بعد أن ماتت الأم و الأب تلفت حوله فوجد نفسه وحيدا و ليس هناك أخ
أو أخت .
و مع إنه مازال في الثالثة عشر من عمره إلا إنه راح يطرق أبواب العمل المتاحة و بذلك وجد نفسه ينتقل بين أحواض الغسيل في المطاعم و بين محطات البنزين إلى أن تمكن من دخول أحد المستشفيات عاملا يمسح أرضها و هناك أخذ يقول لماذا لا يكون واحد من أحد هؤلاء الأطباء و كان القرار صعبا أن يجمع بين الدراسة و العمل في نفس الوقت
و في أحد الليالي الكيبئة الصعبة التي وجد نفسه فيها بلا عمل بلا دولار واحد في جيبه قرر أن يطرق باب البيت الذي يمر عليه و يسأل أصحابه طعاما و لماذا لا أليس أفضل من أن يدخل محل و يحاول سرقته ؟!
و فتحت الباب فتاه شابة يشع وجهها بالبراءة و بعد لحظات ظل خلالها يواجهها بعيون مترددة استطاع أن يفتح فمه و يطلب منها كوب ماء
و نظرت إليه الفتاه ثم غابت قليلا و عادت إليه بكوب كبير لم يكن من الماء
و لكن كان من اللبن و لم يستطع رفض الكوب بل على العكس مد يده إليها وشربه في لهفة و سألته إن كان يريد شيئا آخر و لكنه هز رأسه و استدار مسرعا .
و لكن أصبحت هذه اللية ذكرى في ماض بعيد فالشاب حقق حلمه و أصبح طبيبا بل و أكثر من ذلك قد أصبح جراحا مشهورا يتم استدعاؤه في العمليات الدقيقة
و في أحد الليالي تم إستدعاءه لإجراء جراحة خطيرة و عاجلة لسيدة . و قد أرادت السيدة الخروج من المستشفى فور العملية خوفا من تكاليف الإقامة التي لم تكن تملكها و لكنه رفض و سألته ألم تنجح العملية ؟ قال نجحت بنسبة 100% و لكن ما بعد العملية من رعاية أهم .
و كانت كل تسأل عن الفاتورة فيقولون لها إن الطبيب لم يكتب بعد أجرته و جاء يوم أخبروها إن الطبيب قرر خروجها من المستشفى و أسرعت إلى الحسابات و قد أعدت طلب مسبقا لتقسيط الفاتورة و أعطاها الموظف الفاتورة
و فوجئت بما عليها كان مرسوما كوب من اللبن و تحته بخط كبير تم سداد الفاتورة من 25 سنة ألا تذكرين ثم توقيع الطبيب !
حقا ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة ( جا 11 : 1 )