tota عضو مميز
التسجيل : 11/10/2008 مجموع المساهمات : 1838 شفـيعي : البابا كيرلس الـعـمـل : studint هـوايـتـي : مزاجي :
| موضوع: ابــــــونـــا يـــســــطـــس قــديســـــــــــــــــــا وســـط الرهـــبـــــــــــــــــان الخميس 23 يوليو - 20:33 | |
| من ينظر إلى صورته يتصور أنه فلاحاً من ملايين الفلاحين البسطاء الذين يصارعون الزمن ويخرجون من أرض مصر خيراتها غصباً عنها , وقد يتسائل البعض .. هل هذا راهباً قبطياً مصرياً وصلت شهرته آفاق المسكونة ودروبها ؟ , أهذا هو الإنسان البسيط كتب عنه باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية ؟ .. ولكن قبل أن نسترسل فى شهرته يجب ان يعرف القارئ أولاً شيئاً عن أبناً من ابناء مصر العظماء وأمينأ على ذخائر الكنيسة القبطية وقداستها .
القديس يسطس الأنطونى راهباً من رهبان دير الأنبا انطونيوس ولم يكن القديس يسطس واعظاً متكلماً بليغاً ولكنه هو نفسه تحول إلى عظة حياته أصبحت عظة شكله .. ملابسة الرثة .. بساطته .. فقرة .. نظراته
الذى تراه على الجانب هو الراهب يسطس الأنطونى , أين هى ملابس الرهبنة الثمينة التى نراها يتزين بها رهبان اليوم ؟
إذا رايت شخصاً بهذه الملابس الرثة القديمة فلن يلفت نظرك , إلا أن زوار الدير كانوا يذهبون خصيصاً لرؤية هذا الراهب البسيط وتزاحمون للجلوس معه , أما ملبسه فكان عبارة عن جلباب قديم , لا تستطيع تمييز لونه إن كان أسوداً أم أخضراً من قدمه , وكان يلبس حذاءً ممزق , طاقيته قديمة لا تستطيع ان تميز لونها ايضاً , أما فى الشتاء فكان يضع بطانية على كتفه , يأنف افقر الناس من إستعمالها أو حتى إبقائها فى بيته - ولكنه مع إهماله لملابسة لفقرة الإختيارى فكان يهتم أهتماماً خاصاً بايام الأعياد ولياليها فكان يرتدى ملابس التونية المذهبة نظيفاً والتاج . ومع فرحته وإبتهاجه كان يبدوا فى مظهر ملائكى جميل يليق بخدام المذبح .
الساعة كــــــــــام دلوقت :
وقد أدرك هذا القبطى البسيط يسطس الأنطونى قيمة الوقت , ولا شك أن السيد المسيح قد أشار إلى قيمة الوقت قائلاً : " أسهروا ... لأنكم لا تعرفون اليوم , ولا الساعة " ( متى 25 : 13) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وكان السؤال الذى يردده ذلك الراهب البسيط ويسأله لكل زائر لدير الأنبا انطونيوس : " الساعة كام دلوقت " وحدث أنه كرر السؤال عده مرات لطبيب شاب كان فى زيارة للدير فسألة متهكماً : " ليه بتسأل عن الساعة كل شوية , هو أنت وراك الوزارة ؟ " فاجابه ابونا يسطس فى أدب جـم : " لكل شئ تحت السماء وقت " (جامعة 3:1)
وكانت الجموع تتقاطر لسماع هذه الجملة منه , فهى الجملة المفضلة لديه وأشتهر بها كان الإزدحام حوله لأنه هو نفسه أصبح أبلغ عظة كراهب بسيط صامت لايحب الكلام عملا بالقول الرهبانى كثيراً ما تكلنت وندمت أما عن السكون ما ندمت قط , كأنه ينبه سامعية فى كل وقت وكل ساعة بالآية القائلة : الوقــــــــــت مقصــــــــر(1كورنثوس 7:29) هل كان ابونا يسطس الأنطونى فليسوفاً مثل فلاسفة اليونان العظماء الذي كان أحدهم يحمل فانوساً منيراً فى النهار , وكان يوحنا الحبيب يعظ فى الكنيسة بجملة واحدة إلهنا إله محبة وهكذا يكرر الاباء والفلاسفة عملاً أو جملة واحده تكون هى عنوان حياته .
ذهب ابونا يسطس إلى احد الآباء الرهبان بعد منتصف الليل , وأخذ يقرع باب قلايته بشدة لإغنزعج الراهب فلما فتح سأله : " الساعة كام دلوقت ؟ " تضايق هذا الراهب كثيراً وصاح غاضباً فى وجهه قائلاً : " إنت بتصحينى دلوقتى علشان تقولى الساعة كام دلوقتى ؟ هوه ده وقته يا ابونا !!! , ساعة إيه دلوقت "
ثم أنصرف القديس فى صمت , وعند عودة الأب الراهب إلى فراشه ليعاود نومه , فوجئ بوجود عقرب فى القلاية , فليس إذا الموضوع موضوع ساعة , ولكن الموضوع أن ابونا يسطس رأى ما هو وراء الطبيعة .
وتقول رئيسة دير الراهبات عن ذكرياتها عندما زارت دير الأنبا أنطونيوس : " أنه كثيراً ما كان يوجه سؤاله التقليدى : " الساعة كام دلوقتى ؟ " فتقول : " أنه وجه هذا السؤال لأحد زوار الدير وأراد هذا الشخص أن يمزح معه فأجابه بالوقت الذى خطر على باله بدون أن ينظر إلى الساعة , فرد عليه أبونا يسطس بما لا يجد الإنسان له تفسيراً فقد قال محدداً التوقيت المضبوط بالثانية رغم أنه لا يحمل ساعة !!!
وتكرر هذا السؤال كثيراً أمامى وأصبح علامة أستفهام لا بد لها من تفسير فظننا أنه يعرف التوقيت بواسطة الشمس , ولكن يوم نقل جثمان البابا كيرلس السادس من القاهرة إلى دير مار مينا بمريوط , وكان اليوم ملبداً بالغيوم حدد التوقيت بمنتهى الدقة .. !!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كيف نتكلم عن الشماس يسطس وكان قليلاً ما يتكلم :
فضيلة الصمت : من الصعب أن نتكلم عن رجل آثر الصمت , فكان فى صمته عظة وكان هدف نسكه هو السكوت وما أبلغ قول الحكيم فى أمثال سليمان : " هدوء اللسان .. شجرة حياة " ( أم 13 :3 ) وكانت كل كلماته التى سمعها معظم الناس منه لا تتعدى سبعة وهى
: " متشكـــــــــــر .. كتر خيـــرك .. أنت مبســــــوط ؟ .. الرب يعوضـــــــك "
أما إذا إحتاج موقف ما ليتكلم فكان يتكلم فى عبارات مقتضبه جداً
يقول السيد / انور تالوت من قلوصنا عن كيف تغير بصمت القديس فقال : " كان فى صمته أبلغ عظة وكم كان يؤثر فى الناس بصمته ... لقد اثر فى انا شخصياً , لقد كنت بعيداً عن الرب يسوع , وكنت مسيحياً بالأسم .
وقد أتفق أنى ذهبت فى رحلة مع الأستاذ نظمى عياد , وكانت الرحلة بالنسبة لى مجرد نزهة , لأنى مغرم بالصيد , وذهبت غلى البحر الأحمر لهذا الغرض , ثم توجهت إلى الدير بعد ذلك , وهناك لأول مرة أرى بعض الزوار يلتفون حول إنسان يرتدى جلباباً أسود ممزقاً , وحزاءاً متهرءاً , وكان الوقت شتاءاً على ما اذكر , إذ كان يضع على كتفه بطانية بالية ليس لها من صفات البطانية غير أسمها .
كنت لأول مره اراه وعرفت ان اسمه يسطس وبحسب تقدير الناس ونظرتهم إليه لا هو هنا ولا هو هناك ولفت نظرى أنه يتمتع بشعبية كبيرة بينهم وبالرغم من أنهم يلتفون حوله إلا أنه لا ينطق ولا يتكلم وكانوا هم أيضاً واقفين صامتين فوجدت نفسى مدفوعا بينهم لأقف مثلهم وأنظر هذا الرجل العجيب واخيراً أنصرفوا جميعاً ما عدا شخص واحد وهو الأستاذ كامل شحاتة الذى كان مساعد رئيس الشئون القانونية بمصنع أندرسن بالمنيا وقد ظل سيادته واقفاً بجواره وتضايقت جداً فصحت بصوت عال وبشكل غير لائق وقلت : " جرى ايه يا استاذ , هو مفيش غيرك علشان يقف جار الرجل ده , ما تدينا فرصة معاك " فإعتذر الرجل وقال : " أتفضل " ولكنه تحرك قليلاً فعدت لأقول : " لا ... بالطريقة دى انا موش شايف إن أحنا هنقدر نقف معاه " وأخيراً تنحى الرجل جانباً , ورحت أنا لقف بجوار القديس ابونا يسطس , وشعرت بضآلة نفسى , وحقارتى امام هذا العملاق , أمام هذا الغنى فى السماويات , لقد شملنى ندامه غريبه ... هزتنى من الأعماق ... جعلتنى أجهش بالبكاء , بكيت كثيراً , كما لم ابكى من قبل ... إنهمرت الدموع الغزيرة , بينما القديس ينظر إلى فى حنان . ثم مد يده بعد ذلك وصافحنى ... بل واراد أن يقبل يدى ... !!
هذا التصرف كان اكبر من ان يستحقه إنسان مثلى , وتعجبت كيف يستطيع إنسان كهذا أن يؤثر فى بنظرة واحدة .
ولم يكن التاثير فى السيد / أنور تالوت وقتى أو ظاهرى لأنه قال بعد ذلك : " كنا مقبلين على الصوم الكبير , وكما ذكرت سابقاً لم تكن لى صلة بالكنيسة لأصوم .. ولا صلاة ... كنت بعيداً عن الرب يسوع تماماً , تعودت أن آكل أربع أو خمس مرات فى اليوم , كان إلهى هو بطنى لا أفكر فى غير الأكل , وكنت أتناول اربع بيضات نيئة كل صباح سواء فى اوقات الفطار أو الصوم , ولما شملتنى بركة أبونا يسطس قررت أن أتبع طريق الرب وقررت ان اصوم الصوم الكبير وكان هذا بالنسبة لى تغييراً كبيراً , وحدث أن سألتن زوجتى : " هاتفطر ايه " أجبتها : " انا صايم " قالت : " ولكن البيض جاهز " فقلت : " لآ موش عايز بيض " وشكت زوجتى وتعجبت من هذا ألمر وقالت : " إيه الكلام اللى انت بتقوله ده ... إنت لغاية الساعة عشرة تكون اكلت مرتين " قلت لها : إسمعى .. أنا بنعمة المسيح يقوينى على الصوم " فقالت زوجتى : " المسيح صام كام يوم " فقلت : " أربعين يوم " فقالت : " ابقى افطر 15 يوم فى ألول وصوم الباقى " فقلت لها : " لا .. انا قررت أن اصوم بقوة الرب يسوع , وببركة القديس يسطس التى تساندنى لأسلك هذا الطريق ."
ويكمل قائلاً : " وفعلً .. لقيت صعوبة كثيرة مع إله بطنى ألا وهو الأكل ولكن بصلوات القديس , وبمعرفته الشياء غير المعلنة , كان يعلم ما انوى عليه , فكان يساندنى , ويؤزرنى .. ومن تلك اللحظة التى عرفته فيها وانا قد تغيرت , وليس لى فى ذلك فضل ولكنها بركة ابونا يسطس وقوة الرب يسوع "
فضيلة السهر الروحى : ومن الفضائل الرهبانية التى مارسها ابونا يسطس الصمت إلا أنه اتقن فضيلة اخرى وهى السهر الروحى فكثيرين من زوار الدير يعرفون أن هذا الراهب نادراً ما تغفل عيناة إذ يبقى ساهراً يتجول داخل الدير وإذا تعب فإنه يستريح تحت شجرة فى مزرعة الدير أة يستند إلى حائط , ويروى البعض من اخوته الرهبان انه كان ينام على جزع شجرة قديم ملقى على الأرض بلا أهتمام , حتى يبقى دوماً يقظاً متمتعاً بالعشرة الإلهية , وحتى لا يعطى لعينية نعاساً ولجفنيه نوما إلى أن يجد موضع لأله يعقوب ويجد أن لذته فى مناجاة الذات الإلهية ورفض لذة الراحة حتى فى نومة
فضيلة الصلاة بلا أنقطاع والصوم : وأما عن صلاته صارت كل حين وكل وقت وكل ساعة عملاً بقول الرب صلوا كل حين , ولا تملوا ( لوقا 18) ويحكى رهبان الدير أنه فى بدء حياته الرهبانية أثناء سهرة ويقظته وصلاته المستمرة فكانت ألفكار الشريرة تحاربه وتلح عليه فكان يلجأ إلى ترديد الصلاة الربانية بصوت عال يستطيع من هو على بعد أن يسمعه فى برية القديس أنطونيوس ولا يفتر عن ترديدها حتى تهرب منه الأفطار التى يضعها الشرير فى عقله حتى ولو ظل ساعات الليل كله يقظاً مردداً لصلاته .
أما عن مكان صلاته فكان المكان الذى يتواجد فيه : فى قلايته , فى الكنيسة , فى الحقل أثناء لقائه مع زوار الدير .. وفضيلة الصمت عنده أقترنت بالهذيذ الدائم ورفع العقل فى صلة دائمة مع الرب الإله , وكان يعمل مطانيات لا حصر لها تندهش كيف يقوم جسده النحيل والهزيل بها ربما هى قوة من عند الرب يسوع , وكان كثيراً ما يركع فى صلاته وكان كثيراً ما يغلبه النوم وهو فى وضع الصلاة هذا , وأهمل تنظيف قلايته من الرمال وحصى البرية فكانت خشونة الرمال والحصى تجعله يقظاً ساهراً مصلياً وكان يتحملها حتى لا يضيع لحظة فى حياته مفترقاً عن الرب يسوع .
وكان جهاده وفضائلة تزعج الشياطين , فشنوا عليه حرب قاسية , ولما لم يمكنهم قهرة , أخذوه وضربوه , وألقوه أرضاً , ولشدة غيظهم وضعوا فى عينيه الرمل حتى لا يرى الكتب المقدسة ويقرأها أو يعرف الطريق للكنيسة , و‘ندما أصيب بصره أحتاج لمن يقوده , وظل على هذه الحال 15 يوماً حتى أعاد الري يسوع له نور عينيه .
يقول سائق سيارة الدير أنه توجه يوما يوما بالسيارة المحملة بالمؤن اللازمة لآباء الرهبان إلى الدير ووقف يتحدث إلى الأب رئيس الدير فى إحتياجات الدير التى أحضرها والتى لم يحضرها والتى سوف يحتاجها الدير فى المرة القادمة , وفى أثناء ذلك شاهدت أبونا يسطس يحمل طعامه (المرس) وكان يتكون من طبيخ لحم حيث أن عادة الدير تقديم أكلة لحم كل يوم سبت فى الأيام التى ليس بها اصوام فهمست فى أذن أبونا رئيس الدير وقلت له : " أبونا يسطس ماشى والقطط ماشية وراه , ودلوقت هيعطيهم الطبيخ واللحمة " ثم أكملت حديثى معه عن أحتياجات الدير , ولما أقترب منا أبونا يسطس ,, نظر إلى وقال : " أنت مالك ومال الناس .. ما تسيب كل واحد فى حاله " ومضى فى طريقة وسط دهشتنا وتعجبنا وقد أسفت عما قلت .
محبته للكنيسة : كان فكرة متجهاً لكنيسة الدير فهى فلك نوح الذى ينقذ الإنسان من طوفان العالم وهى أيضاً مثلاً لأورشليم السمائية , ومن محبته لها كان كثيراً ما يركع مصلياً أمامها , وعندما يدق جرس التسبحة يكون هو أول الداخلين إليها وكان وجهه يتلألأ فرحاً يضئ كقنديل منيراً فيها , وفى وقفته وصلاته يقف كجندياً يتلقى الأوامر الإلهية فهو أمام ملك الملوك ورب الأرباب فلا يتحرك أو يلتفت يميناً أو يساراً موجهاً عقله للحضور الإلهى فى القداس , وكان موجهاً بصره إلى أيقونه السيد المسيح , وكان يود أن يمكث فى الكنيسة طول حياته ولا يفارقها وهو حياً , وكان كثير من الرهبان يرغموه على مغادرتها بالقوة فى أحيان كثيرة
وحدث أن زار الدير فوج من محافظة المنيا وذهب الفوج إلى الكنيسة ولكن شخص واحد وجدها مزدحمة , فذهب إلى نوال بركة أبونا يسطس قبل أن يلتف حوله الفوج , ولكن يسطس نهره بشدة وأمره ان يذهب فوراً إلى الكنيسة , ورد الزائر متحججاً بأن الكنيسة مزدحمة , وعندئذ حدق فيه أبونا يسطس وقال له كلمتين هما : " كفـــاية لمحة " أى بالمعنى الصعيدى كفاية نظرة لمكان الذى يحل فيه الرب يسوع هى بركة عظيمة , ولم يسمح له بالجلوس معه .
وكان يردد على مسامع المتناولين منبهاً ومحذراً الذين يتقربون للأسرار المقدسة قائلاً : " المناولة نور ونـــــــار "
أتضاعـــــة وإحتماله متكلما بالسلام : كان زوار الدير يحبونه جداً ويذهبون إليه ليقبلوا يده المباركة حسب عادة الأقباط فكان غذا حدث هذا فكان ينحنى هو أيضاً ينحنى ليقبل يد الزائر , وكان إذا ركعت أمامه لتصنع مطانية كان يركع امامك ليصنع مطانيه أيضاً.
** حدث أنه وقف فى الكنيسة فى مكان فذهب راهب إليه وانتهره وطلب منه أن يترك المكان الذى يقف فيه إلى مكان آخر , فقال فى هدوء " حاضر " وترك له المكان .. وما هى إلا لحظات حتى ذهب إليه راهب آخر وفعل نفس الشئ فتركه فى الحال دون أن ينطق , وهكذا تحمل فى طاعة طلبات اخوته الرهبان ولم يتذمر من الإهانات المتوالية .
وكان زوار الدير يلتقطون له الصور وكان كثيرا ما يرفض وإذا رفض تخرج الصور ممسوحه , وحدث مرة أن أخذ أحد زوار الدير له صور فإذا رفع يده معترضاً وأصر صاحب الكاميرا على أخذ تلك الصورة فكان يجد عند تحميض الفيلم الصورة ممسوحة بينما الصور التى صورها والسابقة والآحقة على الصورة محل الإعتراض سليمة .
ويروى ابونا القمص متياس الأنطونى فيقول : " دفع بعض الاباء الرهبان أبونا يسطس ليخرجوه خارج الكنيسة , فسقط على الأرض , وقد حزنت كثيراً جداً لمعاملة الرهبان له وأنصرفت متألماً .. وبعد قليل فوجئت بأبونا يسطس يحضر إلى ويقول لى : " إننى قد وقعت على الأرض , ولم اقع من دفعهم لى "
وعلل أبونا متياس على تصرف أبونا يسطس بأنه اراد ألا يجعله ينام , وفكره يدين إخوته الرهبان على قسوتهم معه ومعاملتهم له بهذه الطريقة .
ذهب ثلاثة إلى ابونا يسطس وكان واحداً منهم يشعر بكبرياء لأنه لا يدخن السجائر فسأل أبونا يسطس قائلاً : " ما رأيك فى اللى بيشرب السجائر " فشهر ابونا يسطس بإفتخاره وبره الذاتى فقال له : " اللى بيسأل السؤال ده هوه اللى ما أخطأش ولا خطية "
قال أبونا أبسخرون الأنطونى : " كان ابونا يسطس ملاكاً متخفياً لا تعرف له سراً ... "
وكان يحب أن يسود الدير السلام والمحبة , فلا يرضى أبداً أن يسمع بوجود خصام بين الخوة الرهبان , بل كان يسرع إلى المتخاصمين ليوفق بينهم , فيعود السلام وتعم المحبية بين الجميع , وكان يقول لهم : " أنتم هنا فى الدير , وما يصحش يكون حد زعلان فى هذا المكان المقدس "
** قال أبونا الراهب متى الأنطونى : " ذهب لدير النبا انطونيوس شخص أسمه منير وكانت لديه مشكلة معينة , وقد طلب من ابونا يسطس أن يصلى من أجله فرفض , وظل يتهرب منه كعادته عندما يرفض طلباً ولكن منير ظل يطارده ويلح عليه ويتبعه فى كل مكان يذهب إليه وذهب ورائه إلى عين الماء فإلتفت أبونا يسطس إليه , وقال له : " ماتروح لأبونا متى يصلى لك , ما هو قريبك "
وفوجئ منير بهذا القول كما فوجئت انا ايضاً عندما سمعت ذلك , لأننى طلبت من منير أن لا يعرف أحداًَ ممن فى الدير إننا أقرباء , وفى هذا اليوم لم بالذات لم يقابلنى منير , وأدخلت هذه الإجابه قلب قريبى , وقال فى نفسه ما دام أبونا يسطس قال هذا فهو لا يريد المجد الباطل لنفسه , وما دام له هذه المعرفة فأنا واثق أن ابونا يسطس عرف مطلبى وهو سيصلى من أجلى دون أن يظهر ذلك .
** ويروى أبونا متى واقعة أخرى وكنت أيامها راهب فى الدير فيقول : " أرسل رئيس الدير المتنيح القمص أثناسيوس الأنطونى وكان وقتها فى عزبة الدير ببوش طالباً أن أوافيه ببيانات عنى إذا كنت أرغب فى السفر للخدمة بالقدس , ولم تكن لدى نية السفر أصلاً , ولما كنت متحيراً فقال لى : " يا أخى بلاش .. بلاش , دا ابونا أثناسيوس ما يستغناش عنك فى العزبة " وحدث أن وصلت رسالة أخرى مع القافلة التالية تقول : " لا مانع من نزول أبونا متى لإحتياج العمل له فى بوش " وتحقق ما نبوءة ما قاله أبونا يسطس الأنطونى !!
| |
|
ميمو بنت المسيح قسم المطبخ والمرأه والاشغال اليدويه وتصميمات الديكور
التسجيل : 29/11/2008 مجموع المساهمات : 2255 شفـيعي : مارمينا الـعـمـل : ربنا موجود هـوايـتـي : مزاجي :
| موضوع: رد: ابــــــونـــا يـــســــطـــس قــديســـــــــــــــــــا وســـط الرهـــبـــــــــــــــــان الجمعة 18 سبتمبر - 19:19 | |
| | |
|