عدم الغفران والمرارة هما وجهان لعملة واحد
ولكن من هو الذى يعانى فى رأيك ويشعر بالمرارة
من لا يغفر أم من يسىء
ان الشخص الذى يشعر بالمرارة هو الشخص الذى لا يغفر لمن اساء إليه
ويظل حاملاً للمرارة بداخله عشرات السنين
هناك بعض الناس مازالو يحتفظون بالمرارة وعدم الغفران منذ ٢٥ سنة واكثر
ما المشاكل التى يسببها عدم غفرانى للآخرين
تحدث مشكلة كبيره جداً بينى وبين الله الذى يغفر خطيتى
لأنه قد وضع شرطاً مهماً جداً انه لكى يغفر لى يجب ان اغفر انا للآخر
وذكر لنا مثلاً ملخصه
ان كان شخص مديون للملك بملايين الجنيهات ولم يكن له مايوفى
فقال الملك ليؤخذ هو وإمراته واولاده ويوضعوا فى السجن حتى يوفوا كل ما عليهم
ولكن هذا العبد صرخ للملك وقال له تمهل على فأوفيك الجميع
فحن الملك عليه وعلم انه مهما فعل لا يستطيع ان يوفى
فسامحه فى الكل
فخرج هذا العبد ووجد عبد رفيقه مديون له بعشرة جنيهات
فطلب منه الدين فتوسل إليه رفيقه وقال له تمهل على فأوفيك الجميع
فلم يوافق واخذه ووضعه فى السجن هو وإمراته واولاده
فلما علم الملك غضب غضباً شديداً ودعاه وقال له
كما يقول لنا أيضاً
كل ذلك الدين تركته لك لأنك طلبت إلى
أفما كان ينبغى عليك انت ايضاً ان ترحم العبد رفيقك
(ووضعه فى السجن وسلمه للمعذبين)
وقال اكتر من مره فى الكتاب المقدس
أغفروا يغفر لكم
إن لم تغفروا للناس ذلاتهم لا يغفر لكم ابوكم السماوى ذلاتكم
ولكن ماذا سيحدث إذا لم يغفر لى الله
أولا سوف تظل خطايايا باقية
وهذا يسبب تدخل إبليس فى حياتى كثيراً نظراً لأن له فى شىء
وسوف اختبر اللعنة لا البركة والألم والحزن والمرض
بل وفى النهاية سوف أخسر أبديتى لأن خطايايا لم تغفر
وكل هذا فى مقابل إساءة بسيطة لا تساوى ابداً ان اخسر ابديتى
من فى رأيك الأقوى الذى يغفر أم الذى لا يستطيع الغفران
اعتقد ان معظم الناس لا تستطيع الغفران لكن القلة الأقوياء هم يستطيعون
كيف نغفر؟
الغفران هو عطية من الله ولا يعطيها إلا للذى يجد عنده الرغبة القوية فى الغفران
لذلك اطلب من الله ان يعطيك الغفران ولكن غفران لمن
يؤسفنى ان اقول لك انه ربما فى طفولتك حدثت مواقف معك
تؤثر على حياتك إلى اليوم سوف تحتاج أن تغفرها
صلى واطلب من الروح القدس ان يذكرك بكل ما حدث معك فى الماضى
فى المرحلة الإبتدائية والإعدادية وما بعدها
وكلما تذكرت جرحاً اطلب من الروح القدس ان يساعدك على الغفران
وانطق بصوت مسموع انا أغفر لك يا فلان لأن فعلت بى هكذا
سوف تجد مواقف يصعب فيها الغفران جداً
هنا تظهر نعمة الله بوضوح
افتح سجن قلبك وحرر منه كل اللذين قد سجنتهم بداخله
اطلق المرارة التى حبستها فى قلبك من سنين
لأنك كما رأيت ليس هناك خسارة إلا على من لا يغفر
++++++++++++++++++++++++++ +
كيف أغفر والذكريات المؤلمة لاتزال موجودة في ذاكرتي؟ كيف لا أفكر في الماضي الذي يزعجني؟
1. أولاً عليك أن تنتبه جيداً أن الجروح الداخلية الكامنة في أعماقك ولا تواجهها سوف تسلب طاقتك وتحد من إمكانياتك.
2.
الغفران.. عطاء بلا شروط ليس هو مشاعر أو عواطف ولا محاولة للنسيان لأمور
مؤلمة. الغفران هو قرار اختياري إرادي ومعنى كلمة "غفران" أن تترك خلفك
الإساءة، أي لا تناقشها مع نفسك ولا تحتفظ بها ولا تعيرها اهتماماً.
ولكن
لماذا أغفر وكيف؟ إنها وصية الرب لنا أن نغفر فقد كان هو مثال حي في ذلك
حتى على الصليب حين صلى "يا أبتاه اغفر لهم" ( لو 23: 34).
• "محتملين بعضكم بعضاً ومسامحين بعضكم بعضاً إن كان لأحد على أحد شكوى. كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً" (كولوسي 3: 13).
• "كم مرة يخطئ إليَ أخي وأغفر له... سبعين مرة سبع مرات.." (متى 18: 21- 35)
•
"إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي . وإن لم تغفروا
للناس زلاتكم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم" (متى 6: 14، 15).
•
أخيراً عدم الغفران يطفيء الروح القدس (1تسالونيكي 5: 19) ويعطل صلاتك
(مرقس 11: 25)، ويزرع مرارة في داخلك تزعجك وتزعج الآخرين أيضاً (أمثال
26: 26، عبرانيين 12: 15).
• ثق أن معرفتك للحق وإيمانك به واستخدامك
إياه سيحررك. اختر أن تغفر وتأكد أن الرب سيُنسيك كل تعب وألم كما حدث مع
يوسف الذي اختبر هذا وقال "الله أنساني كل تعبي" (تكوين 41: 51)، ولا تنسى
أن الروح القدس يعين ضعفاتنا، هو المعزي الذي يشتاق أن يشفي جروحنا
ويُبريء أعماقنا. استسلم له وتأكد أن الرب يُخرِج لك من الجافي حلاوة.
منقول من جروب عن الغفران