البابا يعتبر انكار المحرقة "امرا لا يطاق" ويؤكد زيارته لاسرائيل

البابا يعتبر انكار المحرقة "امرا لا يطاق" ويؤكد زيارته لاسرائيل

الفاتيكان (ا ف ب) - شدد البابا بنديكتوس السادس عشر الخميس على ان انكار محرقة اليهود "امر لا يطاق وغير مقبول"، واكد انه يستعد لزيارة اسرائيل محاولا طي صفحة الجدل الكبير الذي اثاره قراره رفع الحرم الكنسي عن اسقف ينكر وجود المحرقة.

وقال بنديكتوس السادس عشر لدى استقباله وفدا من منظمات يهودية اميركية برئاسة الحاخام ارثر شنيير من نيويورك ان "اي انكار او تخفيف للجريمة (المحرقة) امر لا يطاق وغير مقبول".
واضاف ان "الحقد واحتقار الرجال والنساء اللذين ظهرا خلال المحرقة هما جريمة في حق الرب والانسانية. هذا ينبغي ان يكون واضحا للجميع ولا سيما اولئك الذين يؤمنون بالكتاب المقدس الذي يقول ان الناس خلقوا على صورة الرب".
وهو اول لقاء بين بنديكتوس السادس عشر وممثلين لليهود منذ بدء الجدل قبل نحو ثلاثة اسابيع.
واكد البابا انه يستعد لزيارة اسرائيل "وهي ارض مقدسة للمسيحيين واليهود لان جذور ايماننا موجودة هناك".
واثار قرار الفاتيكان رفع الحرم الكنسي عن الاسقف ريتشارد وليامسون الذي انكر محرقة اليهود جدلا محتدما في العالم، وخصوصا في اسرائيل وبين قادة الطائفة اليهودية، باعثا شكوكا في ابقاء البابا بنديكتوس السادس عشر زيارته المقررة للدولة العبرية.
واستشهد البابا كذلك بكلام لسلفه يوحنا بولس الثاني الذي طلب "الصفح" من اليهود بسبب المحرقة، العام 2000.
وقال بنديكتوس السادس عشر انه يريد "تبني صلاة" سلفه الذي قال متوجها الى اليهود "نحن حزينون جدا لتصرفات الذين الحقوا المآسي باطفالكم، ونطلب الصفح ونرغب في تكريس صداقة حقيقية مع شعب العهد".
واضاف "الكنيسة ملتزمة بعمق وفي شكل لا عودة فيه نبذ معاداة السامية".
وخلال اللقاء مع بنديكتوس السادس عشر، رد الحاخام شنيير شاكرا للبابا "تفهمه معاناة (اليهود) وقلقهم" و"+دعمه المؤكد+ للشعب اليهودي وادانته لانكار المحرقة".
وقال رئيس الوفد اليهودي الذي يتوجه من الفاتيكان الى اسرائيل "نشكر لكم وجودكم الى جانبنا وتضامنكم في وقت نواجه فيه تجدد معاداة السامية واعمال التدنيس واحراق كنس".
واضاف ان "انكار المحرقة من جانب اسقف اخوية القديس بيوس العاشر جعل هذه الايام اليمة وصعبة علينا"، طالبا من بنديكتوس السادس عشر "مواصلة التنديد بمعاداة السامية (...) والطلب من مسؤولي الكنائس في كل بلد ان يجعلوا من هذا الامر اولوية".
وقال "نحيي ونثمن زيارتكم المرتقبة لاسرائيل. ان الشعب الاسرائيلي وقادته ينتظرونكم بفارغ الصبر".
وحيال ردود الفعل التي اثارها قرار رفع الحرم الكنسي عن ريتشارد وليامسون الذي انكر وجود غرف الغاز، سبق للبابا ان اعرب في كانون الثاني/يناير عن "تضامنه" مع اليهود منددا بانكار المحرقة.
وطلب الفاتيكان بعد ذلك من الاسقف "ان يعود من دون لبس وعلنا عن تصريحاته حول المحرقة"، مشددا على ان البابا "لم يكن مطلعا عليها" عند اتخاذه قرار رفع الحرم الكنسي عن اربعة اساقفة متطرفين من اخوية القديس بيوس العاشر. لكن وليامسون رفض العودة عن تصريحاته.
ولم يحدد بنديكتوس السادس عشر الخميس موعد زيارته لاسرائيل، وهي الاولى التي يقوم بها البابا للمنطقة والتي قد تتم من الثامن الى الخامس عشر من ايار/مايو على ان يستهلها في عمان ومن ثم ينتقل الى الاردن والناصرة وبيت لحم على ما ذكرت الصحف الايطالية.
وفي القدس، رحب افنير شاليف مدير مؤسسة نصب المحرقة ياد فاشيم في بيان ب"تصريحات البابا التي "لا لبس فيها".
واوضح ان "ياد فاشيم تعتبر تصريحات البابا التي تدين انكار المحرقة واي محاولة للتخفيف من حجمها والتي لا لبس فيها مهمة جدا".
واضاف "ينبغي الاشادة بادانة الكنيسة الواضحة لاي شكل من اشكال معاداة السامية".

Laughing

تاريخ نشر الخبر : 12/02/2009