القديس نيقولاوس - صانع العجائب - أسقف ميرا / بابا نويل - سانتا كلوز
ولد القديس نيقولاوس حوالي سنة 275م. في ميرا، وهي مدينة من ليكيا في آسية الصغرى. كان عمّه أسقف المدينة وقد تتلمذ نيقولاوس عندما صغيراً ليخدم في الكنيسة.
وعندما كبر وتعلم وأكتسب الفضائل المسيحية شرطنه عمّه وفي النهاية خلفه كأسقف. كرّس نيقولاوس حياته كلها للأطفال.
سانتا كلوز – بابا نويل اسم محرف عن سانتا نيكلوس أي القديس نيقولاوس، ويدعى في الهولندية سنتر كلاز
عمــــــــــل البر الذى خلـــــــد ذكرى نيقولاوس أسقف ميرا
وأشهر قصة تحكى عنه، هي مساعدته لذلك الإنسان الذي اضطرّ، بسبب فقره الشديد، أن يبيع بناته الثلاثة للعبودية ( وكان الشارى فيما يبدوا هو أصحاب احد مواخير البغاء والجنس ) . سمع القديس نيقولاوس بالامر، فجاء ليلا وترك للأب كيسا من المال يكفيه لإنقاذ طفل واحد. وهكذا جاء سراً ثلاث مرات ولم يعرف الأب من أين جاء المال. ولكن في الليلة الثالثة شاهده الآب فطلب من القديس المغفرة لأنه فكرّ ببيع أولاده كعبيد. وبسبب هذا الحدث وأمثاله، أصبح القديس نيقولاوس شفيع الأطفال، ونموذج المعطي المسرور. وتغيَر إسمه في أوروبا الشمالية إلى "سانتا كلوز" أو "بابا نويل". ولا شك أن الأطفال جميعاً قد سمعوا بهذا الإسم.
سيرة حياة القديس الأرثوذكسى نيقولاوس أسقف مورا كما جاءت فى السنكسار القبطى
تحت يوم 10 كيهك وفي هذا اليوم أيضاً تنيَّح القديس البار نيقولاوس أُسقف مورا (4) .
كان من مدينة مورا، اسم أبيه أبيفانيوس وأمه تونة. وقد جمعا إلى الغنى الكثير مخافة الرب. ولم يكن لهما ولد يُقرُّ أعينهما ويرث غناهما. ولمَّا بلغا سن اليأس، تحنن الله عليهـما ورزقهما هذا القـديس، الذي امـتلأ بالنـعمة الإلهية منذ طفولته. ولمَّا بلغ السن التي تؤهله لتلقي العلم، أظهر من النجابة ما دل على أن الرُّوح القدس كان يُلهمه من العلم أكثر مما كان يتلقى من المعلم. ومنذ حداثته وعى كل تعاليم الكنيسة. فُقدِّم شماساً ثم ترهَّب في دير كان ابن عمه رئيساً عليه، فعاش عيشة النُّسك والجهاد والفضيلة حتى رُسِم قساً وهو في التاسعة عشر من عمره،
المواهب الروحية وعمل البر الذى شهر أسمه على مر العصور
وأعطاه الرب موهبة عمل الآيات وشفاء المرضى، حتى ليجل عن الوصف ما أجراه من آيات وقدَّمه من احسانات وصدقات. ومنها أنه كان بمدينة مورا رجل غني أحنى عليه الدَّهر، وفقد ثروته حتى احتاج للقوت الضروري وكان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج ولم يُزوجهنَّ لسوء حالته فوسوس له الشيطان أن يوجههُنَّ للعمل في أحد المواخير، ولكن الرب كشف للقديس نيقولاوس ما اعتزمه هذا الرجل، فأخذ من مال أبويه مائة دينار، ووضعها في كيس وتسلل ليلاً دون أن يشعر به أحد وألقاها من نافذة منزل الرجل، وكانت دهشة الرجل عظيمة عندما وجد الكيس وفرح كثيراً واستطاع أن يُزوِّج بهذا المال ابنته الكبرى.
وفي ليلة أخرى كرر القديس عمله وألقى بكيس ثانٍ من نافذة المنزل، وتمكّن الرجل من تزويج الابنة الثانية. إلاَّ أن الرجل اشتاق أن يعرف ذلك المُحسِن، فلبث ساهراً يترقّب، وفي المرة الثالثة حالما شعر بسقوط الكيس، أسرع إلى خارج المنزل ليرى مَن الذي ألقاه، فعرف أنه الأسقف الطيِّب القديس نيقولاوس، فخرَّ عند قدميه وشكره كثيراً، لأنَّهُ أنقذ فتياته من فقر المال وما كُنَّ يتعرضنَ لهُ من الفتنه. أمَّا هو فلم يقبل منهم أن يشكروه، بل أمرهم أن يشكروا الرب الذي وضع هذه الفكرة في قلبه(1).
رسامته أسقفاً على ميرا
ومنها أنه طرد شياطين كثيرة من أُناسٍ وشفى مرضى عديدين، وكان يُبارِك في الخبز القليل فيُشبِع منه خلق كثير، ويفضُل عنه أكثر مما كان أولاً. وقبل انتخابه لرتبة الأسقفية رأى ذات ليلة في حلم كرسياً عظيماً وحُلّة بهية موضوعة عليه وإنساناً يقول له: اِلبس هذه الحُلَّة واجلس على هذا الكرسي، ثم رأى في ليلة أُخرى السيدة العذراء تناوله بعضاً من ملابس الكهنوت والسيد المسيح يناوله الإنجيل.
ولمَّا تنيَّح أُسقف مورا ظهر ملاك الرب لرئيس الأساقفة في حلم، وأعلَمه بأن المختار لهذه الرتبة هو نيقولاوس وأعلمه بفضائله، ولمَّا استيقظ أخبر الأساقفة بما رأى فصدَّقوا الرؤيا، وعلموا أنها من السيد المسيح، وأخذوا القديس ورسموه أسقفاً على مورا.
القديس يعذب من أجل المسيح
وبعد قليل ملك دقلديانوس وأثار عبادة الأوثان، ولمَّا قبض على جماعة من المؤمنين وسمع بخبر هذا القديس قبض عليه هو أيضاً وعذَّبه كثيراً عدة سنين، وكان السيد المسيح يُقيمه من العذاب سالماً ليكون غصناً كبيراً في شجرة الإيمان.
ولمَّا ضجر منه دقلديانوس ألقاه في السجن، فكان وهو في السجن يكتب إلى رعيته ويشجعهم ويثبتهم. ولم يزل في السجن إلى أن أهلك اللـه دقلديانوس، وأقام قسطنطين الملك البار، فأخرج الذين كانوا في السجون من المعترفين. وكان القديس من بينهم، وعاد إلى كرسيه.
كان من ضمن آباء نيقية الذى حاكم نسطور
ولمَّا اجتمع مجمع نيقيه سنة 325م لمحاكمة أريوس، كان هذا الأب بين الآباء المجتمعين.
ولمَّا أكمل سعيه انتقل إلى الرب بعد أن أقام على الكرسي الأسقفي نيف وأربعين سنة. وكانت سنو حياته تُناهز الثمانين.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين