الله وإن كان يريد أن يشعر المؤمنون بضعفهم الذاتي، لكن غرضه من ذلك ليس أن يظلوا ضعفاء، بل أن يتهيأوا للامتلاء بقوته. ولذلك قال الرسول بولس عن نفسه "فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل عليَّ قوة المسيح ... لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،10). وقال للمؤمنين "تقووّا في الرب وفي شدة قوته" (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])، كما كان يصلي لله لكي يؤيدهم بالقوة بروحه في الإنسان الباطن (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). ولذلك فدعنا إذاً لا نطرح ثقتنا التي لها مُجازاة عظيمة (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
حقاً إن محاربتنا ليست مع دم ولحم، بل مع إبليس الذي قهر العالم، لكن لنا الوعد "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])، ولذلك يجب أن نحمل سلاح الله الكامل لكي يتسنى لنا مقاومته (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). كما يجب أن نصرّ بكل حزم وعزم على النُصرة مهما كانت الظروف والأحوال. وها الوحي يقدم لنا في دانيال مثالاً للحزم والعزم، فقد وضع هذا الشاب في قلبه ألا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه، ومن ثم لم يتنجس على الإطلاق. وكانت النتيجة أن الله أكرمه في أرض الغربة إكراماً لا مثيل له (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
والخوف من السقوط في الخطية يؤدي بطريقة غير مباشرة إلى السقوط فيها، ولا غرابة في ذلك، فالخوف من الأعداء يؤدي إلى الهروب أو الانهزام أمامهم. ولذلك قال الله لإرميا النبي في ذات الأصحاح الأول "لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك". "لا ترتع من وجوههم لئلا أُريعك أمامهم" (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،17).
أما السبب في أهمية الشجاعة فيرجع إلى مَنْ ينتصر على الخوف في الباطن، لا بد أن ينتصر على ما يُثيره في الخارج، والعكس بالعكس. فمثلاً ذهب قديماً أحد ملوك إسرائيل مرة إلى أليشع النبي ليستنجد به على ملك آرام. فقال له أليشع خُذ السهام واضرب على الأرض. فضرب ثلاث مرات ووقف. فغضب عليه أليشع وقال له: لو ضربت خمس أو ست مرات لضربت آرام إلى الفناء (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]-19).
ومما يقوّي المؤمن ويملأه شجاعة في جهاده وثقته في النصرة على الخطية، أن الرب معه كل الأيام إلى انقضاء الدهر (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).