هل انت واثق حتى النهاية؟
يحكى ان رجلا من هواة تسلق الجبال ، قرر تحقيق حلمه فى تسلق اعلى جبال العالم و أخطرها و ذلك طمعا فى الشهرة و التميز . و بعد التدريب لفترات طويلة قرر القيام بهذه المغامرة وحده . جهز كل ما يلزمه من أدوات و معدات هذه الهواية.ثم بدأت المغامرة . مرت ساعات بسرعة تم حل ظلام الليل و كان قد وصل إلى منتصف المسافة وفى هذه النقطة لا مجال للتراجع . و فعلا صمم الرجل على مواصلة المغامرة فى هذا الظلام و البرد القارص و نظرا لعدم وضوح الرؤية لم يدرك ما يخبئه له القدر من مفاجئآت . واصل صعوده بمجهود شاق حتى كاد يصل إلى القمة و لكن انزلقت إحدى قدميه ففقد اتزانه وسقط إلى أسفل بعد أن كان على بعد خطوات من الوصول وتحقيق حلم عمره . سقط و هو يرتطم بالصخور و أدرك أنه ميت لا محاله . ظل يهوى إلى أسفل حتى توقف عن السقوط نتيجة للحبل المربوط فى حزام وسطه و معلق بخطاف متين فى إحدى الصخور . و ظل يتأرجح فى الهواء معلقا وهو لا يدرى من أمره شيئا و الظلام إشتد حالكا و الرؤيا أصبحت معدومة . مرت فى مخيلته كل احداث حياته كشريط فيلم سينمائى . و جروحه تنزف دما و يداه تدميان ممسكة بالحبل بقوة . هدأت انفاسه قليلا كمن اعيدت له الحياة حتى يبحث عن أمل فى النجاة . ولما يئس صرخ قائلا :
إلهى، إلهى ، تعالى أعنى و إنقذنى . و فى هذا السكون العجيب سمع صوت يدوى قائلا_ ماذا تريدنى أن أفعل؟ _ قال: إنقذنى يا رب_ أجابه الصوت_ أتؤمن حقا إنى قادر على إنقاذك؟؟ _ أجاب : بكل تأكيد ، أؤمن حقا يا إلهى ومن غيرك يقدر أن ينقذنى !!! أجابه الصوت _ إذن ، اقطع الحبل الذى أنت ممسكا به !! تردد لحظة و إنتابه خوف أكثر فتعلق بالحبل و تشبت به و لم ينفذ ما طلبه الله منه . فى صباح اليوم التالى كانت المفاجأة ، فقد عثر فريق الإنقاذ على جثة رجل مربوطة بجبل و معلقة فى الهواء و بينها و بين سطح الأرض مسافة مترين فقط . و قد تجمدت و يبست من شدة البرد. و انت يا أخى ماذا عنك ؟ هل قطعت الحبل؟ هل مازلت أن حبالك سوف تنقذك؟ إن كنت وسط آلامك و مشاكلك ، تتكل على حكمتك و ذكاءك لتنجى نفسك و عند الضيق تفكر فى وسيلة تنجيك ، إن كان كذلك فاعلم أنه ينقصك الكثير كى تتعلم الإيمان.
.
[center]. " فى يوم ضيقى التمست الرب. يدى فى الليل انبسطت و لم تخدر . ابت نفسى التعزية . "
(مز77:2)