وقف رجل ثرى فى شرفة قصره وفى اعتزاز وكبرياء كان يتطلع الى اراضيه المتسعة من كل جانب ,حيث كان يملك الوادى كله. كان يقول فى نفسه" انها حقولى واراضى... اننى أغنى رجل فى الوادى"
بدأ ينطق بصوت عالى ما كان يفكر فيه الغنى الذى ذكره السيد المسيح فى مثل "الغنى الغبى"
"ماذا اعمل , الان ليس لى موضع اجمع فيه ثمارى!"
اعمل هذا: اهدم مخازنى وابنى اعظم واجمع هناك جميع غلاتى وخيراتى واقول لنفس:يا نفسى لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة
"استريح وكلى واشرب وافرحى"
ارتفع صوته ف كبرياء وتشامخ ... لكنه اذ كان يتطلع هنا وهناك فى وسط الجو الهادىء لاحظ احد العمال الشيوخ جالسا تحت شجرة بالقرب من الشرفة, وقد علت على وجهه البشاشة وابتسامة عذبة. لقد فتح منديله الذى به القليل من الخبز اليابس وقطعة جبن صغيرة لك يأكل فالظهيرة بعد العمل الشاق فى حديقة الثرى.
اذ كان الثر يشعر براحة كلما تحدث مع هذا العامل الشيخ فحياه من الشرفة, فرد العامل التحية.
- هل كنت تسمعن يا عم يوسف
- يا سيد ,فاننى لم احظ انك بالشرفة, وقد ذبلت عيناى وثقلت اذناى بسبب الشيخوخة.
- اراك مسرورا الليلة
- اننى اشكر الله عل عطاياه الدائمة لى
- على اى شىء تشكره
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الخبز الجاف وقطعة الجبن!
- نعم يا سيدى, فقد وهبنى الله ابى طعاما يملأ معدتى ويسندنى على العمل, وثوبا ارتديه وسريرا انام عليه وسقفا فوق رأسى وهذا اكثر بكثير مما كان للسيد المسيح مخلصى وهو على الارض
- لكننى اعجب كيف تفرح بطعام بسيط كهذا !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]- اله يعطينى عذوبة فى فمى اتمتع بها
حول عم يوسف حديثه فجأة ليخبر مستأجره الثرى بحلم رآه ف الليلة السابقة
"اريد ان اخبرك يا سيد ى عن حلم شاهدته بالامس, حلمت اننى قد ارتفعت الى السماء ووجدت ابوابها مفتوحة. رأيت المدينة العظيمة اورشليم العليا وامجادها أعجز يا سيدى عن ان احدثك عن جمال ما رأيته لقد اشتهيت ان امكث فيها
والعجيب اننى سمعت صوتا من الداخل يقول: اغنى رجل فى الوادى يموت الليلة.
واذ صار هذا الصوت سمعت اصوات ابواق من السمائيين يسبحون ويرنمون .آه !لقد استيقظت من نومى ولم اكن اريد ان استيقظ لقد سمعت يا سيد هذه الكلمات بكل وضوح, وقد كنت افكر كيف التقى بك لأخبرك بما رأيت وما سمعت
صار وجه الثرى شاحبا , وقد حاول اخفاء مشاعره ومخاوفه, لكنه تسلل من الشرفة الى حجرته وارتمى على كرسى قريب منه وهو يردد
"اعنى رجل ف الوادى يموت الليلة!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هل هذا مجرد حلم لعامل شيخ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]!
هل هى نبوة او رؤيا الهية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]!
هل هو انعكاس لمشاعر عامل نحو اغنى رجل فى الوادى!
انه شيخ محب تقى وورع!"
لم تمض ساعات حتى شعر عم يوسف بارتفاع فى درجة حرارته وقد حاول ان يخفى مرضه حتى لا يثقل على احد. ازداد به المرض جدا, وصار الشيخ يردد مزاميره وينادى الهه وقد امتلأ وجهه بهجة
اذ ساءت حالة عم يوسف جدا اسرع زملاؤه باستدعاء طبيب ليعالجه. اهتم به الطبيب, وبينما كان الطبيب يسامره ويلاطفه روى عم يوسف للطبيب الحلم الذى رأه. فضحك الطبيب وقال له:"لا تخف فان صحة اغنى رجل فى الواد سليمة ولا يموت الليلة"
وفى ساعة متأخرة من الليل سمع الثرى جرس الباب يضرب, واذ خرج ليفتح وجد عاملا يعتذر له:
"اسف يا سيدى عم يوسف قد مات ونحن نعلم انك تحبه
ونحن نسألك ماذا نفعل"
ذهل الثرى لما حدث , وصار يردد فى نفسه:"اغن رجل فى الوادى يموت الليلة"
نعم لقد مات عم يوسف فى نظرى فقيرا للغاية.
لكنه فى عين الله اغنى رجل فى العالم.
كان غنيا فى الايمان اقتنى غنى السماء الذى لا يقدر بثمن.
وتمتع بالحياة الفائقة.
ظننت فى نفسى اننى اغنى رجل فى الوادى
لكننى اكتشفت من هو الغنى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "الان ارجعى يا نفسى الى الهك واقتنيه فتقتنى كل غنى"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]