[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ما اروع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. انها من اعظم الفضائل. بل هي اهم مفتاح للفضائل كلها. يحتاج اليها البشر جميعا وبخاصة القادة وكل من هو منصب بل تحتاج اليها الدول ايضا. وهي الميزة التي يجب ان يتصف بها رجال السياسة، ومن يطلق عليه لقب دبلوماسي.انها باب التوفيق و[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والتفوق. وما اجمل قول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: 'الحكيم عيناه في رأسه. اما الجاهل فيسلك في الظلام'. لذلك فهي نور داخلي ينير العقل والقلب كما انها نور خارجي ينير للآخرين طريقهم.
هنا ويقف امامنا سؤال: هل من فارق بين الحكمة والذكاء؟الحكمة لها معني اوسع بكثير من الذكاء. وقد يكون الذكاء مجرد جزء منها. فكل انسان حكيم يكون ذكيا. ولكن ليس كل ذكي حكيما..!فقد يتمتع انسان بذكاء خارق وعقل ممتاز ومع ذلك لا يكون حكيما في تصرفه فربما توجد عوائق تعطل عقله وذكاءه اثناء التصرف العملي!فما الحكمة اذن؟ وفي اي شيء تتميز عن الذكاء؟
الذكاء مصدره العقل. وقد يكون مجرد نشاط فكري سليم اما الحكمة فهي لا تقتصر علي التفكير السليم بل تتبعه بالتصرف الحسن في السلوك العملي. وهي لا تعتمد علي العقل فقط، انما تستفيد ايضا من الخبرة والارشاد ومن معونة الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].فالحكمة ليست هي مجرد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] او الفكر الصائب انما هي تدخل في صميم الحياة العملية لتعبر عن وجودها بالسلوك الحسن.. فان كان العقل يميزه الفهم والتفكير فان الحكمة يميزها حسن التصرف والتدبير.. حقا ان الذكاء او التفكير السليم يجوز اختبارا دقيقا عند التطبيق العملي فان نجح فيه يتحول الي حكمة.وهكذا تشمل الحكمة جودة التفكير ودقة التعبير وسلامة التدبير.
معطلات الحكمة:
قد يكون الانسان ذكيا يفكر افكارا سليمة ولكن تنقصه الدقة في التعبير لنقص معلوماته عن المدلول الدقيق لكل لفظة. فيخطيء حينما يعبر عن قصده. اما الانسان الحكيم، فانه يقول بدقة ما يقصده. وايضا يقصد كل ما يقوله.
من معطلات الحكمة ايضا السرعة في التصرف، ولذلك يتصف الحكماء بالتروي.. فالحكيم لا يندفع في تصرفاته. وانما يهدٌيء اقتناعه الخاص حتي يتبصر باسلوب اعمق واوسع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
ان السرعة لا تعطي مجالا واسعا للتفكير والبحث والدراسة ومعرفة الرأي الاخر. كما انها لا تفسح مجالا للمشورة ولعرض الامر علي الله في الصلاة.. وربما تحوي السرعة في طياتها لونا من السطحية.. ولذلك كثيرا ما تكون التصرفات السريعة هوجاء طائشة!
والانسان الذي يتصرف بتسرع قد يرسل الله له من ينصحه قائلا: 'خلي بالك من نفسك'. اعط نفسك فرصة اوسع للتفكير. راجع نفسك في هذا الموضوع.
أذكر في هذا المجال بعض ابنائنا من المهجر، الذين يحضرون الي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ويريد الواحد منهم ان يتزوج في بحر اسبوع او اسبوعين!
ان الحكماء تصرفاتهم متزنة رزينة قد نالت حظها من التفكير والدراسة والعمق والفحص مهما اتهموهم بالبطء.
ولا ننكر ان بعض الامور تحتاج الي سرعة في البت.
ولكن هناك فرقا بين السرعة والتسرع!!
والتسرع هو السرعة الخالية من الدراسة والفحص ويأخذ التسرع صفة الخطورة اذا كان في امور مصيرية او رئيسية. كما يكون بلا عذر اذا كانت هناك فرصة للتفكير ولم يكن الوقت ضاغطا لذلك فانني اقول باستمرار:
ان الحل السليم ليس هو الحل السريع بل الحل المتقن.
وقد تكون السرعة من صفات الشباب اذ يتصفون بحرارة تريد ان تتم الامور بسرعة ولكنهم حينما يختبرون الامر مع من هو اكبر منهم يمكن ان يقتنعوا بان السرعة لها مخاطرها! وقد تكون السرعة طبيعية في بعض الناس وهؤلاء يحتاجون الي التدريب علي التروي والتفكير وكثيرا ما يندم الانسان علي تصرف سريع قد صدر منه فاخطأ فيه او ظلم فيه غيره.
من معطلات الحكمة ايضا: قلة المعرفة!
ومن امثلة ذلك: ربما يكون رجل ذكيا جدا ومع ذلك هو فاشل في حياته الزوجية اذ لم يكن حكيما في تعامله مع زوجته! وسبب ذلك هو جهله بنفسية المرأة والمفروض في الزوج الحكيم انه يدرس عقلية المرأة ونفسيتها وظروفها. ولا يتعامل معها كأنها بنفسية رجل! وبالمثل علي المرأة ان تدرس نفسية الرجل وعقليته، لكي تعرف كيف تتعامل معه بما يناسبه.
ونفس الكلام نقوله في معاملة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات) اذ ينبغي ان ندرس نفسية الطفل وعقليته في كل مرحلة حتي نعرف الطريقة الحكيمة للتعامل معه.
وهكذا في التعامل عموما ينبغي للانسان الحكيم ان يدرس نفسية وعقلية وظروف كل من يتعامل معه.. سواء كان زميلا في العمل او رئيسا او مرؤوسا، او صديقا او جارا. ويعامله بما يناسبه.
فان درست نفسية وعقلية من تتعامل معه تعرف حينئذ المفاتيح التي تدخل بها الي قلبه. وتنجح في تصرفك معه.
وحتي لو تعطل المفتاح حينا تعرف كيف تزيته وتشحمه.. ثم تعيد بعد ذلك فتح الباب فينفتح.
حقا انه في بعض الاحيان يكون فشلنا في التعامل مع اشخاص معينين ليس راجعا الي عيب فيهم، بقدر ما هو راجع الي عدم معرفتنا بطريقة التعامل معهم.
مصادر الحكمة:
اول مصدر هو الله­ تبارك اسمه­ الذي يهب الحكمة لمن يشاء وهكذا قد يولد الانسان حكيما كموهبة له من الله. وتظهر حكمته في مراحل سنه المختلفة.. انها الحكمة النازلة من فوق.
وايضا نحن في مواقف عديدة نطلب من الله ان يهبنا حكمة لكي نستطيع ان نتصرف حسنا، بمعونته.
المصدر الثاني هو المشورة نأخذها من ذوي الحكمة. كما قال الشاعر:
فخذوا العلم علي اربابه واطلبوا الحكمة عند الحكماء
وفي ذلك يضيف الانسان معرفة الي معرفته وعقلا الي عقله.. ويصير حكيما بشرط ان ينفذ المشورة التي اخذها من حكمة غيره. وما اجمل قول الشاعر في ذلك:
اذا كنت في حاجة مرسلا فأرسل لبيبا ولا توصه
وان باب امر عليك التوي فشاور حكيما ولا تعصه
وعكس ذلك يقول الاباء الروحيون: ان الذين بلا مرشد يسقطون مثل اوراق الشجر، وبخاصة المبتدئون منهم.
المصدر الثالث هو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لكي يتأثر القاريء بسيرة هؤلاء وسلوكهم وكيف كانت تصرفاتهم في شتي الظروف والملابسات وكيف كانوا يجيبون علي الاسئلة المعقدة وكيف كانوا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وكل ذلك يقدم للقاريء امثولة طيبة في فهم الحياة وفي حسن التصرف فيعمل علي محاكاتها والسير علي نفس النهج من الحكمة.
كذلك يدرس كيف يحترس من الاخطاء التي وقع فيها الغير. ومعرفة اسباب ذلك السقوط، وكيفية النجاة منه. وهكذا كما قال احد الحكماء 'تعلمت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]..'!
المصدر الرابع، هو الخبرة
فالانسان المختبر يكون اكثر حكمة. وكلما زادت خبرته تتعمق علي هذا القدر حكمته، لهذا يتحدث الكثيرون عن 'حكمة الشيوخ' من واقع ما مر عليهم من خبرات في الحياة.
منقوووول
ربنا يعطينا نعمة الحكمة