميعهم يعرفون الرب صغيراً و كبيراً و تصـير ممالك المسكونة للرب ألهنا .