كيـف نستخدم الطـاقات و الطبائع و الغرائـز

كيـف نستخدم الطـاقات و الطبائع و الغرائـز

قلم: قداسة البابا شنوده الثالث
توجد طاقات للانسان يبدو بعضها هداما, او يستخدمه الكثيرون استخداما سيئا خاطئا, بينما كل شئ في طبيعة الانسان يمكن استخدامه للخير وسنضرب لذلك بضعة أمثلة.

فالغضب مثلا طاقة يمكن استخدامها للخير, مهما استخدمها البعض كخطية فالغضب يعتبر خطيئة ان اخذ طابعا جسدانيا نفسانيا: ان تحول مثلا الي نرفزة او توتر في الاعصاب, وثورة وهياج, وعدم انضباط الصوت والملامح والحركات, مع اخطاء اللسان وقسوة الالفاظ والعنف.. مع الاخطاء النفسية, من جهة ارتباط الغضب احيانا بالغيظ والكراهية, والرغبة في الانتقام للنفس, وثورة الفكر بأسلوب غير روحي, وربما يصل الي الاهانات وجرح شعور الآخرين والي الاشتباك بالايدي..

** ومع ذلك فالغضب طاقة يمكن استخدامها للخير فهناك نوع منه يسمي بالغضب المقدس, مثل غضب موسي النبي لما رأي الشعب قد صنع عجلا ذهبيا وعبدوه, ومثل غضب كثير من الانبياء علي الخطاة وتوبيخهم وانذارهم, مع ملاحظة ان يكون ذلك بغير نرفزة وعصبية, وهكذا نري ان الغضب وهو طاقة نفسية يمكن تحويله الي الخير.

** لهذا, نحن لانقف ضد الطاقة الغضبية بل ندعو الي توجيهها توجيها حسنا, اذ ينتج عن ذلك الحماس والغيرة المقدسة والنخوة والحزم, ان تحطمت هذه الطاقة صار الانسان خاملا.

** ان الانسان الروحي لايمكنه ان يري الشر ولاتتحرك روحه, والا خلت الارض من المصلحين علي ان يكون ذلك بحق, وبحكمة واذا غضب الانسان لهدف روحي, ينبغي ان تكون وسيلته ايضا روحية: فلا يشتم, ولايتعالي ويتكبر علي غيره, ولايتجاوز حقوقه.

** نقطة اخري مهمة هي العناد: هل هو طاقة ام خطيئة؟ ام هو في الاصل طاقة حوله البعض الي خطيئة؟ ان العناد السيئ هو التصميم علي الخطأ حيث يسلك الشخص في طريق خاطئ ويصمم عليه ويرفض كل تفاهم وكل نصيحة مخلصة بعقل مغلق امام كل اصلاح لمساره حتي لو صدرت النصيحة من صديق وفي او مرشد موثوق به او اب روحي.. ومهما كان الحق واضحا!!
** مثل هذا العناد هو تصلب في الفكر والارادة, وغالبا ما يكون صادرا عن كبرياء او عن اعتزاز زائد بالذات وثقة واهمة بالنفس. وهو غير الثبات علي الحق وعلينا في حكمة وافراز ان نميز بينهما ولانخلط بينهما في حكم واحد, ونلاحظ هذا في تربية النشء فان كان العناد.. او ما يسميه البعض عنادا ـ هو في حقيقته صمودا وثباتا في الخير, فلا نمنعه ولاننهي عنه, من امثلة ذلك من يقف في صلابة قوية امام من يريدون ازاغته عن دينه, رافضا كل المحاولات, وكل الاغراءات المقدمة اليه, وهو غير مقتنع بالمجادلات, لايتراخي ولايتساهل, وهو واثق إنه علي حق.. أيقول عنه مجادلوه انه عنيد؟! ولكنه ليس عنادا سيئا, بل هو ثبات في العقيدة يمتدح عليه..

** هناك ايضا العناد مع النفس في الجهاد الروحي: في الصوم, وحفظ العفة, وحفظ الفكر, والحواس, وضبط اللسان وضبط الحواس, وفي كل التداريب الروحية, وفي منع النفس عن الخطية كما قال الشاعر:
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فاذا انتهت عنه فانت حكيم.

في كل هذا يحتاج الانسان الي عناد ضد الشيطان والجسد والشر والي عناد ضد الشهوة واللهو فيجد الشيطان نفسه امام انسان قوي ليس سهلا, يعجم الشيطان عوده فيجده صلبا ويحاول الدخول الي قلبه والي فكره فاذا هو جنة مغلقة وينبوع مختوم, واذا بهذا البار يقف امام كل انواع الاثم بكل عناد وتصميم, كصخرة جامدة لاتؤثر فيها العواصف. هذا العناد ضد الشيطان وحيله, هو عناد مقدس..

** هناك في الحياة الاجتماعية ايضا عناد مسموح به, مثل فتاة ريفية يريد اهلها تزويجها من شاب من اقاربها لاتحبه بل تكرهه, ولاتتصور الحياة معه اطلاقا.
هذه ان رفضت فمن حقها ان ترفض, وان ألجوا عليها وضغطوا فاستمرت في الرفض, هل يصفونها بالعناد؟ ان من حقها ان تأخذ هذا الموقف العنيد لان ارغامها هو سبب لبطلان الزواج.

** لذلك ان وجدنا عنادا, وهادفا الي الخير, وصادرا عن ارادة قوية, فلا يجوز ان نقف امامه ونتهمه بصلابة الرأي, بل فلتبق الارادة في قوتها وصلابتها وتصميمها لانحطمها, وانما نضمن سلامة مسارها نحو الخير..

** نقطة اخري في موضوع الطاقات وهي المواهب: فلنفرض ان انسانا له موهبة في النحت او الشعر او الموسيقي او التلحين, او حتي في التمثيل او الغناء او ما اشبه.. هل نكبت عنده هذه الموهبة, في ادعاء انها ضد الاتجاه الديني, وتبعده عن الله؟!

** انني لست اجد في احدي هذه المواهب اي خلاف مع الدين فالخطأ ليس في الموهبة وانما في انحرافها.. وما اسهل توجيه كل المواهب توجيها روحيا دون العمل علي تحطيمها باسم الدين.

فالفن شئ جميل, لايستغني عنه المجتمع, فان انحرف الفن, نحارب الانحراف و يبقي الفن الذي لولاه يتحول البلد الي جمود لا جمال فيه, ونحن نشكر الله ان في بلادنا مجموعة من الفنانين الذين لهم شهرة طيبة وامجاد في عالم الفن, وانتاج يفتخر به الوطن وينتشر خارجا.

** كذلك فان الغناء والموسيقي والشعر والتلحين, كلها مواهب وطاقات يمكن استخدامها في الخير.

وقد كان داود النبي شاعرا وموسيقيا, وكان يحسن الضرب علي العود والمزمار والعشرة الاوتار ولاننسي ما قدمه للعالم من المزامير مما اوحي له الله بها.
نعود ونقول لانحارب الطاقات بل نحسن استخدامها

واذا غضب الانسان لهدف روحي, ينبغي ان تكون وسيلته ايضا روحية: فلا يشتم, ولايتعالي ويتكبر علي غيره, ولايتجاوز حقوقه

شكرا

اا اختى على الموضوع النافع

وقد كان داود النبي شاعرا وموسيقيا, وكان يحسن الضرب علي العود والمزمار والعشرة الاوتار ولاننسي ما قدمه للعالم من المزامير مما اوحي له الله بها.
نعود ونقول لانحارب الطاقات بل نحسن استخدامها

شكرا

ااااااااااااااااااااااااااااااااااا
انتوانيت
على الموضوع الرائع
شكرا

ااااااااااااااااااا

ايفا كتب:: واذا غضب الانسان لهدف روحي, ينبغي ان تكون وسيلته ايضا روحية: فلا يشتم, ولايتعالي ويتكبر علي غيره, ولايتجاوز حقوقه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اا اختى على الموضوع النافع

ميرسي ايفا

لمرورك الرائع
ربنا يباركك ياقمره

عادل جبران كتب:: وقد كان داود النبي شاعرا وموسيقيا, وكان يحسن الضرب علي العود والمزمار والعشرة الاوتار ولاننسي ما قدمه للعالم من المزامير مما اوحي له الله بها.
نعود ونقول لانحارب الطاقات بل نحسن استخدامها

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ااااااااااااااااااااااااااااااااااا
انتوانيت
على الموضوع الرائع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ااااااااااااااااااا

اشكرك استاذ عادل

لمشاركتك الرائعه