ماذا لو لم يأتِ
يوم غد أبداً؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] + آه! لو كنتُ أعرف أنها المرة الأخيرة التي سأراك فيها قبل أن تنتقل، لكنتُ وضعتُك في خباء وصلَّيتُ إلى الله أن يحفظ نفسك.
+ آه! لو كنتُ أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراك فيها خارجاً من باب البيت، لكنتُ منعتُك ودَعَوتُك أن ترجع إلى داخل البيت.
+ آه! لو كنتُ أعرف أنها المرة الأخيرة التي فيها أسمع
صوتك وأنت تُصلِّي وتُسبِّح الله، لكنتُ سجَّلتُ صوتك وتسبيحك بالصوت
والصورة وكل حركة وكلمة تصدر عنك، لأُعيد رؤيتهما وسماعهما يوماً وراء يوم.
+
آه! لو كنتُ أعرف أنها المرة الأخيرة، لكنتُ لا أبخل بدقيقة أو اثنتين
لأقف وأقول لك: ”إني أُحبك“، أو ”أخطأتُ سامحني“، أو... أو... بدلاً من
اكتفائي بالظن أنك تعرف أني سأقولها.
+ آه!
لو كنتُ أعرف أنها ستكون المرة الأخيرة، لكنتُ شاركتُك يومك وبقيتُ معك،
لكوني أثق أنه كان عندك الكثير لتقوله لي، لكني تركتُك هذا اليوم تقضيه
وحدك، وذهبتُ أنا إلى حال سبيلي.
+ ذلك لأني أتأكَّد كل يوم من أن يومَ غد لابد آتٍ، فأنتظره ليكون لي فيه فرصة ثانية لأُصحِّح كل خطأ صدر عني اليوم.
+ كل يوم أتأكَّد أن هناك يوماً تالياً آتياً لأقول فيه: ”إني أُحبُّك“، و”أخطأتُ سامحني“؛ ما لم أفعله ولم أَقُلْه اليوم.
+
وسواء كنت على حق أم لا، أو كنت مُخطئاً أم لا؛ فاليوم هو كل ما أضمنُه،
وفيه أقول وأفعل وأرجو ما لن أنساه أبداً. أما الغد فهو ليس موعوداً به
لأي أحد، صبياً كان أو شيخاً على حدٍّ سواء. أما اليوم فهو الفرصة الأخيرة
التي فيها تُمسك بأحبائك ولا تُرخهم.
+ فإن
كنتَ ما زلت تنتظر الغد أبداً، فبالتأكيد سوف تندم على ضياع فرصة اليوم:
إما بعمل المحبة، أو بالتماس الاستغفار، أو بلمسة الاعتذار. لقد كنتَ جدَّ
مشغول عن أن تمنح هذا أو ذاك ما كان ينتظره منك اليوم من رغبة أو كلمة
تشفي نفسه.
+ فتمسَّكْ، اليوم، بأحبائك،
واهمس في أُذنهم كم أنت تحبهم، وكم أنت تعتز بهم كأحباء. انتهز فرصة اليوم
لتقول لهم كلمات المحبة والتشجيع والتماس السماح، وادعُ لهم بالمغفرة،
واشكرهم على محبتهم، وأظهِر استعدادك لخدمتهم، فالغد ليس مضموناً. لئلا
إذا لم يأتِ ”الغد“، فلن تجد الفرصة بعد للاعتذار عن تقصير ”اليوم“!