ايات عن شرب الخمر

كثيرا مانستمع الى اراء متضاربة بخصوص شرب الخمر هل هو ( حرام ام حلال ؟ ) ودوما يكون راي الشخصي بان أي شيء يستخدم اكثر من الاصول ( اكثر من طاقة الفرد المستخدم لذلك الشيء ) بالتاكيد يكون مؤذي ومشوه وبالمحصلة يكون من ضمن المحرمات وخصوصا ينطبق هذا علينا نحن المسيحيين لان المسيحية هي حياة اكثر من ماهي ديانة 0 وعلى سبيل المثال لا الحصر ( كل انسان ياكل اكثر من قابليته الى درجة التخمة وتكون النتيجة نقله الى المستشفى وتجرى له الاسعافات الاولية كغسيل المعدة واعطاءه مغذي ) اكيد يكون الفعل الذي قام به هو حرام وليس الاكل الذي اكله واذا طبقنا هذاا المثل على شرب الخمر بكافة انواعه والقصد من هذا بان الذي يقوم بشرب الخمر وحسب طاقته واقل ولا يسكر او لايكون مدمن عليه فما الضير من ذلك 0
انا لا اشجع على شرب الخمر لانه اكيد الشخص الذي لا يشربه او يكون حذر منه يصل الى بر الامان لان الهنا قد كسر قيد عبوديتنا للناموس والشريعة وجعلنا احرار ( مت 12 : 1 ــــ 13 )
ان الكتاب المقدس قد ذكر الخمر مع كافة مسمياته في( 261 ) آيه وكانت حصة العهد القديم ( 227 ) اية اما حصة العهد الجديد فكانت ( 34 ) آيه ولا توجد آيه من جميع هذه الآيات تحرم الخمر وانما تحذر من الاسراف في شربه او الادمان عليه 0
كانت الخمر في العهد القديم من ضروريات الحياة وليست من قبيل الترف فكانت جزءا لا يتجزء في ابسط الواجبات ( تك 14 : 18 ، قض 19 : 19 ، 1صم 16 : 20 ، اش 55 : 1 ) وكانت تعد مؤنة اساسية في الحصون ( 2 اخ 11 : 11 ) وللعلاج ( 2 صم 16 : 2 ، ام 31 : 6 ) كما كانت تستخدم لتطهير الجروح ( لو 10 : 34 ) وكانت تشربها كل الطبقات من جميع الاعمار حتى الصغار من الاولاد والبنات ( مراثي 2 : 12 ، زك 9: 17 ) وكانت الخمر تعتبر سلعة اساسية مثل الحنطة ( تك 27 : 28 ) وكان العجز في محصول الخمر او تدمير الاجانب له يعتبر نكبة مريعة ( تث 28 : 30 ، اش 62 : 8 وميخا 6 : 15 وصفنيا 1 :31 ) وفي الجانب الاخر تعتبر وفرة الخمر دليلا على بركة الله ( تك 27 : 28 ، تث 7 : 13 ، عاموس 9 :14 ) والوفرة الوفيرة ستكون من خصائص المسيا ( عاموس 9 : 13 ، يوئيل 3 : 9 ، زكريا 9 : 17 ) 0
والقسط المعتدل من فرح القلب بالخمر لم يكن يعتبر شيء معيبا ( 2 صم 13 : 28 ، استير 1 : 10 ، مز 104 : 15 ، جا 9: 7 ، 10 ، 19 ، زكريا 9 : 15 ، 10 : 7 ) فلا غرابة في ما جاء على لسان يوثام عن الكرمة ( أ أترك مسطاري الذي يفرح الله والناس ؟ ) ( قض 9 : 13 ) لان سكيب الخمر كان جزءا مفروضا في التقدمات ( لا 23 : 13 ) وكانت توجد في الهيكل خزانة للخمر ( 1 اخ 9 : 29 ) ولكن لما اساء اليهود استخدامها او بالحري اسرفوا في شربها وبخهم الله على ذلك ( ام 20 : 1 ، 23 : 29 ـــ 35 ، 31 : 5 ، اش 5 : 22 ، 28 : 1 ــ 7 ، 56 : 12 ، هوشع 4 : 11 ) وهنك ايات كثيرة في العهد القديم تنهي عن السكر بالخمر لعل اقواها ما جاء في سفر الامثال ( الخمر مستهزئة 0 المسكر عجاج ومن يترنح بهما فليس بحكيم ) ( ام 20 : 1 ) و ( لمن الويل لمن الشقاوات لمن الكرب لمن الجروح بلا سبب لمن ازمهرار العين ؟ للذين يدمنون الخمر الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج 0 ل تنظر الى الخمر اذا احمرت حيث تظهر حبابها في الكاس وساغت مرقوقة 0 في الاخر تلسع كالحية وتلدغ كالا فعوان ( ام 23 : 19 ــــ 35 ، 21 : 17 ، 1صم 1 : 14 ــــ 16 ، اش 5 : 11 ـــ 17 ، 28 : 7 ، 56 : 11 ــــــ 12 ) 0
كما ان العهد الجديد ينهي عن السكر بالخمر ويجمع بين السكيرين واشر الخطاة ( رو 14 : 21 ، 1 كو 5 : 11 و 6 : 10 ، غل 5 : 21 و اف 5 : 18 1 بط 4 : 3 ) اما ما اوصى به الرسول بولس ابنه تيموثاوس ( لاتكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا قليلا من اجل معدتك واسقامك الكثيرة ) ( 1 تي 5 : 23 ) فهنا واضح انه يصف له القليل من الخمر كعلاج لظروف مرضية خاصة 0
من خلال ما تقدم توصلنا الى حقيقة الموضوع وما الفائدة او الضرر من الخمر لانه من علامات الرخاء ويعد من الخيرات الثمينة التي تمتدحه كتابات الحكمة باستمرار فمن مسلمات ابن سيراخ ( ان الخمر حياة للانسان اذا اعتدلت في شربه ) ( س 31 : 27 ) اذ يجعل في الحياة بهجة شرط ان تشربه في اعتدال وقناعة وهذا مايدخل في التوازن الانساني واذا اردت توضيحا اكثر راجع ( 2 مك 15 : 40 ) وفي الرسائل الراعوية تتكاثر نصائح الاعتدال ( 1 تن 3 : 3 و 8 ، وتيطس 2 : 3 ) على ان نتناول الخمر عن وعي امر محبذ ( 1 تم 5 : 23 )
ان الرب يسوع له كل المجد قد شرب الخمر رغم تعرضه لسوء الحكم عليه ( مت 11 : 19 ) والانسان الذي يفرط بدلا من الاعتدال يتعرض لكافة انواع السكر ، فالانبياء يشجبون بشدة الرؤساء الذين يحبون البشرب بكثرة لانهم بذلك ينسون الله ومسؤلياته الحقيقية ازاء شعب يكون مظلوما ومقادا الى الشر 0
الخمر يدخل ضمن البواكير التي تؤول الى الكهنة وسيكون له اخيرا مكانة في ذبيحة العهد الجديد التي ستضع حدا لهذه الترتيبات الطقسية ومن جهة اخرى فقد يدفع المقصد الديني البعض الى الامتناع عن الخمر فاذا كان الكهنة ملزمين بالامتناع عن تعاطيها اثناء ممارسة وظائفهم فيرجع ذلك الى هذه الممارسة التي تتطلب ضبط النفس بالكامل ولا سيما في شأن التعليم والقضاء والامتناع عن الخمر قد يكون ايضا تذكرة لذلك الزمن الذي قد حرم فيه اسرائيل من الخمر فاخذ يقترب من الله في حياة تقشف بل ان عشيرة الريكابيين قد ارادت بعدما استوطن اليهود زمنا طويلا في ارض كنعان ان تحافظ على امانة البداوة في الابتعاد عن الخمر ولنفس الغرض كانت هناك عادة في الزهد تقوم على الامتناع عن تناول أي نتاج من الكرم تدليلا على التكريس لله وهذا ما يسمى عادة النذراء وكان شمشون حتى قبل مولده مكرسا هكذا بموجب مشيئة الله وتعتبر حالة صموئيل وحالة يوحنا المعمدان من الحالات المماثلة وعند تنظيو وضع النذراء في الناموس الكهنوتي قد يكون الامتناع مقررا بمثابة نذر مؤقت 0
اما في العهد الجديد فيرمز الخمر (( الخمر الجديد )) الى ازمنة المسيا 0 اذ يصرح يسوع بان العهد الجديد المؤسس في شخصه خمر جديد يشق الزقاق القديمة (( مز 2 : 22 )) وتظهر نفس الفكرة في معجزة عرس قانا الجليل فان الخمر الطيب المنتظر (( حتى الان )) هو هبة محبة المسيح وعلامة الفرح الذي يحققه مجيء المسيح (( يو 2 : 10 )) واخيرا نجد (( الخمر الجديد )) في معرض اعطاءه فكرة عن الوليمة في اخر الازمنة التي يخص بها يسوع المؤمنين في ملكوت ابيه 0 عندئذ تكمل كل ازمنة الوعد بالمسيا 0 ان ذكر الخمر هنا ليس على سبيل مجرد الرمز ولكن هو مايقود اليه عرض انشاء الافخارستيا 0 ىفقبل ان يشرب المسيحي الخمر الجديد في ملكوت الله سيشرب على مر الايام الخمر الذي تحول الى الدم المسكوب من مخلصه وانما هو فرصة تذكره بهذه الذبيحة التي هي ينبوع الخلاص والفرح الابدي (( 1 كو 11 : 25 ـــ 26 )) 0 امين