القديسة بائيسة
ولدت في منوف من أبوين غنيين تقيين . ولما توفي والداها ، جعلت منزلها مأوي للغرباء والمساكين . وصارت تقبل كل من يقصدها وتقضي له حاجته حتي نفذ ما لها .
فاجتمع بها قوم أردياء السيرة و حولوا فكرها إلي الخطية .
فجعلت بيتها دار للدعارة فوصل خبرها بشيوخ شيهيت فحزنوا عليها حزناً عظيماً ، وأستدعوا القديس يوحنا القصير وكلفوه بالذهاب إليها ليصنع معها رحوة عوض ما صنعته من الخير معهم ، ومساعدتها علي خلاص نفسها . فأطاعهم القديس وسألهم أن يساعدوه بصلواتهم .
ولما آتي إلي حيث تقييم قال للخادمة : "أعلمي سيدتك بوجودي "
فلما أعلمتها تزينيت وأستدعته فدخل وهو يرتل قائلاً : " إذا سرت في وادي الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي " (مز 23: 4 ).
ولما جلس نظر إليها وقال : " لماذا استهنت بالسيد المسيح وأتيت هذا الأمر الردئ ؟ "
فارتعدت وذاب قلبها من تأثير كلام الله لها علي لسان هذا القديس الذي احني رأسه وبدأ يبكي .
فسألته : " ما الذي يبكيك ؟" فأجابها :" لأني أعاين الشياطين تلعب علي وجهك ؟ فلهذا أنا أبكي عليك " .
فقالت له : و هل لي توبة ؟
فأجابها بقوله : " نعم ولكن ليس في هذا المكان " .
فقالت له : " خذني إلي حيث تشاء ".
فآخذها إلي أحد اديرة الراهبات القريبة من جبل شيهيت .
ولما أمسي الوقت قال لها نامي هنا ، أما هو فقد نام بعيدً عنها . ولما وقف يصلي . رأي عموداً من نور نازلاً من السماء متصلاً بالأرض . وملائكة الله حاملين روح باءسة . ولما اقترب منها وجدها قد ماتت . فسجد وصلي بحرارة ودموع طالباً إلي الله أن يعرفه أمرها فجاءه صوت قائلاً :" إن توبتها قد قبلت في اللحظة التي تابت فيها من كل قلبها " .بركتها لتكن مع جميعنا .. أمين