من نعم الله على الانسان سعة الخيال وامتداده الى ما فوق حدود العالم المادى . وقد وهبنا الله هذا الخيال لنتصور به حوادث الماضى
ونحتاط لاخطائها ودراسة سير القديسن . وهكذا نربط الماضى بالصوره المطبوعه فى ذاكرتنا بحاضرنا الذى نعيش فيه ثم نمتد لنتصور
مستقبلا افضل . فالخيال هو الرباط الذى يربط حقائق الماضى بواقع الحاضر بأمانى المستقبل .
الا ان سعة العقل تختلف درجاتها بين الناس فمنهم من وهب خيالا جبارا , ومنهم من يتصور الحوادث كمجرد صور بسيطه ومنهم من
يتصور الحوادث تصويرا حسيا عميقا .
والخيال ككل المواهب عرضه للانحراف والتفكير فى الشهوه .......ألخ . فاذا لم يضبط الانسان هذا الانحراف ويتحكم فى خياله يصبح
وبالا عليه خصوصا فى اوقات الصلاه .
+كيف ينشأ الخيال :
ليس الخيال شيئا قائما فى ذاته فهناك عده اشياء تؤثر عليه مثل الطموح , العجز .........الخ . وهذه تدفع بالخيال فينطلق من عالم
الحقيقه ليكمل للنفس ما عجزت ان تحققه . لذلك فعلاج انسياب الفكر فى احلام اليقظه يكون بتحليل المواضيع التى يسرح فيها الفكر كثيرا
ومعالجتها . فمثلا من ينشغل كثيرا بالامور الجنسيه فهذا يعانى من الكبت الجنسى فيحاول التسامى بذلك مثل الرياضه .....الخ .
وهكذا نرى ان تتبع الفكر فيما يجول فيه له اهميه عظمى فى الكشف عن العله الاصليه التى طرحت بالخيال بعيدا عن الواقع . ومن
العبث محاولة ضبط الفكر بالقوه وانما العالج يكون بمعرفة سبب شرود الفكر فى الباطل ثم القضاء على هذه العله . كذلك لابد ان نهيأ مجالا
خيرا للفكر مثل التأمل فى حوادث الكتاب المقدس وقصص القديسين لكى نشبع حب التأمل والخيال . ولكن بالرغم من ذلك لا ما يضبط الفكر
الا بالحب العميق لله .
+اقوال الاباء فى ضبط الفكر :
يقول القديس حزقيوس الاورشليمى : " إذا اردت حقا ان تغلب افكارك وتلبسها الخزى قف صامتا وهدئ قلبك وابدأ بصلاه
قصيره مثل صلاة ( يا ربى يسوع ) "
+ ملخص المبادئ الهامه :
العقل مسئول عن شرود الفكر فيجب تدريبه ليكون رقيبا على الافكار .
الصلاه بعقل مشتت فى الامور الارضيه تعتبر خطيه وتكون فرحا للشياطين
تشتت الفكر اثناء الصلاه هو من حيل الشياطين لتحرمنا من قوة الصلاه .
وقوفنا فى الصلاه هو وجود فى حضرة الله فشورد الفكر يعتبر إزدراء بهيبة الله .
كثرة الحديث مع الله يدربنا على ضبط الفكر فى الله .
المداومه على الصلاه اهم وسيله لذبط الفكر .
علينا بالجهاد فى الصلاه حتى بعد ان نكون وصلنا حد ضبط الفكر .
كثرة القراءه فى الكتب الروحيه تساعد على ضبط الفكر أثناء الصلاه .
علامة الوصول الى درجة الصلاه النقيه هو الشغور بالفرح أثناء الصلاه وعند حلول موعدها .
قوة الصلاه فى معانى كلماتها . اجعل عقلك يلازم معانى الكلمات التى تتلوها.
اهتمام الفكر بمعانى الكلمات فى الصلاه ودوام التصاقه بها بدء الدخول فى درجات الصلاه العليا .
ان فضية حضور الذهن فى حضرة الله يمكن التدريب عليها بإستعملا صلاه قصيره ومحاسبة العقل عند شروده .
الصلاه النقيه لا يمكن الحصول عليها بسرعه بل بالصبر .
لا تستعجل فى صلاتك من اجل ميعاد او عمل . بل اجعل لصلاتك كرامه اكثر من العمل .
السرعه فى الصلاه مدعاه لبرودة القلب . أعلم ان كل كلام الصلاه هو روح وحياه .
احذر ان تكون تعبد المسيح بشفتيك فقط وخصوصا اثناء وقوفنا فى الكنيسه .
افكار التجديف التى تعرض علينا هى من العدو فلا تعرها اى اهتمام .
التدقيق فى الحديث مع الناس وعدم الضحك , وحفط اللسان من العثرات والامانه فى تأدية الواجبات الدينيه خير معين للصلاه النقيه .
الخلوه والصمت عاملان ضروريان للتدريب على الصلاه الحاره .
لا تكثر الكلام فى الصلاه ولا تخرج الكلام جزافا لان ذلك ينهى الصلاه بسرعه ويحرم الانسان من لذة سماع صوت الله .
مجرد عبور الافكار علينا ليست خطيه ولكن الخطيه هى أن ندوم فيها ونتلذذ بها .
الاقتصاد فى الاناقه والتجرد ينفع جدا لربط العقل والقلب بالله . لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا .
الرضى بالواقع وعدم الطموح مدعاه لهدوء النفس والتسليم لله .