من معجزات القديس أبي سيفين
للمتنيح الأنبا غريغوريوس
كان القديس أبو سيفين الرئيس الأعلي للقوات المسلحة في الحكومة الرومانية,وبعد أن انتصر علي البربر الذين ثاروا علي مملكة الروم دعاه الإمبراطور ديكيوس ليسجد لأبولون.فرفض مرقوريوس,بكل شجاعة,أن يتعبد للأصنام,وأعلن أنه مسيحي يعبد الله الواحد,فذهل الإمبراطور لجرأة مرقوريوس في عدم الإذعان لأوامره,ولاطفه ثم عاد وتوعده بحرمانه من امتيازاته,وبتعذيبه وقتله.أما مرقوريوس فلم ينتظر طويلا,بل بقلب جرئ وزاهد في أباطيل العالم خلع منطقته العسكرية,وحلته بنياشينها تحت أقدام الإمبراطور,وجهر بمسيحيته,ولعن آلهة الإمبراطور الوثنية.وكان عليه أن يدفع الثمن,فدفع ثمنا غاليا,من تقطيع لجسده بأمواس حادة,وحرق جنبه بالنار,وشده بين أوتاد أربعة,وضربه ضربا مبرحا,كما علقوا في عنقه حجرا ثقيلا,وأخيرا قطعوا رأسه,فنال إكليل الشهادة.
فلما انتهي زمان الاضطهاد,أقاموا علي جسده كنيسة في قيصرية,عاصمة كبادوكيا في تركيا,وعلقوا فيها سيف مرقوريوس,لكن القديسين عندما ينتقلون للعالم الآخر,حياة الإنسان بعد الموت امتداد لحياته قبل الموت.مواهب الشخص في حياته الأرضية تبقي معه,فهذا الرجل أو هذا القديس أو هذا الشهيد بعد حياته علي الأرض استمر في أعمال البطولة والشجاعة والانتصار,لم تنقطع بالموت حياته أبدا,بعد الموت يزداد الإنسان في قدراته وإمكانياته أكثر,لا توجد عنده مشكلة مواصلات فيصير مثل البرق ومثل الحمام ينتقل بسرعة هائلة,ولا يوجد أي معطلات جسدية أو مرض,كل هذه الأشياء التي تعطل الإنسان عندما يريد أن يحقق شيئا فيمنعه جسده الضعيف أو الشيخوخة,كل هذا ينتهي لأنه ترك الجسد وأصبح عنده قدرات وإمكانات واسعة جدا,من هنا يتواصل عمل القديس أبي سيفين في خدمة الكنيسة وخدمة المؤمنين.
القديس أبو سيفين ليس مصريا لكن مساعداته لنا هنا كثيرة جدا.
معجزاته:
سأقص عليكم قصة بسيطة من تاريخنا القريب,سنة 1939م كانت الحرب العالمية الثانية,وفي دير أبي سيفين للراهبات في مصر القديمة,كانت توجد رئيسة للدير أنا رأيتها كانت مريضة في ذلك الوقت,كانت هذه الأم كبيرة في السن وكانت أما فاضلة,وكانت نائمة علي السرير,وكانت هذه الليلة الجو حر كان ذلك في سبتمبر 1939م,ففتحت شباك الحجرة للتهوية وهي نائمة ومتغطية علي السرير,وفجأة رأت أبا سيفين بالملابس العسكرية في الحجرة,وقال لها:نحن سنحرس تحت ولا فوق,كفاية نحميكم من الشظايا,اغلقي الشباك ونبهي علي الراهبات أنهم يغلقوا الشبابيك,حرب 1939م كان فيها المحور والحلفاء,المحور هما ألمانيا وإيطاليا,والحلفاء هم إنجلترا وأمريكا.
مرة أخري سنة 1939م مع هذه الأم أيضا كانت مريضة وكان سبع أو ثماني راهبات بجوارها يخدمنها,وكان حوالي الساعة 9 مساء بالليل,فسمعوا صوت خيل تجري تحت بالدور الأرضي,فاضطربوا وخافوا وكانوا يسألوا بعض كيف دخلت الخيل الدير,ولم يعرفوا ماذا يعملوا,واستمروا مدة من الوقت,كيف يتصرفوا,والأم الكبيرة مريضة,فتشجعوا ومسكوا أيدي بعض,وخرجوا إلي الشرفة التي كانت تطل علي الدور الأرضي,فوجدوا الخيل,فقالوا مين؟ فجاءهم الرد:أنا أبو سيفين ومعي مارجرجس ومارمينا,طبعا عاملين دورية يحموهم ويحافظوا عليهم في وقت الحرب.
وهناك قصص أخري كثيرة جدا لكن أنا اختصر علي الحاجات الجميلة جدا,فهذا الشهيد حي ومعنا لأننا محتاجون له,أقول لكم إن دير الأنبا رويس أصلا يعتبر دير أبي سيفين,لكن لأن الأنبا رويس من القرن الخامس عشر فأصبح معروفا بدير الأنبا رويس إنما الدير أصلا باسم أبو سيفين,وعندما كانوا يبنوا المقر البابوي الحالي,في آخر وقت وهم يحفروا في الأرض اكتشفوا قبة كنيسة أبي سيفين التي تحت الأرض,وأنا رأيتها بنفسي,الكنيسة تحت مستوي الأرض لأن الدير أصلا باسم أبو سيفين,ولكن اشتهر باسم الأنبا رويس لأنه أحدث عهدا.
دير العزب يا أولادنا بالفيوم هو أصلا دير أبي سيفين,لكن الأنبا ابرآم لأنه أحدث عهدا فاشتهر باسم دير الأنبا ابرآم إنما هو أصلا باسم دير أبي سيفين.
فأنا لا أريد أن أدخل في تفاصيل كثيرة,كان يوجد موقف صعب جدا في أيام الرئيس عبد الناصر,وكان المطران الأنبا ابرآم الثاني يبني كنيسة الأنبا ابرآم,فقابلته صعاب كثيرة وشدائد كثيرة جدا جدا وتعبوه كثيرا,بالاختصار ذهب لصورة أبو سيفين وقال له وبعدين يا أبو سيفين لماذا تتركني لوحدي,كنوع من العتاب,يقول لي الأنبا ابرآم:وجدت الصورة تهتز وكأن واحد في بحر,يقول شعر رأسي وقف,وبعد ذلك عملت 3 قداسات,وفي اليوم الثالث اتصل به سكرتير المديرية وكل الأمور تم حلها لأن فيه يد عملت في الموضوع.
يوجد في التاريخ قصة كان فيه واحد امبراطور اسمة يوليانوس وهو من عائلة الملك قسطنطين لكن رجع للعبادة الوثنية,وتحدي المسيح وقال لليهود:إن الناصري قال لكم إنه لا يبقي حجر علي حجر,وأنا سأبين لكم أن هذا الناصري كذاب ويقصد المسيح.أنا الإمبراطور سأعطيكم مساعدات أن تبنوا الهيكل,وأعطي لهم مساعدات مادية كثيرة من الإمبراطورية نفسها,أقصد من الدولة,لكي يبنوا الهيكل,فكانت تخرج كرات من نار من تحت الأرض وفشل اليهود في بناء الهيكل,هذا الرجل يوليانوس سمي يوليانوس المرتد أو يوليانوس الكافر,دخل في حرب مع الفرس فأصيب بسهم وقتل وانتهت قصته.القديس مرقوريوس أبو سيفين له صورة كانت عند القديس باسيليوس الكبير صاحب القداس الذي يسمي قداس القديس باسيليوس وكان وقتها أسقف قيسارية,فلفت نظره أنه رأي السيف غير موجود في الصورة فتعجب,وبعد فترة بسيطة وجد السيف رجع ثانية,ثم جاءت الأنباء أن يوليانوس قتل في الحرب,وقد شوهد مرقوريوس في سماء المعركة يضرب يوليانوس بسيفه ويوليانوس نفسه صاح وهو يحتضر ينادي المسيح حانقا لقد غلبتني أيها الجليلي,فالقديس باسيليوس نظر للصورة وقال له أنت الذي عملتها؟ فأومأ أبو سيفين برأسه,بمعني أني أنا الذي عملت ذلك.ومن بين من أوردوا هذه القصة DE LACY O'LEARY,THE SAINTS OF EGYPT.
هذه القصة مؤداها أن هؤلاء القديسين والشهداء لم تنته قصتهم بنهاية حياتهم,إنهم يعملون ويساعدونا,وأقول لكم إنه رغم أن أبو سيفين غير مصري ولكن لا يوجد بلد عمل فيها أبو سيفين معجزات قدر بلدنا لأننا محتاجين لهم أكثر,البلاد الأخري فيها تسهيلات وإمكانات وقدرات ولا يوجد أحد يعاكسهم,لا يوجد أحد يعترضهم,لكن هؤلاء القديسين يساعدونا,في القريب جاءت سيدة من أمريكا وهي من بناتنا الأقباط,لكن لها مدة طويلة مهاجرة,وهي التي روت لي هذه القصة.
هذه السيدة كانت ترغب في زيارة دير أبي سيفين للراهبات في مصر القديمة,فأخذت تاكسي لكنها لا تعرف الطريق,وسائق التاكسي لا يعرف أيضا الطريق,وكل فترة يقف يسأل عن الطريق,فوجد شابا ظهر له وقال له أوصلك,وركب معه حتي دير أبي سيفين واختفي.هناك كثير من القصص مثل هذه.
الحقيقة أثبت الرجل أنه مازال حيا رغم أنه من القرن الثالث,هذه القصة من راهبة بدير أبي سيفين,كانت مسافرة هي وزميلة لها علي الصعيد فأخذوا القطار الساعة الرابعة بعد الظهر,لأمر معين القطار وقف عند أسيوط قبل أن يصل إلي الرصيف لأنه كان هناك قطار بضاعة مقلوب,وكان ذلك حوالي الساعة الثانية عشر مساء,وكان الظلام دامسا ولم تكن ليلة قمرية وهنا راهبتين ولا يوجد معهم بطارية والقطار وقف قبل الرصيف فنزلوا علي القضبان وعلي الزلط وعلي الطوب وكل واحدة معاها شنطتها وشيلها فكانتا في حيرة,وكان شئ مخيف,وهما في هذا الارتباك جاء واحد ضابط,وقال لهما لا تخافا أنا سأركبكما,وجدا شيئا من النور لا يدريان من أين أتي إنما كان نور كافي إنهما يقدرا أن يريا الطريق وكانا يستعجلا لأن موظفي القطار قالوا للركاب أن يأخذوا القطار الذي يقف بعد القطار المقلوب بحوالي مائة متر,وعندما يحاولا الإسراع يقول الضابط لهما علي المهل أنا سأركبكما,القطار لن يقوم إلا بعد أن تركبا,حتي وصلا إلي القطار,المفروض أنهما يركبانه لكي يصلا إلي جرجا وفعلا ركبا العربة التي كان فيها اثنين من العساكر اللذين عندما رأيا الضابط قدما له التحية العسكرية,ووقف العساكر لكي يعطوا فرصة للراهبتين أن يجلسا فجلست الراهبتان,في الأول تحرجوا لكن العساكر رفضوا وجلست الراهبتان,وإحدي الراهبتين كانت كبيرة في السن وأرادت أن توجه الشكر لهذا الرجل الضابط,فقالت له نحن متشكرين جدا علي الخدمة الكبيرة التي قدمتها لنا,نحن راهبات من دير أبو سيفين,ونرجو أن تزورنا بالدير لعلنا نؤدي شيئا من الواجب نحوك كتحية وتقدير للعمل الذي أنت عملته,قال لهما أنا أبو سيفين.واختفي...العساكر الذين أدوا له التحية والناس الذين حولهم,فوجئوا باختفائه فكانت هناك حركة ذهول,وسألوا من أبو سيفين هذا؟ وأخذت الراهبتان تقصان عليهم قصة أبي سيفين.
ما أريد أن أقوله يا أولادنا أولا نعرف حقيقة,أن حياة الإنسان بعد الموت هي امتداد لحياته قبل الموت,الإنسان منا يخرج من الجسد,ونحن موعودين بالحياة الأبدية,حياتنا علي الأرض هذه مرحلة أولي.
فعندما يموت أحد أو يستشهد فليس معني ذلك أن حياته انتهت,أبدا الإنسان علي الأرض في مرحلة أولي من حياته بعدها تتواصل الحياة في المرحلة الثانية فيزدادوا في المعرفة ويزدادوا في الروحانية ويزدادوا في الإمكانات والقدرات والمساعدات,والخدمات التي يخدموا بها,أكثر مما كانوا علي الأرض,لأن في الأرض هناك معطلات,لكن بعد الموت عندهم إمكانات وقدرات ولا يوجد معطلات,الوقت كله ملكهم,لا يوجد نوم ولا مرض ولا كلام يضيع الوقت,أبدا أبدا,فكل وقتهم يقضوه بين التسبيح والعبادة والمساعدات,والخدمات والمعونات.ويتحولوا إلي قدرات وإلي آلهة صغيرة,لا يوجد عندهم مشكلة مواصلات,في ثانية مثل السهم,ينتقل بسرعة,لا يوجد أي مشكلات,لذلك كنيستنا الجميلة تجعلنا نحتفل بهؤلاء القديسين لكي لا ننسي إمكاناتهم ومساعدتهم,وأيضا لكي نلجأ إليهم يساعدونا.لأنهم أقوي منا,الواحد لو أخوه الكبير أو أبوه في مركز كبير يكون مسنود,فنحن مسنودين يا أولادنا بالمسيح إلهنا وأيضا بهؤلاء.هؤلاء الأرواح المقدسة التي تملك إمكانات أكثر مما كانوا علي الأرض,ووقته كله مساعدات فيكون من الغباوة ومن الحماقة أن الواحد فينا لا يستفيد من شفاعة هؤلاء ومساعدتهم وقدراتهم وإمكاناتهم.
لذلك نحن عندما نحتفل بأعياد القديسين,نتذكر حياة هؤلاء الناس وأيضا نتمثل بهم وبإيمانهم انظروا إلي نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم.
فهذه المناسبات في الواقع هي تشجيع لأبناء الكنيسة أنهم يجدوا المثل والنماذج التي يتعلموا منها كيف كانوا في حياتهم,لكي نكون نحن أيضا أمناء وثابتين ولا نتزعزع خصوصا يا أولادنا الأيام القادمة,نحن في فترة مهمة جدا في تاريخ الإنسانية كلها.نحن محتاجين أكثر من أي وقت مضي أن نكون ثابتين ولا نتزعزع,في أيامنا الحاضرة توجد معطلات,توجد مضايقات,توجد منغصات,بعضها قائم وبعضها سيأتي,لذلك يجب أن نكون ثابتين غير متزعزعين مثل ما قال سيدنا:الذي عندكم تمسكوا به إلي أن أجئ,كن أمينا حتي الممات,فأعطيك إكليل الحياة,جاهد لئلا يأخذ أحد إكليلك.
فنحن يا أولادنا في مناسبة هذا العيد عيد أبي سيفين وأعياد القديسين الآخرين نحتفل بها من جهة,لكي نتابع حياتهم فنتعلم منهم كنماذج وكأمثلة أمامنا,كمثل عليا نتعلم منها لأنهم بشر مثلنا ومع ذلك نجحوا,فنحن نتمثل بهم لكي نعمل مثل ما عملوا وبهذا مجدوا الله,وأيضا عاشت أسماؤهم وحياتهم مثل ما قال المسيح:طوبي للودعاء لأنهم يرثون الأرض,كثير من أسماء الأغنياء والملوك والرؤساء زالت ونسيت,إنما هؤلاء القديسين الشهداء من القرن الثالث حتي اليوم أحياء ويعملون.
فنحن في هذه المناسبات نتذكرهم لنتعلم منهم ونكون ثابتين علي الإيمان خصوصا في الأيام التي فيها نتعرض لمتاعب ومضايقات ومنغصات تهدد حياتنا.وفي نفس الوقت أيضا لكي نستفيد منهم الآن,كلنا نعرف الإمكانات التي عندنا إنما هم أصبحوا عندهم قدرات أكثر,وهذا معني الشفاعة,الشفاعة بمعني الإلحاق,يقول شفعت طلبي بمذكرة,أي ألحقت بطلبي مذكرة,فنحن محتاجون لمساعدات القديسين وهذا معني الشفاعة,ليس فقط صلواتهم وإنما أيضا خدماتهم ومعوناتهم,ومساعداتهم.