أحب سيدى .. لا أخرج حراً

يسوع .. عندما أصبحت محبتى لك واقعية بشكل كبير .. هادئة .. عاقلة ..
متزنة إلى حد كبير .. عرفت وقتها إنى تركت محبتى الأولى .. فمحبتى الأولى
كانت مسرفة .. مبذرة .. فيها الكثير من الإتلاف .. محبة غير واعية وغير
عاقلة .. وقتها ذهبت ورائك فى البرية ولم أبالى بإتساخ قدمىَّ .. وقتها
تبعتك .. وفى إتباعى إياك لم أبالى بأى آدب من آداب السلوك .. وعلمت وقتها
لماذا تخلى ذكا عن آداب السلوك والإحترام عندما طلع فوق الشجرة باحثاً عنك
.. وأدركت لماذا جاءت المرأة نازفة الدم بدون خجل أو حياء إن جاز التعبير
طالبة لمس هدب ثوبك.. وعرفت كيف تجاسرت مريم لتأتى وتغسل قدميك فى مجلس
كبار القوم..عرفت أسرارهم وعرفت إن هذا هو الحب ..علمنى تانى الإتلاف
والإسراف والذهاب ورائك حيثما كنت .. لا أبالى بهياج البحر إذا كنت فى
سفينتى حتى ولو كنت نائماً . ولا أبالى بالإنتقادات أو الكلمات التى
يتقاولون بها علىَّ .. لا يهمنى سوى أن أتبعك .. فالشخص الذى يعطش للمياه
ولسانه جاف لن يقول لو سمحت إعطنى ماء لكن سيصرخ حتى ولو كانت هذه وقاحة
ولن يعبأ لو قال له الناس أصمت صوتك مزعج.

ومن يعطش لمياه السماء
لن يبالى بأى شىء.. سوف يحصل عليها بأى ثمن بمجد أو هوان بصيت ردىء أو صيت
حسن .. حتى لو سموه وقحاً أو مسرفاً أو متلفاً .. لا تعنينى هذه المسميات
.. كل ما يعنينى شيئاً واحداً وهو أنه أنى أحب سيدى .. لا أخرج حراً ..
سأمسك بك وسأبكى وأسترحمك ولن أتركك إلا عندما تباركنى.. أفعل ما تريد..
إكسرنى .. قل لى ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب .. قل وأفعل
ما تريد لن يثنينى هذا عن المسك بطرف جلبابك ولن يوقف هذا توسلاتى لأنى
أعلم أن هذا ليس هو بالحقيقة ما بداخل قلبك .. أحبك يا سيدى لا أخرج حراً
.. تعال الآن بالمخرز وأثقب أذنى وأجعلنى عبداً لك مؤبداً

منقووووول